ماذا تنتظر المرجعية من أزمة التيار والأطار؟

علاء كرم الله

منذ الأحتلال الأمريكي والبريطاني الغاشم على العراق ، والعراق تحول الى أزمة! فكل يوم نحن في أزمة وبين أزمة وأزمة نعيش في أزمة ، وما تنتهي أزمة بشق الأنفس ( وطلعان الروح) سرعان ما ندخل بأزمة جديدة وهكذا الحال منذ 20 عاما ولحد الآن ، والى ما لا نهاية!0 ولكن الأزمة التي تعصف بالعراق الآن وأقصد بها أزمة ( التيار والأطار) ، لربما هي أخطر الأزمات التي مرت بالعراق لكونها هي أزمة المكون والمذهب الواحد الذي قاد العراق منذ 20 عاما ولحد الآن ولا أحد يعرف لحد الآن كيف ستنتهي ، ومن القادر على حلها وحلحلة بعض عقدها على أقل تقدير! 0 أن أطراف النزاع لا تسمع أي صوت سوى أصواتها فقط ، ولحد هذه اللحظة لا صوت يؤثر عليهم ويوقف التصعيد بينهم ، لا سيما أن نزاع أخوة الدم والعقيدة والمذهب الأخوة ، ليس ببعيد عن التأجيج والتصعيد والتأثير من الخارج! ، وتلك مشكلة نخبنا السياسية منذ أن قادوا البلاد بعد الأحتلال الأمريكي البريطاني الغاشم حيث أنها لم تستطع أن تنأى بنفسها بعيدا عن التأثيرات الخارجية من هذه الدولة وتلك وتحافظ على هويتها الوطنية العراقية! 0 لقد صدرت دعوات كثيرة من هذا الزعيم السياسي وذاك من أجل تهدأة الموقف وأيقاف لغة التصعيد الأعلامي ولكن سرعان ما قوبلت تلك الدعوات بتصعيد أكبر وأقوى! ، حتى وكأن الأقتتال بين الطرفين صار أمرا مفروغا منه ونتيجة حتمية! لا مفر منها لتعنت أطراف النزاع بمواقفهم ( كلمن شايف نفسه هو الصح والطرف الآخر غلط)! ، ومما يزيد الطين بله كما يقال هو كثرة من يطلق عليهم المحللين السياسيين الذين كان لهم دورهم السلبي في تأجيج المواقف بين الأطراف المتنازعة من خلال تحليلاتهم وتعليقاتهم! ، ناهيك عن مواقع التواصل الأجتماعي التي لعبت دورا كبيرا في أشعال وخلق الكثير من الفتن والأزمات ومنها هذه الأزمة الرهيبة المخيفة التي يعيشها العراق0 وحتى جلسة الحوار الوطني التي عقدت قبل يومين والتي حضرها جميع قادة الكتل والأحزاب السياسية ومن يمثلهم ، أستثناء من التيار الصدري! وبحضور رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان ، ومعهم حاملة مشعل النار! ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة ( بلاسخارت) ، لم يأت الحوار بجديد!0 ومن المفارقات في مشهد الأزمة أن طرفي النزاع يرفعون شعارات حب الوطن وخدمة المواطن ، ولكن أياديهم على الزناد! ، ناهيك عن زلات اللسان التي هتف بها بعض المعتصمين ( كلا كلا للعراق!!)0 وحقيقة ليس هناك من يؤثر على طرفي النزاع ويقفوا أمامه صامتين بكل أذعان ألا صوت المرجعية! وهنا نسأل : لماذا تأخر صوتها وماذا تنتظر؟ ، صحيح أن غالبية العراقيين وأولهم الزعامات السياسية يعرفون تماما بأن المرجعية غير راضية على قادة الأحزاب والكتل السياسية منذ فتره ليست بالقصيرة ، لأسباب كثيرة ومعروفة كما وأنها أغلقت أبوابها أمامهم ولم تسمح بمقابلتهم بعد أن بح صوتها بنصحهم ورشدهم ولكنهم أبوا ورفضوا كل نصح ورشد من المرجعية! ، وكانت هذه النتيجة وهذا ما وصل أليه العراق0 ولكن هذا لا يعني ان المرجعية ستترك العراق تتلاعب به الأقدار والمؤامرات والفتن وتتناهبه الأطماع ، فالعراق وشعب العراق هو خط أحمر عند المرجعية وزعيمها ، وما فتوى ( الجهاد الكفائي) التي أصدرتها المرجعية ألا دليل على ذلك الخوف على العراق وشعبه من أعداء الخارج من دواعش وغيرهم0 ومن المعروف أن الحروب الداخلية هي أخطر من الحرب الخارجية وهذا ما يهدد العراق ويرعب العراقيين من هذه الأزمة الداخلية الخطيرة ، لا سيما أن صور سنوات الرعب والجحيم سنوات الحرب الأهلية ( 2005 – 2006 – 2007 ) لا زالت ماثلة امام أعين الكثير من العراقيين الذين فقدوا احبتهم وأعزائهم وأهلهم بتلك الحرب اللعينة 0 حقيقة أن الوضع في العراق لا يتحمل التأخير، ولربما أنفلات طلقة بطريق الخطأ من هذا المعسكر أو ذاك سيخلط الأوراق وسيجر وراءه الى مصائب والى حرب رهيبة لا تبقي ولا تذر لا سامح الله ، فأمن الوطن والمواطن الآن على المحك وفي صراع مع الزمن ، لاسيما وأن أصابع الفتن والحقد الخارجية على العراق وشعبه لازالت تعمل على حرقه منذ 2003 ولحد الآن وبضوء أخضر امريكي بريطاني أسرائيلي! ، فلطالما عمل هذا الثلاثي المشؤوم على سياسة حرق البلدان بيد أبنائهم!0 أقول لو تاخرت المرجعية أكثر من ذلك فلربما نقع بالمحظور لا سامح الله وعند ذلك لا فائدة من أية تدخل لأن لغة الموت والقتل ستعلوا ولا يسمع لأي صوت آخر!0 أعرف تماما بأن المرجعية تراقب الموقف عن كثب وتتابع بأهتمام بالغ لغة التصعيد بين طرفي الأزمة والنزاع ، كما أعرف تماما أن حكمتها حاظرة ، وأنا على يقين بأن حكيم المرجعية وزعيمها هو من سيحدد وقت التدخل ، ولربما أن المرجعية ترى ما لا نراه نحن! ، فهي قد ترى بأن طرفي النزاع لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء بعد في خلافهم! ، ولهذا تتأنى المرجعية في موضوع التدخل، عسى أن يفلحوا بحل ازمتهم ومشكلتهم فيما بينهم 0 أخيرا أقول لسيد المرجعية وزعيمها ، أطال الله عمره ، أنهم أبنائك كبقية الشعب العراقي بكل ملله ونحله ، وأعداء العراق كثر والتأثيرات والضغوط الخارجية كبيرة وكثيرة وخبيثة ومتنوعة لأيغال الفتنة وأيقاع الأقتتال بينهم كما تعلم ، وأنت الأحرص عليهم وعلى العراق فأسرع رعاك الله ، فالعراق على شفير محرقة جديدة ستحرق الأخضر واليابس أن وقعت لا سامح الله0

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here