بمناسبة الاعتصامات العراقية: التفرقة والاختلاف في القرآن الكريم (ح 2)

الدكتور فاضل حسن شريف

قال الله عز وجل عن الاختلاف “قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ” ﴿الزمر 46﴾، و “وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۗ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ” ﴿فصلت 45﴾، و “وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ” ﴿الشورى 10﴾، و “وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ” ﴿الزخرف 63﴾، و “فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ” ﴿الزخرف 65﴾، و “وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿الجاثية 17﴾، و “إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴿الذاريات 8﴾.

جاء الاختلاف بصيغ واشتقاقات مختلفة في القرآن الكريم: خَلِيفَةً خَلْفَهَا يُخْلِفَ يَخْتَلِفُونَ وَاخْتِلَافِ اخْتَلَفُوا اخْتَلَفَ خَلْفَهُمْ تَخْتَلِفُونَ وَاخْتَلَفُوا تُخْلِفُ اخْتِلَافًا خِلَافٍ وَيَسْتَخْلِفْ مُخْتَلِفًا خَلَائِفَ خُلَفَاءَ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ اخْلُفْنِي خَلَفْتُمُونِي فَخَلَفَ خَلْفٌ لَاخْتَلَفْتُمْ أَخْلَفُوا الْمُخَلَّفُونَ الْخَالِفِينَ الْخَوَالِفِ خُلِّفُوا يَتَخَلَّفُوا اخْتِلَافِ فَاخْتَلَفُوا خَلْفَكَ أُخَالِفَكُمْ فَاخْتُلِفَ مُخْتَلِفِينَ خَلْفِهِ فَأَخْلَفْتُكُمْ مُخْلِفَ مُخْتَلِفٌ خِلَافَكَ خَلْفَنَا نُخْلِفُهُ فَأَخْلَفْتُم أَخْلَفْنَا تُخْلَفَهُ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ اسْتَخْلَفَ يُخَالِفُونَ خِلْفَةً يُخْلِفُهُ.

الافتراق يسبب البغي “وَمَا تَفَرَّقُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ” (الشورى 14)، ويتطلب الدعوة الى الاستقامة “فَلِذَلِكَ فادْعُ واسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ” (الشورى 15). قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا). على المصلحين الدخول بين الفرقاء والاصلاح بينهم “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (الحجرات 10) والإصلاح نوع من التقوى.

جاء في موقع اندبندنت عربية: تطفو على السطح اليوم خلافات حادة على تسمية رئيس الوزراء الجديد ومن يملك أحقية تشكيل الحكومة الجديدة، بعد أن شهد العراق في 10 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، انتخابات مبكرة نتيجة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد نهاية 2019. ويكمن جوهر الخلافات السياسية لتشكيل الحكومة، بين رغبة التيار الصدري الفائز في سباق انتخابات أكتوبر، لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، وبين الإطار التنسيقي الذي يضم بقية القوى الشيعية التي ترغب في تشكيل حكومة توافقية شرط أن يخضع رئيس الوزراء إلى توافق سياسي شيعي ـ شيعي واعتماد تسمية الوزراء على عدد النقاط التي سيتم توزيعها بين بقية الكتل الأخرى.

جاء في موقع رسام للباحث حسين صالح السبعاوي: أوجه الشبه والخلاف بين الإطار والتيار: كلاهما ينتميان لنفس المكون وهو المكون الشيعي، الاثنان معاً قد اشتركا بالعملية السياسية منذ تأسيسها سنة 2003 وإلى الآن، يعتبر التيار الصدري من أهل الداخل ولم يعمل كمعارضة خارج العراق بينما جماعة الإطار التنسيقي أغلبهم كانوا خارج العراق وعملوا مع المعارضة ضد النظام السابق، يتكون الإطار التنسيقي من عدة أحزاب وعادة ما كان اختيار رئيس الوزراء من بينهم في الفترات السابقة منذ 2003 إلى آخر رئيس وزراء عادل عبد المهدي الذي كان من المجلس الأعلى، بينما التيار الصدري قوة واحدة وكيان سياسي واحد ولم يكن من بينهم رئيسا للوزراء ولهذا كان التيار قد أكد على أن يكون رئيس الوزراء القادم منهم، و التيار يريد تشكيل حكومة أغلبية بينما الإطار التنسيقي يرفض هذا الطرح لأنه سيكون خارج الحكومة وسوف يفقد الكثير من الميزات التي كان يحصل عليها من الحكومة. بالنسبة للاطار التنسيقي يدرك جيدا بأن إخراجه من الحكومة سوف يضعفه.

جاء في موقع بي بي سي: يقيم كلا الفصيلين التيار والإطار الآن مخيمات متنافسة في بغداد، حيث ينتشر أنصار التيار داخل المنطقة الخضراء، بينما ينتشر خصومهم، أنصار الإطار التنسيقي المدعوم خارجها. ويطالب كل من الجماعتين بتشكيل حكومة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ تسعة أشهر منذ الانتخابات الأخيرة. لكن الفصيلين، اللذين يمثلان الأغلبية الشيعية في العراق، ما زالا بعيدين عن الاتفاق على من يجب أن يقود أي حكومة جديدة. ويعكس احتجاجهم شهورًا من المفاوضات الفاشلة من قبل القوى السياسية العراقية لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات أكتوبر/تشرين الأول غير الحاسمة. وكان الإطار التنسيقي قد أعلن في البداية أنه يقبل بشروط إجراء انتخابات جديدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here