شعائرنا الحسينية من اين ؟ والى اين ؟

د.عبد الكريم السوداني

هناك اتفاق بين المسلمين بشكل عام والشيعة منهم بوجه خاص ان لولا الشعائر الحسينية لضاعت قضية الحسين (ع) ونقول ان قضية الامام الحسين (ع) لن تضيع ابدا فهي باقية ومتجددة مابقي الدهر وما الشعائر الحسينية الا وسائل لاحياء هذه الذكرى الاليمة بواقعها وافكارها ودروسها.

ولان هذه الشعائر قد مر عليها زمنا ليس بالقصير فقد اصبحت تراثا حيا تتناقله الاجيال جيلا بعد جيل واصبح جميع العراقيين وبمختلف دياناتهم وتوجهاتهم يعرفون ويتابعون هذه الشعائر في كل عام حيث المجالس الحسينية والمحاضرات واللطميات ومواكب الزنجيل والتطبير والتشابيه وركضة طويريج والسير مشيا على الاقدام في يوم الاربعين وتقديم الطعام الذي اصبح خاصا بهذه المناسبة دون غيرها (كالتمن والقيمة والهريسة )

وبعد توقف هذه الشعائر لسنوات طويلة بسبب منعها من قبل النظام السابق فانها سرعان ما عادت بعد احتلال العراق في عام 2003 وكأن هناك عطشا كبيرا لاحياء هذه الشعائر التي كانت ومازالت احد الوسائل لمحاربة الظلم والفساد .. والملفت للنظر ان عددا كبيرا من قراء المنبر الحسيني ومن الرواديد ظهروا للساحة مرة واحدة بعد ان كان عددهم وعلى مر سنين طويلة لايتجاوز اصابع اليدين !! وقد انتشر هؤلاء واصبحوا من المشاهير بسبب القنوات الفضائية الدينية التي هي الاخرى ظهرت بشكل مفاجئ..

واذا كانت قاعده الكم يفرز النوع تطبق في حالات كثيرة فأنها لاتجد صداها في الاعلام بشكل عام والاعلام الديني بشكل خاص فالخطا الملحوظ

ينتشر انتشارا كبيرا وسريعا ويترك اثاره السلبية بشكل واضح ويبقى مستمرا لفترات طويلة . وقد ساعد على ذلك فيما بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت بمتناول الصغير والكبير والامي والمتعلم . .

وللاسف الشديد فقد ظهر هؤلاء القراء والرواديد في وقت غابت عنهم الرقابة غيابا تاما الامر الذي ادى الى الوقوع باخطاء كثيرة كان لها تاثيراتها السلبية والخطيرة على المجتمع بشكل عام .

وبسبب غياب الرقاية وقلة الوعي لقسم من الجمهور فقد اخذت هذه الاخطاء تتصاعد و تتفاقم عاما بعد عام الى ان وصل بنا الحال الى مشاهدة اخطاء واراء يصعب السكوت عنها !!

فلا يمكن لاحد ان يصدق وهو يشاهد بعينيه نزول النساء مع الرجال في مواكب الزنجيل والتطبير !!

ولا يمكن لاحد ان يستوعب التفاهه والضحك على الذقون وهو يشاهد بعض المقاطع الصورية من التشابيه !!

ولايمكن لاحد ان يصدق ان محلة كاملة بشابها واطفالها ونسائها تركض وراء ثور علها تحضى بلمس جلده للتبرك كونه اصبح ثورا مقدسا !!

ولايمكن لاحد ان يجد سببا مقنعا لهؤلاء اللذين يجمعون بعض اللقطات المسيئة ونشرها مرة واحدة مع كتابة التعليقات التي يندى لها الجبين !!

وهكذا كثيرة هي الاخطاء التي لايمكن السكوت عنها واذا تم السكوت فانها ستأتي باخطاء اخرى اكبرمنها وعندها ستكون المعالجات غير مجدية .

والسؤال هنا من هي الجهه المسؤولة عن ذلك ؟

البعض يرى انها مسؤولية الوقف الشيعي والعتبتين الحسينية والعباسية . والبعض يحمل المراجع الكرام تلك المسؤولية .وهناك من يرى ضرورة استحداث موؤسسة تعنى بتنظيم هذه الشعائر والاشراف عليها ومراقبتها في الوقت الذي نرى ان المسؤولية هي مسؤولية الجميع ومهما تكن الجهه التي تقع عليها المسؤولية فهي غير قادرة على ذلك لوحدها.

انها مسؤولية الفرد العائلة والعشيرة واصحاب الوعي والثقافه فالشعائر الحسينية ليست بالممارسة الروتينية بل انها جزء من حياتنا وانتمائنا وقوتنا والمنا وفطرتنا فنرى الصغير والكبير يردد ( ياحسين بضمايرنا.. صحنا بيك امنا ) وهي نشيدنا الذي يتجدد في كل عام ( ابد والله لن ننسى حسينا.. وذا عهد ومعهود علينا..بايعناه رغم العدى .. لن ننساه طول المدى)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here