متى سيصحو الشعب؟!!

متى سيصحو الشعب؟!!
يقول متهكما: متى سيصحو الشعب؟
ويمضي يلومه ويرى أن العيب فيه , لأنه قد تمتع بالحرية لعقدين وما إستيقظ من خموده , وأمعن في تدحرجه للوراء.
والحقيقة التي يغفلها القائل , أن الشعوب لا تتحرر ولا تستيقظ عندما تدوم في قبضة القوى المؤدينة , التي ترقدها وتمعن في ترويضها لتدين بالسمع والطاعة , لكينونات تدّعي الدين وما هي بمتدينة , وإنما متاجرة بدين , وتحسب الناس أرقاما , وبعضها يراه غنيمة ومن حقه تقرير مصيره.
الشعوب لا تستيقظ لوحدها , فهي بحاجة لقيادات قادرة على إيقاظها من رقدة العدم , وبغياب القيادة الوطنية المقتدرة لا تنهض الشعوب ولا تتقدم خطوة للأمام.
هل الشعب الصيني إستيقظ لوحده أم القائد هو الذي فعل ذلك ؟
وهل أمة العرب نهضت لوحدها أم القائد إستنهضها وفجر طاقاتها وفعّل عقولها؟
إن الأمم لها منارات قيادية تنتقل بها إلى مراحل ذات إرادة حضارية متوثبة , فتكون وفقا لرؤية قياداتها , وأنى تكون القيادات تكون الشعوب.
فالشعوب تتبع ولا تُتبع!!
والقائد الوطني الحقيقي الذي يستوعب طاقات شعبه , ويمتلك مهارات إستثمارها وتكريرها , وتحويلها إلى قدرات متنامية تمنح الشعب شعورا بالقيمة والمسؤولية , والدور الإيجابي في البناء والإبداع والإنطلاق في مدارات التسابق الحضاري.
وبفقدان القيادة الواعية المستوعبة لتأريخ الوطن , وما تحويه الشعوب من مكنونات إنسانية حضارية , تنكمش الشعوب وتعيش سباتا لا يخرجها منه إلا قائد له إرادة تثوير وحضور.
والشعب الذي يتحدث عنه القائل , لا يمتلك قيادة ذات قيمة ومعنى إنساني ووطني , وتتقوى بغيرها عليه , فلا يجد بُداً من التعبير عن الصبر السلبي بإنتظار ولادة ما يتوافق مع ما فيه , ويؤسس لمرحلة نهوض وطني يفعّل الطاقات والقدرات.
ومن الواضح أن الشعوب على خطى قياداتها , فأنى تكون رؤيتها تنعكس في سلوك الشعب الذي ترى أنها تقوده.
“فالشعوب مطية الحكام” , وما دام القائد فاسد فالشعب يمثل سلوكه بجد وإجتهاد!!
فلا تعتب على شعب قياداته ترعى الفساد وتؤدينه وتقدّسه!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close