حزبان كرديان إيرانيان يتوحدان بعد 16 عاماً
مدريد- طهران – أربيل
صار من المحتمل عقد اجتماع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني «هذا الأسبوع»، وذلك بعدما قدّمت طهران ردّها على المقترح الأوروبي في هذا الخصوص، بحسب ما أعلن كبير المسؤولين عن السياسة الخارجية في الاتحاد.
وباتت الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 بين القوى الكبرى وطهران للجم طموحات إيران النووية عند منعطف حاسم.
وخلال مؤتمر صحافي في سانتاندر الإسبانية، قال جوزيب بوريل كبير المسؤولين عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إنه جرى الترتيب لعقد «اجتماع في فيينا في أواخر الأسبوع الماضي لكن لم يتسنَّ ذلك. ومن المحتمل أن يُعقد هذا الأسبوع»
.وانتقدت إيران الإثنين على لسان المتحدث باسم
وزارة خارجيتها، ما صفته ب «التسويف» الأميركي في الرد على مقترحات إحياء الاتفاق النووي، بعد مرور زهاء أسبوع على جواب طهران.
وأعلنت طهران مطلع الأسبوع الماضي أنها ردت على «النص النهائي» المقترح من الاتحاد الأوروبي، منسّق المباحثات الهادفة لإحياء اتفاق العام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.
وأكدت بروكسل وواشنطن في 16 آب/أغسطس أنهما تقومان بدراسة الرد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي «إن ردنا على المقترح الأوروبي فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي جرى في وقته وبشكل جدي»، مضيفا «لم نحصل على الرد الأمريكي حتى الآن». وشدد على أن «التسويف الأميركي والصمت الأوروبي» جعلا المباحثات «استنزافية»، مؤكدا أن ذلك لن يدفع طهران «للتراجع عن خطوطنا الحمراء، ولن نقبل بالمفاوضات الاستنزافية».
في فترة سابقة من الشهر وبعد أكثر من سنة من المحادثات التي تولّى بوريل وفريقه تنسيقها، قدّم الاتحاد الأوروبي ما سمّاه النصّ «النهائي» للاتفاق الجديد.
ويرمي هذا المستند إلى تفعيل الاتفاق النووي بالكامل من خلال إعادة الولايات المتحدة إليه بعد انسحابها منه في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وإثر الانسحاب الأميركي، خفّضت إيران من الالتزامات التي قطعتها بموجب الاتفاق المعروف رسميا باسم خطّة العمل الشاملة المشتركة وراحت تثري مخزونها من اليورانيوم بنسبة ناهزت تلك اللازمة لإنتاج قنبلة.
وأكّد بوريل أن المفاوضات ذهبت إلى أبعد مدى ممكن وباتت «عند نقطة انعطاف».
وأردف «جاء الردّ الإيراني معقولا في تقديري لتقديمه إلى الولايات المتحدة».
وكشف بوريل أن «الولايات المتحدة لم تقدّم بعد ردّها الرسمي. لكننا بانتظار ردّها الذي آمل أن يسمح لنا بإكمال المفاوضات. وهذا ما آمله لكن ليس في مقدوري أن أؤكّده لكم».
وبالإضافة إلى الولابات المتحدة، وقّعت على الاتفاق بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.
فيما أعلن حزبان كرديان إيرانيان معارضان، يتخذان من إقليم كردستان العراق مقراً لهما، اندماجهما من جديد بعد انفصالهما لمدّة 16 عاماً، كما جاء في بيان مشترك.
وذكر البيان أنّ «المفاوضات بين قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني قد وصلت أخيرًا إلى النتيجة المرجوة وأسفرت عن توحيد الحزب « الذي تأسس في العام 1945. وأضاف البيان أن «منظمات وهيئات ومؤسسات كلا الحزبين» سوف تتحدّ بعد هذا الإعلان «في كردستان وفي الخارج»، وتواصل «نضالها تحت اسم الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني».
وذكر البيان الصادر ليل الأحد أن الوحدة «مرحلة جديدة في نضال (الحزب) ضدّ نظام جمهورية إيران الاسلامية وضد أي عقلية وسطية تنكر التعددية القومية الإيرانية والحقوق الوطنية للمجتمعات المختلفة». ومنذ الثورة الاسلامية في إيران في العام 1979، يخوض الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني تمرداً ضدّها ولا يزال حتّى الآن معارضاً للنظام في إيران. ومذّاك، تعرّض عدد من قياديي هذا الحزب للاغتيال.
في تموز/يوليو الماضي، أعلنت وزارة الأمن (الاستخبارات) في إيران توقيف عشرة أشخاص في شمال غرب البلاد كانوا يشكّلون «خلية إرهابية» مرتبطة بتنظيمات انفصالية كردية متمركزة في شمال العراق. وسبق لسلطات الجمهورية الإسلامية أن اتهمت مجموعات «معادية للثورة» متمركزة في شمال العراق، بالضلوع في هجمات داخل أراضيها، مثل الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني، وحزب الحياة الحرة الكردستاني.
كما شهدت مناطق حدودية في شمال إيران وشمال غربها في الأعوام الماضية اشتباكات بين قوات الأمن ومتمردين أكراد، في حين قامت القوات المسلحة الإيرانية باستهداف مواقع لهؤلاء المتمردين في شمال العراق المجاور.
وذكر بيان الحزبين أنه خلال فترة انفصالهما «انضم مئات الآلاف من أبناء الجيل الجديد من الشباب الكردي داخل وخارج كردستان إلى المسار الديموقراطي وانضموا إلى نضال الديموقراطيين».
ويضمّ إقليم كردستان كذلك العديد من اللاجئين الأكراد الإيرانيين، منهم من هو في البلاد منذ 40 عاماً. وكان عددهم 16 ألفاً في عهد نظام صدام حسين وحتى العام 2003، وفق الأمم المتحدة، أما اليوم فيفوق عددهم 10700، غالبيتهم في إقليم كردستان.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط