المهندسة ديانا السندي: إنشاء تلسكوب جيمس ويب استغرق 20 عاماً

المهندسة ديانا السندي: إنشاء تلسكوب جيمس ويب استغرق 20 عاماً

أعربت مهندسة الدفع الصاروخي في شركة بلو أوريجين الأميركية، ديانا السندي، عن رغبتها في تقديم المنفعة للشعب العراقي في مجال استكشاف الفضاء وتشجيع لا سيما النساء منهم على تحقيق طموحهم في هذا المضمار، مشيرةً إلى أملها بالعودة إلى بلدها العراق الذي غادرته منذ 2004، كاشفة أن إنشاء تلسكوب جيمس ويب استغرق 20 عاماً.

* من هي ديانا السندي؟ وأين تعيشين حالياً؟

ديانا السندي: أنا مهندسة الدفع الصاروخي في شركة تدعى (بلو أوريجين) في كاليفورنيا، انتقلت للعيش في أميركا منذ نحو 13 عاماً، وأكملت دراستي هنا، تخصصت بدراسة هندسة الكيمياء، وعملت خلال دراستي بمشاريع عديدة، فمجال الفضاء واستكشافه المفضل لدي، لذلك قررت أن أخوض هذا المجال من خلال فتح موقع خاص بي في محاولة مني لمساعدة الشعب العربي.

* كيف بدأ شغفك في هذا المجال وأنت في بغداد؟

ديانا السندي: بدأ هذا الحلم عندما تنتقلت من العراق إلى أميركا، عندما كان عمري 16 عاماً قمت بقراءة قصة فتاة تعمل في مجال مناخ المريخ، وشكل هذا الأمر حافزاً لي لمعرفة الفضاء، والدفع الصاروخي والكون والمجرات، واكتشفت أن الفضاء مجالاته كثيرة، كما أنني منذ الصغر كنت أحب أن أكون مهندسة، لكن دون معرفة أي تخصص، أي لم يكن لي في طفولتي أي طموح لأكون رائدة فضاء أو ما شابه.

* لديك موقع على الإنترنت والتواصل الاجتماعي تتحدثين فيه عن الفضاء بالعربي، وهذه الفترة تتحدثين كثيراً عن التلسكوب الذي يعتبر نقلة نوعية كبيرة في هذا المجال، إلى أي حد غير التلسكوب بالصور التي أرسلها من فهمنا وتفكيرنا عن الكون؟

ديانا السندي: المدة التي أنشئ فيها التلسكوب 20 عاماً، وأنفقت آلاف ومليارات الدولارات لنوصل التلسكوب إلى هذه المرحلة. قبل عدة أسابيع أطلقت ناسا صورا جديدة من التي التقطها تلسكوب جيمس ويب تبعد مليون ميل عن الأرض، فبعد 6 أشهر للرحلة حتى وصل إلى هذه المرحلة استطعنا أن نأخذ صوراً لمجرات ونجوم لم نكن شاهدناها من قبل، وهذه الصور تبعد تقريباً 7 آلاف سنة ضوئية عن الأرض، وهذا يعني أن شكل المجرة كان هكذا قبل 7 آلاف سنة ومن خلالها نستطيع التوصل إلى معرفة كيف تكونت الأرض، وحتى نكتشف نجوماً وكواكب جديدة في عموم الكون، وهذا التلسكوب مميز من نوعه لأن تقنيات مبتكرة مستخدمة فيه، وأجهزة كشف جديدة تؤهلنا لأخذ صور عميقة جداً.

* الصور التي أخذت من قبل جيمس ويب ما الجديد فيها وما الحقائق التي أظهرتها لنا عن الكون؟

ديانا السندي: توجد الكثير من الصور الجديدة وأحدها صورة لكوكب خارج المجموعة الشمسية، لم نكن نعلم أنه موجود، وهو كوكب عملاق غازي جداً نستطيع أن نرى بداخله بخار ماء، ويدور هذا الكوكب حول نجم يشبه الشمس، وبعيد عن الأرض تقريباً 1150 سنة ضوئية، فعندما نقول كوكب يحوي ماء أي أنه من الممكن أنه توجد حياة على كوكب آخر خارج مجموعتنا الشمسية، وهذه من أحد الأشياء التي اكتشفناها، قبل كم يوم شاهدنا صورة لسوبر نوفا، وهو عبارة عن نجم ينفجر بسرعة ويموت بسرعة.

* أنت حالياً مهندسة دفع صاروخي ماذا يعني ذلك؟

ديانا السندي: هو مثل أي عمل في مجال الهندسة، لكن هنا حول بناء صاروخ، والأمر المعقد فيه أن أي مشكلة تصادفك في الصواريخ فالمهمة حينها تتوقف، لذلك يجب أن يكون النظام يعمل كله وفق مسار دقيق، كما أن عملية بناء الصواريخ تستغرق مدة طويلة جداً، فالصواريخ الكبيرة غالية جداً، والوقود غال جداً، وغير متوفر بكثرة، وعملي أنا تحليل وتصميم أجزاء الصواريخ منهم الأنابيب، فصناعة الصواريخ عبارة عن مرحلتين أو أربعة مراحل، وأنا أعمل على الأدوات الذي تجعل الصاروخ يعمل.

