المرجع الخالصي: ان محاولات التهديد والترغيب هي محاولات غير مجدية ولا قيمة لها امام مصالح الشعب العراقي، مؤكداً بأن العراق يمر بأخطر مرحلة من مراحل الحروب الكاملة
أشار المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 14 محرم الحرام 1444هـ الموافق لـ 12 آب 2022م، إلى استمرار الامة في متابعتها لموقف الحق والإيمان الصحيح الذي تجلّى في مواقف النبي محمد (ص) وأهل بيته الكرام (ع)، وكانت عاشوراء الحسين (ع) هي أعلى هذه التجليات.
كما وأكد سماحته بأن درس عاشوراء مستمر ولا ينتهي وهو ليس متوقفاً على هذه الأيام، بل هو درسٌ دائمٌ يعيش مع الانسان كما تعيش الرسالة معه لأنه تجسيد لأهداف الرسالة ولما تريده الناس عبر ايامهم وطوال حياتهم، فثورة الامام الحسين (ع) تعلمنا ان نثبت على الحق وأن نسير في طريق الهدى، وبذلك نستطيع ان نحرر شعبنا اليوم من المصائب التي تجري عليه.
وقال: ان المحاولات البائسة التي جرت على مر التاريخ لترغيب المؤمنين تارة وترهيبهم أخرى من أجل التراجع عن موقف الحق جرت على الأنبياء كلهم، وجرت على النبي محمد (ص) في مرحلة الرسالة ونزول الوحي، وكما جرى نفس الموقف مع سبطه الحسين (ع)، وكما يجري اليوم علينا ايضاً، مؤكداً بأن هذا الامر ليس بالجديد، فالنبي محمد (ص) تعرض لذلك، فقد قالوا له: إن اردت الملك ملكناك، وإن اردت المال جمعنا لك حتى تكون اكثرنا مالاً، وغير ذلك..، ولكن كان رد النبي (ص): بأن الامر ليس كما تتصورون، بل هنالك رسالة يجب ان تؤدى.
وأوضح سماحته أن هنالك محاولات جديدة للتهديد والترغيب، فسابقاً كانت تجري عبر وسائط ولكن الآن بدأت تجري بشكل مباشر، وهذه الأيام وصلتنا بعض التهديدات الخارجية بحجة اننا تسببنا لهم بضرر في مصالحهم القومية وبالذات مصالحهم المزعومة في العراق؛ وفي الحقيقة حين نتمسك بمطالب شعبنا لا يهمنا من الذي سيتضرر وخاصة الاحتلال الأجنبي، لأن الأصل مصالح الشعوب وهي في المقدمة.
وأكد على إن ما يأتينا اليوم من تهديدات، او مناكفات، او ترغيبات، او محاولات تشويه، او ضغوط متكررة، هي محاولات غير مجدية ولا قيمة لها، فالمؤمن يكون أكثر ثباتاً على الحق في مسيرة شامخة مستمرة.
وفي الشأن السياسي الداخلي أكد سماحته على ان العراق يمر بأخطر مرحلة من مراحل الحروب الكاملة، حرب تجويع، حرب مهانة، حرب اذلال، حرب فساد، حرب سرقات، حرب غير قانونية وغير نظامية، وهذ هو مخطط كامل قد كتب في كتاب “محو العراق”، لذلك كان رأينا بأن الحل الوحيد لإنقاذ العراق يجب ان تكون في خطة متكاملة تمثل إرادة الشعب العراقي.
وبخصوص الاحداث الجارية اليوم في البلد تساءل سماحته عن نهاية المطاف في حالة الصراع الجارية اليوم في البلد؟، فبعد ان تجاوزنا القضية الطائفية نرى المشاكل والصراعات وصلت داخل الطائفة الواحدة والحزب الواحد فضلاَ عن تفشي حالة الفساد بشكل علني وواضح، ويحاولون استدراج الامة في هذا الصراع البائس.
وقدم سماحته نصيحة للأمة وللشعب العراقي: إياكم ان تُستدرجوا إلى هذه المعارك التي يريد الجُهّال والمتاجرون باسمكم ان تدخلوا فيها، ابتعدوا عنها فهي معارك خالية من الحق وإنما هي كلها باطلة ببطلان العملية السياسية الفاسدة.
وفي سياق متصل أكد على عدم وجود أية شرعية لهذه العملية السياسية القائمة اليوم، بل الموجود هو الاحتلال وهو غير شرعي وغير قانوني، وكل الحكومات السابقة هي إفرازات الاحتلال، وفي المقابل يوجد شعب رافض لهذا الاحتلال، فما يصنعه الاحتلال هو ضد الشعب، وما يجري ضد الاحتلال فهو من صنع الشعب.
وأكد على ان الاحتجاجات المطلبية السابقة والاحتجاجات السياسية الحالية هذه لن توجد حلاً مناسباً للوضع الحالي للعراق ومع ذلك فإننا ايدناها ونؤيدها ولكن لن تصل إلى حل كامل ما لم تكن شاملة في التغيير، بمعنى لو تم حل البرلمان واعدنا الانتخابات، فالنتائج ستكون نفس النتائج التي نحن فيها اليوم، لماذا؟، لأن المهيمنين على المشروع هم يريدون ان يفصلّون المشروع حسب ما يشتهون.
وقال: إن منهجنا هو تأييد كل المطالب المشروعة للشعب العراقي ومع تأييدنا لحل البرلمان الذي لا قيمة له قانونياً، ومع تأييدنا لإجراء انتخابات حرة نزيهة -التي لن نشارك فيها على هذا الوضع-؛ لأن الناتج عنها لن يكون أفضل مما هو موجود الآن، ولكننا نحذّر وبشدة من استغلالها لأهداف سياسية او مصالح شخصية قد يكون بعضها خطيراً ومضراً بالشعب العراقي، بحيث يتنازل عنها البعض في اول منعطف او في اول نزول من الطريق العام من الطرق الفرعية.
ودعا سماحته كل الرافضين لهذه العملية السياسية بالاتحاد والمطالبة بالحقوق المشروعة وأهمها التغيير الشامل للعملية السياسية القائمة اليوم، مؤكداً بأن الحل محصور في إيجاد مشروع كامل عبر عملية سياسية متكاملة لا تبنى على المحاصصة الطائفية الحزبية والمصالح الشخصية، وانما تُبنى على أساس المشاركة الجماهيرية والفردية في كل هذه القضايا، وبذلك تنشأ هيئات وطنية مستقلة يمكن ان تمثل إرادة الشعب العراقي وخاصة الأكثرية التي قاطعت الانتخابات الأخيرة، وتشكيل حكومة انتقالية تدير المرحلة وتهيأ لكتابة دستور جديد ولانتخابات حرة نزيهة بعيداً عن كل الأخطاء السابقة.
في الجانب الدولي أكد سماحته على ان بعض المحطات والصحف العالمية والدولية مهتمة بالعدوان على أوكرانيا ولا تهتم لما يجري من حرب إبادة جماعية في مناطقنا المظلومة في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين، فهل العدوان على أوكرانيا اهم ام العدوان على فلسطين والعراق هو الأهم؟؛ ان العدوان المستمر الدائم على فلسطين والعراق والاجرام هو الأهم. وهو الذي يجب ان يكون محط انظار العالم اجمع لرفع الظلم والحيف عنهم وعن عموم مناطقنا الإسلامية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط