وسط «التجاهل الحكومي» .. آفات تفتك بالشباب العراقي

يشهد العراق منذ سنوات مشاكل اجتماعية واقتصادية عديدة تمس غالبية العراقيين، إلا أن هذه المشاكل تمس الشاب العراقي على وجه الخصوص.

ويحذر ناشطون من «التجاهل الحكومي» للتحديات التي تواجه الشباب، معربين عن خشيتهم من ضياع حاضر ومستقبل هذه الشريحة جراء تفاقم الأزمات واستفحال مشاكل البطالة والأمية وانتشار ظواهر الانتحار والإدمان على المخدرات والعنف، وبالتالي الانحراف والميول للانتماء إلى جماعات متطرفة.

تعقد ظروف الحياة

وترى الباحثة النفسية الدكتورة حوراء الموسوي، أن «المشكلات النفسية والاجتماعية والشخصية تنشأ عادة عندما يصاحب تعقد ظروف الحياة في المجتمع أو يترتب عليها مظاهر تجعل الشاب لا يستطيع أن يتكيف أو يتوافق بسهولة مع الظروف السائدة فيه، فكل ما هو نفسي له جذور اجتماعية وكل ما هو اجتماعي له أصداء وانعكاسات نفسية».

وتقول الموسوي لـ (باسنيوز)، أن «من أكثر الآفات فتكا بالشباب هو الشعور بالفراغ، فيقضون أوقاتهم في الجلوس بالمقاهي وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف، ناهيك عن البطالة، فالشاب الذي ينهي دراسته يواجه الشارع ولا يجد وظيفة يشتغل فيها ويكسب بها رزقه ويبني أسرته».

وتتابع الموسوي، أن «من الأسباب الأخرى التي تجعل من الحالة النفسية متدهورة للشاب العراقي هوصعوبة الظروف وتدني التعليم والفساد الأخلاقي والمجتمعي، ناهيك عن الاستخدام الخاطئ للتكنلوجيا وبالتالي التأثر بالأفكار السلبية وغير ذلك مما لا يخفى على أحد مقدار فساده».

وتلفت إلى أن «للإدمان على المخدرات والكحول والتدخين دور بارز في ضياع الشاب العراقي فالظروف الصعبة تزيد من هذه الآفة وتأجج نارها».

وتضيف الموسوي، أن «الكثير من الشباب يضطر إلى التوقف عن الدراسة بسبب الفقر أو غيره من الأسباب، كتدني المستوى التعليمي والشعور بالظلم».

وكشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن وجود أكثر من 4 ملايين عراقي عاطل من العمل.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي أن «النسبة البطالة التي تم تسجيلها خلال الأعوام الماضية في محافظات ومدن جنوب ووسط العراق وصلت إلى 13.8 في المئة».

قنبلة موقوتة

من جانبه يقول الناشط في مجال حقوق الانسان كوران جبار وهاب لـ (باسنيوز)، إن «الشاب العراقي يواجه جملة من التحديات كالبطالة والفقر والمخدرات وارتفاع معدلات الانتحار».

محذراً من أن «هذه الظواهر تشكل قنبلة موقوتة في المجتمع في ظل الاوضاع الاقتصادية والسياسية غير المستقرة التي تعيشها البلاد في الوقت الحاضر».

ويعتقد وهاب، أن «تأمين مستقبل الشاب وتوفير ما يحتاجون إليه يتطلب سلسلة من الإجراءات الحكومية والمجتمعية الفاعلة».

ويتابع الناشط، أنه «من الضروري افتتاح مؤسسات صحية لمعالجة الإدمان من المخدرات بالتنسيق مع المنظمات المجتمعية»، مستدركاً «إلا أن  الخطوة الأساسية ينبغي أن تكون الحد من انتشار تجارة وترويج وتعاطي المخدرات».

ويقترح كوران جبار وهاب مجموعة من الحلول للمشاكل التي يعاني منها الشباب في المجتمع  في مقدمتها «القضاء على البطالة وتشغيل الأيدي العاملة وتفعيل القطاع الخاص، ناهيك عن ضرورة إنشاء مراكز تثقيف وتاهيل للعاطلين عن العمل إضافة إلى افتتاح اقسام تختص بالعلاج النفسي في الكليات والمعاهد للتقرب إلى الشباب ومعرفة مشاكلهم الأسرية وحتى الشخصية ومحاولة احتوائها».

وفي مؤشر شديد الخطورة، كان مجلس القضاء الأعلى في العراق قد أعلن في نهاية 2021، أن «نسبة الإدمان على المخدرات قد تصل إلى 50 في المئة وسط فئة الشباب، كما أن النسبة الأكبر للتعاطي تصل إلى 70 في المئة، في المناطق والأحياء الفقيرة التي تكثر فيها البطالة».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here