ماذا لوتم غسل بعض العقول النجسة وبثق بالونات وفقاعات الخبث والحقد والديوثية

الاستشاري عبد الامير البدري

كلّ ما ذكرت السياسة إلاّ واندفع البعض بعدها: “السياسة نجاسة” “ومن تحزّب خان” وكثير من ذاك الحديث

رجاء هذه الأفكار هي بمثابة عبوات ناسفة زرعت في العقول منذ عقود، أفكار من ثقافة الاستبداد والغاية منها تجريم السياسة وترذيلها إلاّ للممسك بالحكم فيصبح الكرسيّ مكرمة وشرف للجالس عليه، ومعرّة وخطيئة للساعي إليه.

السياسة مثل كل نشاط بشريّ، يدخله الأنجاس فينجّسونه ويدخله الطّاهرون فيطهّرونه، سياسة مانديلا ليست سياسة بشار والسيسي، سياسة المرزوقي ليست سياسة بن علي، وسياسة الملك فيصل القوميّة العظيمة ليست سياسة من خلف بعده من براميل النفط والخيانة الخليجية، وسياسة رئيس الأوراغواي الأسبق، الأفقر في العالم والذي كان يتبرع بـ 90 بالمائة من راتبه للجمعيات والفقراء ويعيش في كوخ إلى اليوم، ليست سياسة من باع الدنيا والآخرة ووضع ثمنها في بنوك سويسرا

كلمة من تحزّب خان هي أيضا عبوة ناسفة من بقايا ثقافة الاستبداد، وهي من مأثورات القذافي، السياسة في العالم كله (الديموقراطي) تقوم على التنافس بين الأحزاب، لكنّ الأنظمة الشمولية تريد تجريم الانتماء للأحزاب وممارسة السياسة بحجج كريهة مثل الوحدة الوطنية أو الولاء لشخص واحد معصوم (مثل بورقيبة أو عبد الناصر أو القذافي)… لا توجد ديموقراطية بدون أحزاب، والمطلوب هو ترشيد العمل الحزبي والارتقاء به قدر ما أمكن لخدمة المصلحة العامّة، وهذا يتطلّب ثقافة الحرية ويحتاج إلى بناء تلك الأحزاب على ثقافة جديدة غير الثقافة التي ربانا عليها الاستبداد.

 

عقول البهائم تأبى الشرك، وبهائم العقول تأبى التوحيد! .

عقول البهائم تأبى السجود لغير الله تعالى، وبهائم العقول يسجدون لأهوائهم!

عقول البهائم تعرف المنعم فتشكر، وبهائم العقول ترتع وتكفر! .

عقول البهائم موافقة لفطرتها، وبهائم العقول محاربة لفطرتها .

عقول البهائم تنقاد لولاتها، وبهائم العقول تنقاد لشهواتها

عقول البهائم تسعى إصلاحا، وبهائم العقول تعبث فسادا!

عقول البهائم في النقل أمينة، وبهائم العقول مكرة أفينة!

عقول البهائم تحذر الشيطان، وبهائم العقول تعبد الشيطان .

 

دولة القمع :::تمارس كثيراً من الدول العربية، ودولاً في منطقة الشرق الأوسط، وأماكن أخرى في العالم، قدراً ما من القمع والقهر على الأفراد، وتبدو الشعوب الشرقية وكأنها تمتلك قابلية مرنة للخنوع، إذ أن معظم هذه الشعوب لا ترفض جرعات بحدود معينة من البطش والاستعباد من قبل الأنظمة القائمة، بل أكثر من ذلك، هناك أفراداً وجماعات تقبل سياسة الإخضاع من قبل الدولة وتقوم بتبريرها. الكارثة حين نعلم أن هذا القبول بالقمع لا يرتبط بمستوى التعليم المرتفع أو التخلف العلمي للمجتمع، أو الإخفاق الاقتصادي أو الفشل السياسي للسلطة، ولا حتى بالتطور العلمي، لأن هناك دولاً تمتلك نظاماً تعليمياً يشهد له ومع ذلك خضع الناس فيها للبربرية العنصرية الفاشية مثلما حصل في ألمانيا. أيضاً هناك العديد من الأنظمة الدكتاتورية القهرية استطاعت تأسيس دولاً متطورة ومتقدمة. لعل الأمر يتصل بالتجربة والذاكرة التاريخية لتلك الشعوب التي لا تمانع درجة ما من الاستبداد.

خبايا دولة الاستبداد :::تلجأ الأنظمة القهرية في سعيها لبناء قلاع القمع إلى إيجاد القائد الرمز الذي تدور حوله فظاعة الاستبداد وتخشاه الجماهير، ثم تبدأ بفبركة حكايات عن حصافة وحكمة ورجاحة عقل الزعيم الألمعي الشجاع، وخدماته المبجلة للوطن، وتضحياته المشهود لها في سبيل رفعة الشعب وعزته. ويصبح الشغل الشاغل لوسائل الإعلام الحكومية والخاصة تغطية أخبار القائد الاستثنائي، ودوره التاريخي في خدمة الإنسانية. وتخصص الصحف مساحات للتمجيد بشجاعة الزعيم العظيم المقدام الذي يخشاه الأعداء ويقدره الحلفاء.

هكذا كان الحال منذ فراعنة ما قبل التاريخ ولغاية العصر الحديث. والحالات الاستثنائية القليلة التي فشلت فيها الدولة عن إيجاد رمز للقمع، أو حين تصاب صورة القائد المستبد بالشرخ لسبب من الأسباب، يلجأ النظام حينها إلى ممارسة القمع العشوائي دون أية ضوابط، في معركة ليس مع المخالفين فقط، بل مع الشعب كله، ومن هنا تبدأ مرحلة انهيار هذا النظام المتوحش وأدواته.

ثم يعمد النظام إلى ترسيخ فكرة الربط بين الحريات العامة والأمن العام، فيجري إلصاق وهم أن الحرية تعني دوماً الفوضى والخراب في عقول المواطنين، وأن من يطالبون بالحريات السياسية والفكرية هم أناس يتسببون بعدم انضباط المجتمع، وهذا يؤدي إلى أن تفقد الدولة سيطرتها على مقاليد الأمور، وبالتالي تصبح عاجزة عن توفير الأمن والأمان للناس. هذا الربط الخبيث تعتمده دول القهر عنواناً لتبرير تصرفاتها الأمنية الوحشية بحق البشر. هنا قلاع الاستبداد تستلهم في سلوكها القاعدة المقررة التي تُظهر أن الناس يمكن أن يتنازلوا عن بعض من حرياتهم العامة إذا لمسوا أن أمنهم مهدداً.

ليس فقط في الدول النامية تنجح هذه الوصفة السحرية، بل حتى في الدول المتطورة يميل الناس إلى تصديق كذب السلطة والموافقة على خيارات قهرية استبدادية ضد دولة أو جماعة أخرى، بالرغم من معرفة الناس أن هذه السلطة ذاتها التي يقبلون بعنفها قد تنقلب عليهم وحشاً ضارياً في أية لحظة. وهذا شأن تراه في دول ديمقراطية كما هو في أنظمة دكتاتورية. حين تريد السلطة -أي سلطة- تكبيل الحريات -أو بعضها- لا بد أن تُشعر مواطنيها أن أمنهم صار موضع تهديد، كي يغض الناس النظر عن طغيان السلطة الشائن.

ماذا بعد من الخبايا في جعبة قلاع الاستبداد؟ حسنا هناك الكثير بعد. إذ أن السلطة تعتمد مبدأ ربط الزعيم القائد بالدولة ويصبح كلاهما شيء واحد، وتقوم وسائل الإعلام ومناهج التعليم والمهرجانات الخطابية والمناسبات الوطنية على فكرة أن لا فرق بين الرئيس والوطن. ثم تصبح بطانة الحاكم كل واحد منهم دولة، ويتحول موظفي الدولة كل واحد منهم إلى سلطة في موقعه، فترى أن كل من يمتلك سلطة ما في نظام قمعي ما هو دولة بذاته. فمن ينتقد الموظف من الناس يعتبر انتقاده فعلاً ينتقص من النظام. ومن ينتقد صاحب سلطة في النظام يتحول إلى مخرب للدولة، ومن ينتقد أحد رموز الدولة يصبح خائناً للوطن. هكذا حال الأنظمة الشمولية الدكتاتورية التي تعمل على إحكام سطوتها على كل شيء، بحيث يصبح صعباً على المواطن والمراقب التمييز بين بطانة الحاكم وبين مؤسسات الدولة، وبين الحاكم نفسه وبين الوطن. لأن القائد الزعيم وبطانته الحاكمة المتسلطة تقوم باستثمار كافة مؤسسات الدولة لخدمة مصالحهم الخاصة.

ثم تقوم بطانة الحاكم ورموز السلطة في التحكم بالمفاصل الرئيسية المهمة للدولة، ويتغلغلون في الهيئات التنفيذية وينتشرون في كافة الدوائر الحكومية، ومع الوقت ما تلبث أن تتشكل الدولة العميقة التي تهيمن على الدولة الحقيقية وتفرض عليها رؤيتها.

استلاب العقول :::تلجأ الأنظمة الجائرة إلى محاصرة وعي المواطنين واعتقال عقولهم في صناديق تحدد شكلها ومساحتها الأجهزة الأمنية عادة، بمشاركة واضعو خطط اغتصاب السلطة من بطانة الحاكم. لا تترك دول القمع للناس أية مساحة للتفكير والتحليل الحر في سياق الأخبار والمعلومات التي يتم تداولها حتى لا تتشكل لديهم قناعات أو مواقف أو رؤى تخالف الموقف الرسمي للدولة. ممنوع على الناس قبول أية رواية حول أي شيء أو أي حدث في الدولة أو خارجها، سوى رواية النظام الذي يكون حريصاً على أن يحدد طريقة نظر المواطنين للأحداث.

هذا الأسلوب الاستلابي لا يرتبط فقط بالأحداث السياسية والأمنية، بل على الذاكرة أيضاً والتاريخ، الذي ترويه الدولة القمعية بما يتناسب مع الرواية الرسمية حتى يكون منسجماً مع معطيات الحاضر. لأن المخالفين في الواقع الراهن الذي يعتبرهم النظام أعداء للوطن، يحرص أن يظهروا كأنهم أحفاد للأعداء التاريخيين.

الفاجعة أنه حتى في الدول القهرية التي لا تقيم وزنا للدين، تقوم السلطة بتحديد المعايير التي تحدد نظرة وطريقة تعامل المواطنين مع الدين والأخلاق. وهي هنا لا تهتم بالعبادات والطقوس الدينية، بقدر اهتمامها على الأثر الهام الذي يخلفه الدين على البشر اجتماعياً وسياسياً. لذا فالسلطة تسعى إلى إحداث موالين دينيين يحمدون ويشكرون فضلها على العباد، وينشرون روايتها الدينية ورؤيتها وفهمها الديني، الذي يكون انعكاساً وامتداداً للرواية السياسية للسلطة.

في سعي أنظمة القمع لتبديد المفاهيم والتصورات والقيم والمعايير لدى المواطنين، وإعادة خلق مفاهيم جديدة تافهة وسطحية، ومعايير مركبة تصبح أحكاماً مع الوقت. تحرص هذه الأنظمة على إيجاد حلفاء وأعداء دوماً، إن كان على مستوى الدول والأحزاب والجماعات والمنظمات، أو إن كان على صعيد الأفراد مواطنين كانوا أم رعايا دول أخرى من مفكرين ومثقفين ومشتغلين بالشأن العام. يتم التركيز تعبوياً وإعلامياً ونفسياً على حكاية المواطن الصالح الشريف، المواطن الغيور المخلص.

ويتم رسم وتحديد ملامح وصورة هذا المواطن البار المهذب من قبل خبراء نفسانيون بكل عناية وحرص. في كل أنظمة القهر تكون صورة المواطن المستقيم هو الذي يهتم فقط بقضايا حياته الشخصية والعائلية والمعيشية، لا يهتم بأمور الشأن العام إلا إذا طلبت الدولة منه المشاركة في عمل ما. مواطن يبدي أقصى درجات التعاون مع أدوات النظام في كافة المواقع، وخاصة مع الأجهزة الأمنية التي تشجعه أن يكون عيناً يقظة على مصلحة الوطن. يكون مواطناً مدركاً أن بلاده مهددة دوماً من قبل الأعداء الداخليين والخارجيين، وأن وطنه يتعرض لمؤامرات تحيكها أطراف لا تريد الخير له، ولا بد له من أن يتبنى الحكاية الرسمية حول كل شيء، ولا يتابع إلا الإعلام الرسمي.

في مقابل هذا الصورة يوجد مواطن آخر، هو المواطن الشرير، الخبيث، الخائن، الفاسق، المخرب. ويقصد بذلك الوصف كل المواطنين العاديين الذين يحبون وطنهم، ولم يعتادوا على التطبيل والتزمير لرجال السلطة، لذلك فهم ببساطة استعصوا على النظام الذي لم يتمكن من تفتيت قناعاتهم، ولم يهز انتماءهم، ولم يستطيع قولبة أفكارهم.

دولة القتل :::تعتمد الدولة الاستبدادية لفرض سطوتها على المواطنين أدوات متنوعة مركبة وشائكة، منها ترسيخ صورتها في أذهان الناس على أنها دولة قوية وصلبة ومتماسكة، دولة قادرة على حماية الأفراد والمؤسسات والوطن، وتوفير الأمان للجميع، لذلك على الناس أن تغفر للسلطة أخطائها وزلاتها مهما كانت، وأن تقبلها وتجد لها مبرراً أيضاً. لذلك يتعامل النظام مع رجال الدولة مهما صغر شأنهم باعتبارهم أفراداً أكثر أهمية من كافة المواطنين مهما كانت صفتهم الأكاديمية أو الاجتماعية.

الموظفين الحكوميين يوفرون لك الخدمات، لذلك عليك أن تقبل أنهم في مرتبة أعلى منك، ويجب ألا ترفض حصولهم على الرشوة وقيامهم باختلاس المال العام. الشرطي والعسكري ورجل الأمن هم أفراد من المجتمع، لكنهم يوفرون له الحماية ويسهرون على أمنه، لذلك عليك وعلى المجتمع أن يتعاون معهم وتخبرهم بما يقوله المخالفون. ليس هذا فحسب، بل يجب أن تتقبل أن هؤلاء الساهرين على أمنك سوف يحظون بامتيازات لن تحصل عليها أنت والآخرين، ثم بالضرورة يجب عليك أن تكون مقتنعاً أنهم يستحقون هذه الامتيازات، وأنه مطلوب منك تبريرها أمام من يعترض عليها.

عليك التسليم أن الدولة لا يمكن إخضاعها للنقد أو المحاسبة. لأن الدولة والنظام والسلطة والقانون يصبحون مع الوقت شيئاً واحداً في قلاع القهر. الدولة هي من يضع القوانين وتطلب من المواطنين احترامها وتنفيذها، وإن خالف أحد الأفراد هذه القوانين فإنه يتعرض للعقاب، أما إذا خالفت الدولة ذاتها هذه القوانين عبر أحد رجالها أو موظفيها، فإنها تقوم بذلك لضرورات الأمن والمصلحة العامة.

لا يقتصر الأمر على تبرير وتحليل الفساد المالي والإداري والرشوة والاختلاس واعتبار ذلك لزوم منفعة الوطن. بل أن الطغيان قد يصل إلى درجة القتل. هو قتل تقوم به الدول القمعية بذريعة أداء الواجب، والحفاظ على البلاد ودرء المخاطر عنها. لذلك نرى أن دول الاستبداد تقتل عدداً من البشر داخل حدودها وخارجها، أكثر كثيراً بما لا يقاس من عدد الناس الذين تقتلهم الجماعات والمنظمات الإرهابية، التي تدعي هذه الدول محاربتها.

إن ماكينة القتل ترتكز على دجل وشعوذة تجعل من اللباس الرسمي الذي يرتديه رجل الدولة إن كان عسكرياً أو شرطياً أو رجل أمن ومخابرات، بمثابة مطية للقتل. حين يقوم المواطن بارتكاب جريمة قتل فهذا فعل يستوجب المحاسبة، لكن حين تقتل الدولة القهرية عبر أحد رجالها أو أجهزتها فهي فقط تقوم بواجبها. حين يرتدي رجل الدولة زيه الرسمي لا تكون تصرفاته تحتكم للقانون، لأن إشاراته وأقواله وأفعاله هي قانوناً بذاته في أنظمة القمع.

يحظى أصحاب الثياب الرسمية داخل قلاع الاستبداد بما يشبه الحصانة الدائمة لعدم تعرضهم للمحاسبة أو المسائلة مهما فعلوا، أصابوا أم أخطأوا. وعلى الدوام هناك أعذاراً ومسوغات لتصرفاتهم تبرر ما يقومون به. هذه الصورة النمطية عن رجل الأمن ورجل السلطة يتم طبعها في عقول الناس بالدول الجائرة، إلى حدود أن البشر لم تعد تشعر بالإهانة إذا تعرضت لتصرفات أو لأفعال مشينة من قبل أصحاب الملابس الرسمية، بينما تنفعل غضباً فيما لو تعرضت لنفس الموقف من أناس عاديين. إن رغبت في رؤية الوجه الحقيقي لدولة القمع ولرجالها وأدواتها وأجهزتها الأمنية القهرية، ما عليك سوى أن تخلع الزي الرسمي عنهم، أن ترفع منهم صفة رجل الدولة، وسوف ترى أنهم ودولتهم لا يختلفون بشيء عن أية عصابة أو ما فيا أو جماعة إرهابية.

صناعة الخوف :::تعمل الدكتاتوريات العسكرية أو المدنية على أحد مبادئ الفيلسوف الإيطالي المولود في عصر النهضة “نيكولو مكيافيلي” الذي حدد القاعدة الماسية “من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك، إن لم يكن بمقدورك تحقيق كليهما”. لذلك فهي تقوم بصناعة هذا الخشية التي تجعل الشعوب في حالة من الخوف الدائم. هذا يتحقق عبر وسائل متعددة منها إيجاد واستدعاء أعداء للدولة من الداخل والخارج. حين يخاف الناس يكونون مستعدين لقبول قرارات تمس حرياتهم الشخصية، وأحياناً تمس حياتهم واحتياجاتهم الأساسية إن أقنعتهم السلطة بقدوم خطر يتوعدهم. وهكذا تقوم هذه الأنظمة بتمرير أخطر وأهم قراراتها وقوانينها مستغلة خوف الناس من أعداء قامت هي بصناعتهم، بهدف خلق تهديد مرعب وغير مفهوم.

تستحدث دول القهر شبكات خاصة للقمع والاعتقال والتعذيب والقتل خارج الإطار القانوني، بعيداً عن المؤسسات الرسمية. حيث يكلف النظام أحد أجهزته الأمنية بتأسيس شبكة سرية من المعتقلات، يتم فيها بصورة غير شرعية سجن العديد من الناس الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الوحشي، وغالباً ما يتم قتلهم بعد الحصول على معلومات منهم، ويتم في هذه السجون تنفيذ حملات إعدام جماعي لمخالفين.

وكأن كافة الأجهزة الأمنية القمعية التي تتبع دول الاستبداد لا تكفي لنشر الرعب في نفوس المواطنين، حتى تقوم هذه الدول بتأسيس جماعات شبه عسكرية ومسلحة، تناط بها مهمة ترويع البشر، ويتم تكليفها بأعمال الاغتيالات وتصفية المعارضين، تعمل بظل حصانة قانونية من الملاحقة. ثم تقوم السلطة بإنشاء جهاز أمني سري -قد تختلف التسمية من بلد لآخر- دوره أن يجعل الجميع يشعرون أنهم مراقبون. يقوم بمهام التجسس على هواتف وتحركات وأفعال المواطنين وحتى كلامهم، بذريعة الحفاظ على الأمن القومي للبلاد.

ثم تقوم هذه الأنظمة باختراق كافة الأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات والهيئات والنقابات والاتحادات والأندية، تخترق كل شيء حتى جماعات رعاية الحيوان. تخترق المقاهي والحارات الشعبية ودور العبادة والمؤسسات التعليمية. الغاية أن يعلم جميع المواطنين أن كل شاردة وواردة في الدولة تحت سيطرة أجهزتها الأمنية.

تكلف دولة الاستعباد أحد أهم أجهزتها الأمنية لوضع قوائم تتضمن أسماء المشتبه بهم، من مخالفين ومعارضين وكل من وجّه انتقاداً واحداً بلحظة حمية ضد النظام. إن دخل أحدهم القائمة فلن يخرج منها مطلقاً. ولا تتفاجأ إن علمت أن هذه القوائم تضم أسماء مثقفين ومفكرين وأكاديميين بارزين. غالباً يتم منع هؤلاء الأشخاص من السفر، ويحرص النظام القمعي أن يبقيهم في حال من التوتر الدائم باعتبارهم مرشحين للاعتقال في أية لحظة.

