أمجد توفيق
ما الذي يميز علاء بشير ؟
وما سر لوحاته التي تبقى محتفظة بألقها برغم السنين ؟
أزعم أن طاقته الفكرية ، وقدرته على تحقيق تناغم مدهش بين الريشة والفكرة تكمن خلف بصمته المميزة .
علاء بشير مفكر صادق
وفنان يدرك قيمة ما يفعل
وفي الطريق إلى ذلك لا يبالي على الاطلاق برضا أو غضب المتلقي كائنا من كان .
وإلا من يجرؤ أن يقول لرأس النظام أن بغداد قبيحة بنصبها وتماثيلها ..
ومن يجرؤ أن يكون متطابقا في قوله ورأيه مهما اختلف المستمعون ..
في اعتراضه يميز علاء بشير بين العمل المنفعل وبين القيمة الفنية العليا ، وفي طريقه إلى ذلك يستحضر عظمة الفنانين منذ عهد السومريين والبابليين والآشوريين ليقول بأن العالم بأسره ما زال ينحني أمام عظمة نتاجهم ، وليس أمام الفنان العراقي إلا أن يضيف أو يحافظ على هذا التاريخ سواء كان اتصاله به عضويا أم أننا اشتركنا في العيش على أرض واحدة ..
يتساءل علاء بشير وهو يشاهد لوحة عشتار في المتحف البريطاني عن قدرة الفنان الذي فكر باضافة أجنحة لجسد عشتار ، ويفكر بطائر البوم ويبدع عملا بقي عبر آلاف السنين شامخا ؟
إنها القوة المبصرة التي يبحث عنها علاء بشير ، وهي فكرته للتعبير عن الجمال ومنح العالم مساحة إضافية تعينه في الرد على التساؤلات الكبرى ..
الفكر لاغيره حول رواية دوستوفسكي ( الجريمة والعقاب ) من جريمة اعتيادية قوامها قتل مرابية عجوز إلى رواية عظيمة أجبرت قيصر روسيا على إعادة النظر في عقوبة الاعدام .
والفكر نفسه يجعل من علاء بشير فنانا عراقيا بامتياز يبحث عن المعنى العميق لما اختصت به أرض الرافدين ..
جاد ، صادق ، مدافع صلب عن الحرية ، وكاشف عن ألم الإنسان في كل زمان ومكان ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط