الحنانة موقع نزول سبايا الطف

الدكتور فاضل حسن شريف

كان في الحنانة عمود معلم قبل دخول الكوفة يسمى قائم الغري، حيث بني مسجد منذ زمن الامام الصادق عليه السلام يصلى فيه ركعتين كون رأس الحسين عليه السلام وضع فيه خلال موكب السبي. هنالك عدة اماكن توقف فيها ركب سبايا الطف منها الحنانة في النجف الاشرف والكوفة والموصل بالعراق وحلب وحمص وحماة ودمشق في سوريا.

كلمة الحنانة عربية مشتقة من الفعل تحنن اي ترحم فهي الرحمة. ورد تاريخيا انه دير نصراني من اديرة الحيرة يسمى حنا في نفس موضع المسجد الحالي. وكلمة حنا بتشديد النون كلمة مسيحية نصرانية معروفة تطورت الى كلمة حنانة. وكانت من الاديرة الضخمة في زمانه لان منطقة النجف كانت معروفة بالاديرة. بنى الدير المنذر بن النعمان في القرن الرابع الميلادي.

حي الحنانة حاليا يقع في النجف الاشرف قرب تقاطع طرق الكوفة وكربلاء والديوانية وهو ضمن أحياء الحسين والحنانة. وكان طريق الكوفة معروف في الزمن السابق بطريق الغريين. قال ابن طاووس عن القائم الذي انحنى وسميت المنطقة بالحنانة (نعم لما جازوا بسرير أمير المؤمنين عليه السلام انحنى أسفا وحزنا على أمير المؤمنين عليه السلام). وتستحب الصلاة عند الموقع لمن يزور النجف لان فيه كرامات. وقال محمد بن المشهدي في كتاب المزار الكبير: (زيارة للحسين عليه السلام مختصرة، يزار بها في كل يوم وفي كل شهر، ويزار بها عند قائم الغري أي مسجد الحنانة).

في منطقة الحنانة يوجد قبر الصحابي كميل بن زياد النخعي الكوفي حيث قتله الحجاج الثقفي وكان عمره الشريف نحو 90 سنة وقطع رأسه الشريف، وهو من أصحاب الامام علي عليه السلام. ان حكام وولاة بني امية يتميزون بقطع رؤوس قاتليهم كعادة معروفة عندهم التي هي اشد البعد عن القيم الاسلامية التي تكرم جثة القتيل. وكانت ما حول الحنانة تعرف بالثوية، وهي مقابر دفن فيها رجالات الدين ثم هجرت فيما بعد. وأصبح قبر كميل بعيدا عن طريق الكوفة-نجف. وفي العقود الأخير بنيت أحياء سكنية وشيد مقام وصحن كبير يزوره الكثير من الزوار. لذلك فالمنطقة تحوي حاليا على مسجدين كبيرين يزاران هما الحنانة وكميل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here