ولكي تتمكن دول الاستبداد من إحكام الهيمنة على الناس وتصنيع الرعب، لا بد لها من السيطرة على عقول المواطنين والتحكم بها، وهذا لن يتم إلا من خلال بسط سطوتها على وسائل الإعلام وفرض روايتها الرسمية الوحيدة. إن الحقائق هي أكثر ما تخشاه أنظمة الاستبداد، لذلك لا حقيقة سوى تلك التي تصدر عن النظام. حتى الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام معرضون دوماً للاعتقال إن كانت لديهم قصة غير تلك التي يرويها النظام. حتى في دول تحظى بهامش من الديمقراطية تلجأ الدولة إلى تشريع قوانين تقيد عمل الصحافة والإعلام بذريعة ضرورات الأمن القومي.

من جانب آخر تستهدف دول القهر الرموز والشخصيات العامة المخالفة، من أكاديميين ومفكرين وفنانين ورياضيين ورؤساء أحزاب ورجال دين. والرسالة هنا جعل الأفراد يدركون أن الجميع مهدد وعرضة للاعتقال، وأن لا أحد فوق سقف مصلحة السلطة.

الأقبح من هذا هو قيام هذه الدول إلصاق تهم الخيانة والعمالة والتجسس والتخابر بكل من يخالفها ويعارض سياساتها ومواقفها ورؤيتها. الناس لا يمكن أن تتعاطف مع خائن، لذلك تبدو التهمة بمثابة الحكم بالإعدام على من تلصق به، من المعارضين السياسيين والنشطاء وسواهم.

هل تكتفي دول الطغيان بكل ما سلف؟ قطعا لا. فهي لا زالت تبتدع وتبتكر أساليباً جديدة لصناعة الخوف وتصنيع الرعب في أنظمة لا تخجل من التبجح وهي تتحدث عن سيادة القانون. لكن أليست الدولة هي من يضع القوانين؟ نعم إنها هي. وتُصيغها كما تشاء، وتخترقها كما تشاء، وتحاكم المواطنين بذات القوانين. رغم كل ذلك فإن هذه الأنظمة الجائرة تلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ، بهدف تمرير سياساتها وأية إجراءات تتخذها، وتجعل منها وضعاً مُستداماً قد يستمر لعقود.

 

الكثير منا حريص على أن يعيش فى مكان نظيف وبيئة نظيفة وملابس نظيفة وأن يكون جسدة خارجيا نظيفاً.

ولا ريب فى ذلك فكافة الأديان السماوية تحث على النظافة والطهارة وحسن المظهر وأعتبرته الشريعة الاسلامية نصف الإيمان بالله .

هل سألنا أنفسنا يوماً عن طهارة العقول ونظافتها وهل هى من الأشياء التى يجب علينا المحافظة عليها نساء ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً ربما يستغرب القارئ الكريم عن المقصود بنظافة العقول التى بصدد الحديث عنها وربما يستهجن البعض الأخر الفكرة التى أتناولها فى حوايا المقال .

وما بين الإستغراب والإستهجان أسباب كثيرة مجملها فقدان الثقة والمصداقية المغروسة فى نفوس الكثير تجاة أى مصطلح جديد يتم إثارتة ويتم التعرض لطارحية بتوجيه سهام اللوم والتأنيب .

نظافة العقول مصطلح يتناول محاولة تغيير سلوكيات ومفاهيم دنست خلايا العقل البشرى وهناك الكثير من تلك الأمثلة فى واقعنا ويتم التعرض لشخوصها يومياً وسأتناول بعضاً من تلك الصور فى النقاط التالية وهناك الكثير والكثير منها ستكتشفونة بإنفسكم عند التدبر لمقاصد مصطلح نظافة العقول .

– هل جربت طهارة عقلك وتنظيفة من ظاهرة الإنخداع بالشكل الخارجى للشخص المخاطب معه (بمعنى) كثيراً منا يظنْ أن تقصير الثوب وارتداء الملابس البيضاء وإطلاق اللحية والإمساك بالمسبحة والسواك وارتداء النقاب والقفازات علامات للتقوى والقرب من الله وأن صاحبها مقدسْ ومُنزه عن الأخطاء البشرية وفى النهاية يتضح أنه بعيد كل البعد عن روح الأسلام السمح ومفاهيمة ومقاصدة والنتيجة الطعن فى الأسلام وكل من ينتمى له ووشمة بسمات الإرهاب أستحلفكم بالله هل العيب فى من أتخذ العلامات شعار أم العيب فى من ترسخت فى ذهنة تلك الافكار التى تحتاج الى التنظيف سؤال يطرح نفسه لذوى الألباب !

