اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة المائدة (ح 57)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في منتدى جامع الأئمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: في الحقيقة كل شيء فيه عبرة، والأشياء التي تمر، فيها عبرة، واحدة واحدة، صغيرها وكبيرها، هينها ومهمها. محل الشاهد أن جملة من الأشياء تمر باستمرار ولعل من أهمها هو مقتل اية الله الغروي قدس سره الشريف. فاريد الآن أن آخذ شيئا من العبرة واشير الى جملة من الأفكار مما يتعلق بهذا الامر: اولا: ان كل من يقتل في سبيل الله، وكل من يقتل وعقيدته صالحة فهو شهيد بينه وبين الله.

ويمكن تقسيم الشهداء اي شهداء الحق الى عدة اقسام: القسم الاول: الشهداء في سبيل الله وفي سبيل الحق من اول البشرية الى آخرها. وهذا موجود باستمرار، كان ولم يزل وسيبقى الى يوم القيامة. اولهم طبعا نعرف انه هابيل الذي قتله اخوه قابيل. ثم تتسلسل الشهادة في الانبياء و الاولياء والاوصياء والى يوم القيامة. القسم الثاني: شهداء ما بعد الاسلام شهداء الاسلام وما بعده ونحن نعلم تقريبا او تحقيقا ان اولهم هم شهداء بدر الكبرى ثم أحد ثم باقي الغزوات وتتسلسل ايضا الى يوم القيامة. وانا اعتقد انه لا تنقطع بعصر ظهور الامام المهدي سلام الله عليه، بل يبقى هذا الامر اجمالا موجودا حتى بعد ظهوره لان الدنيا دار بلاء وعناء. فهي بالنسبة الى المؤمنين، هذا العناء بالنسبة الى جملة منهم، موجود. القسم الثالث: شهداء الحوزة العلمية، شهداء رجال الدين. ليس في هذا العصر بل في عصر سابق. نحن نلاحظ انه في العصور السابقة كانوا قليلين، فلذا سُمي الشيخ محمد بن مكي بالشهيد الأول والشيخ زين الدين العاملي بالشهيد الثاني. لكنه بالتدريج يتكثرون، جيلا بعد جيل يزدادون ويزداد عددهم. ونحن نفتخر هذا هو وسام الشرف الذي تعلقه الحوزة العلمية على صدرها.

بهذا المضمون انه عادتكم الشهادة عند الله وفخركم عند الله الشهادة، وهذا هو فخر المعصومين سلام الله عليهم وفخر أتباعهم ومواليهم الى يوم القيامة. الأمر الثاني: أننا نعلم انه على طول الخط من السابق مما قبل الاسلام وبعد الاسلام وحاضرا ومستقبلا، فان القوى المعادية للاسلام والقوى المعادية للحق هي التي تقوم بذلك. ويوجد حكمة تقول بأنه : القتل على ايدي شرار خلق الله، هذا هو الجيد والصحيح والمفخرة. وكلما كان القاتل أردأ عند الله وادون عند الله وأبعد عن الله، كان المقتول أشد فخرا واعتزازا. حتى ان امير المؤمنين سلام الله عليه قتله شر الخلق وهو خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه واله، والحسين عليه السلام قتله شر الخلق في زمانه وهو شمر قبحه الله الذي قطع رأسه وهو خير الخلق في زمانه سلام الله عليه. وهكذا أيضا يتسلسل الموضوع باستمرار. ففي هذه القرون المتأخرة يوجد ما استطيع ان اسميه بالثالوث المشؤوم الظالم الغاشم. في الحقيقة هذا هو الذي يكون سببا لمثل هذه المظالم وغير هذه المظالم. وهذا الشيء ينبغي أن يكون واضحا، مهما كانت اليد التي قبضت على السكينة فإنها ترجع بالاخر الى ذاك.

لشجب واستنكار مقتل العلماء الأعلام والمراجع العظام باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد. لنصرة الحوزة العلمية الشريفة باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد. الله سبحانه وتعالى جل جلاله الله سبحانه وتعالى ليس غيره هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. سبحان الله من هو الاقوى المال والسلاح الدنيويين او الله المسيطر على الخلق كله وبيده ملكوت كل شيء وبيده مفاتيح السماوات والارض، سبحان الله حتى هم يعلمون بذلك وليس نحن فقط. قال جل جلاله “وْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ” (المائدة 54). وكيف لا ينصر الله سبحانه وتعالى من يحبهم ويحبونه، بالتأكيد ينصرهم لأجل اقامة دينه والله تعالى هو المحافظ على الدين من اول البشرية الى آخرها ليس الانبياء ولا الرسل ولا سيد محمد الصدر ولا اي شيء مما يخطر في اذهانكم. الله هو الحافظ للدين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here