* عندما تعملون على صناعة الصاروخ الواحد، كم تستغرق مدة إكماله؟

ديانا السندي: أقصر فترة 10 سنوات، لأن الشركات تحاول أن تخلق على الدوام شيئاً جديداً، مثلاً الشركات الموجودة في كاليفورنيا يبنون صواريخ من نفس أنواع الوقود تقريباً، فالتلسكوب يبنوه في 20 سنة، والصواريخ التي نبنيها مع ناسا أو الشركات الفضائية الأخرى من 5 إلى 15 سنة تستغرق مدة إنجازها وإكمالها.

* كيف كانت بداية حياتك في بغداد منذ الطفولة، وكيف اتخذتم قرار الهجرة إلى أميركا؟

ديانا السندي: بقينا في بغداد حتى 2004، كما عشت 4 سنوات في عمان، فعندما كان عمري 14 عاماً انتقلت إلى أميركا، وبمجرد تحولنا إلى هناك التحقنا على الفور بالمدرسة، وكنت اصطحب معي قاموساً كبيراً، حيث كنت العراقية الوحيدة في الصف وأصبحت دراستي لها الأولوية، لذلك حاولت أن أتعلم اللغة بأسرع وقت ممكن إلى أن أتقنتها.

* خلال 17 عاماً استطعتي أن تكوني مهندسة دفع صاروخي في إحدى أكبر شركات العالم.

ديانا السندي: لا أفكر بهذه الطريقة فقط أقوم بإحاطة نفسي بأشخاص يعملون على تطوير خبراتهم، لكن هذا المجال الذي أعمل فيه غير موجود بالشرق الأوسط لذلك يظهر أنه شيء كبير جداً، لكن أحاول من خلال الصفحة الخاصة بي والتي أريد من خلالها أن نكسر هذه القاعدة، ونجعل الدخول لهذا المجال وخاصة للنساء أسهل.

* المتداول أن لقب السندي في العراق ذو أصول كوردية، وغالبيتهم في دهوك، هل لقبك له بعلاقة بهذا الشيء؟

ديانا السندي: كلا.

* عملك في ناسا وبلو أوريجين كيف تصفين تجاربك في مجال الفضاء؟

ديانا السندي: من أكثر الأشياء المهمة للدخول في هكذا شركات العمل على مشاريع علمية يدوية، كنت في الجامعة أركز على هذه المشاريع بدلاً من الاهتمام بالمعدل العالي، لانشغالي في المشاريع اليدوية مع الفرق الطلابية في الجامعة، لذلك أكثر نصيحة للشباب أقدمها هي تطبيق المهارات التي يتعلمونها بالصفوف، وتطبيقها على مشاريع علمية يدوية ليس بالضرورة في شركة فضاء، لأن الهندسة مجالها مفتوح ومتعدد.

* من خلال شركتكم يستطيع الفرد التوجه إلى الفضاء، كم سفرة استطعم تسييرها لحد الآن؟

ديانا السندي: 22 رحلة عن طريق صاروخ تجاري ينقل رواد فضاء ليس بالضرورة يكونون محترفين، يذهبون لمدة 11 دقيقة إلى الفضاء، ويجربون هناك مجمل الآليات ويشعرون بسمة فقدان الجاذبية في الكبسولة ويعودون، وبعد عدة أيام سيرسلون أول فتاة مصرية بالعشرينيات، حيث ستكون أول رائدة فضاء مصرية، وعدد النساء في هذا المجال أصبح اكبر عما كان عليه في السابق.

*  يمكن أن العمل في مجال الفضاء يكون حلماً لآلاف الناس وخاصة الأطفال، وماهي نصيحتك لهم؟

ديانا السندي: على الأهل أن يتحدثوا مع أطفالهم حول هذه الأشياء بطريقة مبسطة سهلة، من خلال محاولة فهم المجرات عن طريق الغوغل، ومن خلال شراء كتب عن الفضاء، هذا الشيء سيجعلهم يسألون أسئلة أكثر، وتطبيق المهارات التي يتعلمونها في المدرسة بأشياء يدوية علمية لأن تطبيق المشاريع الهندسية بأيدينا تجعلنا نتحب المجال أكثر.

* حدثينا عن مشروعك انت ” Arabian Stargazer”؟

ديانا السندي: هي صفحة علمية باللغتين العربية والإنكليزية أحاول أن أوصل علوم الفضاء من خلالها بطريقة سهلة ومبسطة لانفتاح الشارع العربي على آخر التطورات ومانستثمره لمستقبل الفضاء.

* ما هو رأيك بما يحصل في العراق؟

ديانا السندي: من أكثر الأشياء التي أحاول منذ 3 سنوات أن اتقناها هي تعلم المفردات العلمية بالعربي لأشرحها لأبناء بلدي، لأنني درست العلوم بالإنكليزي فالترجمة الفورية صعبة لدي.

* تتابعين أخبار العراق؟

ديانا السندي: حلمي العودة للعراق ولم أره منذ 2004 أتمنى زيارتها وألتقي بالطلاب الموجودين المتابعين لي هناك، أشتاق لبلدي كثيراً.

نوينَر فاتح- شبكة روداو الأعلامية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, , ,
Read our Privacy Policy by clicking here