بعد مرور قرن على الجريمة التي اقترفت ضد الأمة الكوردية ألم يحن الوقت لمرتكبيها أن تكفر عن ذنبها؟

محمد مندلاوي

عزيزي القارئ الكريم، الجريمة التي سنتحدث عنها هذا اليوم هي تلك الجريمة النكراء التي سميت بمعاهدة لوزان عام 1923 التي وضعت معاهدة سيڤر على الرف إلى إشعار آخر؟ إن هذه الجريمة قامت بها كل من: 1- بريطانيا 2- فرنسا 3- إيطاليا 4- اليابان 5- اليونان 6- رومانيا 7- يوغسلافيا 8- الكيان التركي الطوراني الذي أوجدته لوزان والتي نحن بصددها. إن هؤلاء اللوزانيين.. ارتكبوا ذنباً كبيراً ضد الشعب الكوردي الجريح وذلك بموافقتهم على تأسيس كيان طوراني عنصري باسم تركيا لأحفاد هولاكو وجنگيز خان وتيمور لنگ على تراب الأمتين الكوردية واليونانية بالضد من وجودهما على هذه الأرض من آلاف السنين كما تؤكدها بواطن كتب التاريخ القديمة والحديثة. لكن التي دفعت الثمن غالياً هي الأمة الكوردية التي حرمت من تأسيس دولتها الوطنية، مع إنها الأمة الوحيدة في المنطقة الأقرب إلى شعوب الغرب، هذا إذا لم نقل إنها جزءً منها، أضف لهذا أنها أمة علمانية بطبيعتها؟. من المرجح تعلم مجموعة لوزان جيداً أن دماء مئات الآلاف من الضحايا الكورد التي أريقت على مدى قرن من الزمن تقع على عاتقها لأنها هي التي غدرت بأمة عريقة في عقر دارها وذلك من أجل مصالحها الضيقة!!!. اليوم وبعد مرور هذه العقود العجاف يسأل المواطن الكوردي والكوردستاني من أولئك: أهذه هي المدنية التي ينشدونها للعالم!!! أهذه هي الديمقراطية وحقوق الإنسان عندهم!!! حرمان واحدة من أعرق أمم الأرض التي أرادت وتريد أسوة بأمم العالم أن تعيش سيدة نفسها على أرض وطنها كوردستان.
هل من العدل والإنصاف أن يقبل المجتمع الدولي بوجود 21 كيان سياسي عربي أو ناطقة بالعربية وتحمل صفة الدولة مجازاً، للعلم أن نفوس بعض هذه الكيانات الـ21 لا توازي نفوس قبيلة كوردية واحدة كقبيلة كلهور أو جاف أو ملكشاهي الخ. وهكذا الأتراك، أحفاد أولئك الذين أحرقوا بغداد، ودمشق، وأربيل للأسف الشديد إنهم مثل العرب كافئهم المجتمع الدولي عندما وافق على انبثاق 6 كيانات قومية لهم!!! وهي كل من:1- الكيان التركي اللوزاني الغريب عن المنطقة وشعوبها 2- كازاخستان 3- قيرغيرستان 4- آذربايجان 5- تركمنستان 6- أوزبكستان. بعد كل هذا الظلم العبثي الذي ألحق به يصرخ المواطن الكوردي الذي يرزح تحت نير الاحتلال التركي البغيض: أهذا هو عدلكم يا أمريكا وبريطانيا وفرنسا.. ستة كيانات سياسية لأحفاد أتيلا الهوني؟؟؟!!! يا للعار، وفي ذات الوقت تمنعون قيام دولة كوردية على كامل تراب كوردستان!!!! ليس هذا فقط، قبل عدة أعوام لم توافقوا حتى على الاستفتاء الذي أجري في جنوب كوردستان وأطلقتم أيادي مربع الشر أن يعاديها علناً وعندها حدث ماحدث!!!. ويتساءل هذا المواطن الكوردي المغضوب عليه: أليس وجودكم يا أمريكا وبريطانيا وفرنسا و و كحجر عثرة في طريق 50 مليون كوردي لتأسيس دولته الوطنية سيبقى نقطة سوداء في صفحات تاريخكم، إن هذا المواطن يعني بكلامه أنتم أصحاب القرار في المحافل الدولية وفي مقدمتكم القوة الأعظم أمريكا؟. كي لا ننسى، أن روسيا.. وقبلها الاتحاد السوفيتي (دولة العمال والفلاحين) هما أيضاً لم يكونا أقل عداءً من بعض بلدان الغرب الاستعمارية للأمة الكوردية الجريحة. ويقول هذا المواطن الكوردي بألم شديد: لولا تساهل أصحاب القرار وتحديداً أمريكا التي تغض طرفها عن جرائم الكيان التركي في عموم كوردستان ورئيسه المدعو رجب طيب أردوغان الذي وقف عام 2017 في أثينا على رجليه الخلفيتين وطالب بتعديل معاهدة لوزان لصالح تركيا!!!. ألم يجب على أمريكا أو بريطانيا وفرنسا أن تقول له: لا ضير فيما تقول يا هذا، تعال نلغي لوزان ونعود لسيڤر التي وضعتها لوزان في الدُّرج إلى إشعار آخر؟.
وفي هذه الأيام التي تمر المنطقة في انعطافة كبيرة، كالعادة يتهم أردوغان كذباً وبهتاناً بأن الكورد في غربي كوردستان يطلقون صواريخ أو المدفعية على الكيان التركي، بالله عليك عزيزي القارئ اللبيب أليس اتهام رجب هذا يشبه اتهام هتلر عام 1939 لبولندا بشن هجوم على الأراضي الألمانية كي يتذرع لاحتلالها. وفي شمال كوردستان المحتل من قبل الكيان التركي، أن سياسة رجب العنصرية المقيتة ضد الكورد جاوز ما فعله هتلر مع اليهود في ألمانيا.
عيب كل العيب على أمريكا القوة العظمى التي تزعم إنها أم الديمقراطيات في العالم، والمركز العالمي لحقوق الإنسان أن تسكت على ما يقوم به مربع الشر؟ ضد الشعب الكوردي الجريح ويقف في مقدمة هذا المربع.. رئيس جمهورية الأتراك المدعو رجب، الذي لا يفطر صباحاً إذا لا تطرق مسامعه أن جنوده أو طائراته بدون طيار (درون) قامت بقتل كذا طفل وامرأة كوردي في قراهم أو في مزارعهم. ولا يختلف عنه الكيانات الثلاثة الأخرى التي لازالت تحتل أجزاءً من كوردستان ومن ضمن هذا المربع العراق.. الذي لا زال يحتل نصف مساحة جنوب كوردستان بما فيه مدينة كركوك. عزيزي المتابع، إن من مساوئ القدر وجود أرض كوردستان بين ثلاث أمم عنيفة غازية لا يوجد في تاريخها شيء يذكر سوى اللون الأحمر؟ حتى أن أحد سلاطينها وهو المدعو عبد الحميد سمي بالسلطان الأحمر وذلك بسبب ما اقترف من جرائم القتل والتنكيل ضد الشعبين العريقين الأرمني والكوردي.
نُذَكر، فذكر إن نفعت الذكرى، يا ترى، ألم يسمع سيد البيت الأبيض، وسيد 10 داوننغ ستريت، وسيد قصر الإليزيه ما قاله السياسي الأمريكي “هنري كيسنجر”: لا يوجد .. و .. لم .. أجد في حياتي أعند من رجال الأكراد. وسبقه الرئيس الكوبي فيدل كاسترو قائلاً: الأتراك حمقى لأنهم احتلوا دولة شعبها لا يمل ولا يضعف. إن هذه الأقوال المؤثرة التي صدرت من شخصيات كبيرة في عالم السياسة وكانت لها باع طويل في سوح النضال وأروقة السياسة وعلمت علم اليقين أن الشعب الكوردي على مر تاريخه الطويل لم ولن ولا يستسلم للمعتدي الغاصب؟ لكنه يستقبل من لا يحتل وطنه ولا يضطهده بالهلاهل والورود، كما استقبل جيوش التحالف الدولي عام 2003 في عموم مدن وقرى جنوب كوردستان وفي مقدمتها العاصمة أربيل – هەولێر وذلك لإسقاط نظام حزب البعث المجرم.

22 08 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here