– صورة أخرى من صور نظافة العقول تتمثل جلياً فى فئة من البشر تخشى المخلوق ولا تخشى الخالق وتظهر بمظهر يغبطها عليه الجميع ويتمنى الأقتراب منها لمحاولة التعلم والسير على ذات النهج وواقع حالها تجد الشياطين تلهث فى محاولة إتباع منهجها كونها قدوة فى المكر والخداع وهذة الفئة تدخل لنا بالكثير من الطرق ومنها معسول الكلام والضحك على الفتيات فى محاولات لجلبهن الى مستنقع الرذيلة النجسة وهناك الكثير يخضعن ويخضعن أو ليست هذه العقول تحتاج الى أن تتدبر وتحكم مفاهيم العقل عند الإحتكاك بهذه الفئات وغسل رواسب معسول الكلام بنظافة العقول والحرص على العفة والستر .

– صورة أخرى من صور نظافة العقول نجدها فى سلوكيات مجتمع حيث الاعتقاد السائد والظنْ أن الفئات العمرية الشابة غير قادرة على النمو بالبلدان لعدم وجود خبرات حياتية والإكتفاء بالعواجيز ليقودوا دفة السفينة او البلدان دون مواكبة لمتطلبات العصر الحديث أو ليست تلك المعتقدات الراسخة تحتاج لنظافة العقول وإطلاق المجال للشباب المبدع للتغيير .

– صوره من صور نظافة العقول تجدها فى عقول الكثير من الشباب الذى يظن أنه عند تخرجه من الجامعة سيعمل فى مجال مكتبى مناسب للشهادة التى درسها والنتيجة الجلوس على المقاهى فى انتظار التعيين من قبل الدولة وهو ما لن يحدث والنتيجة اصبح عالة على المجتمع وعالة ايضا على أسرتة اَوَ ليست تلك العقول بحاجة الى تنظيف

– صورة أخرى من الصور تجدها فى عقول الأبناء عند بلوغهم سن المراهقة او تحصلهم على مكاسب مادية فى عدم توقير الأباء والأمهات وأنهم اصبحوا مالكى زمام أمورهم يفعلون ما يشأون دون رجوع لمن تكبد المشاقْ فى تربيتهم حتى من باب المجاملة أو ليست تلك العقول بحاجة الى التنظيف .

هناك الكثير من الصور اعزائى التى نحتاج فيها الى نظافة العقول ولن يكون ذلك الإ بالتدبر والعلم ومواكبة التطورات الحديثة فديننا يدعونا الى التدبر والطهارة الحسية والمعنوية .

دمتم بعقول نظيفة خاليه من دنس ترسبات الأفكار الباليه

 

 

ويُعتبر غسل الدماغ هو كل تأثير خارجي ممنهج من قِبَل شخص أو مجموعة من الأشخاص هدفه التعديل والتلاعب في الأفكار والآراء للفئة المستهدفة لتتوافق مع آراء وأفكار ومعتقدات الشخص أو المجموعة التي تسعى إلى ذلك، وتتم هذه العملية عن طريق التلاعب بالعقل البشري من خلال العديد من الأساليب والطرق التي تستخدم في العادة في التعليم وإيصال المعلومات، كما يمكن أن يتم استخدام أساليب وتقنيات الهندسة الاجتماعية والتي تعتبر فن وعلم اختراق العقول.

نوع من أنواع غسل الأدمغة التي تحدث لنا يومياً بواسطة وسائل الإعلام، هي ما تقوم به شركات الإعلانات والمحطات الإخبارية الكبيرة والتي تعتبر واحدة من أكبر الجهات التي تعمل على غسل أدمغتنا

نوع من أنواع غسل الأدمغة التي تحدث لنا يومياً بواسطة وسائل الإعلام، هي ما تقوم به شركات الإعلانات والمحطات الإخبارية الكبيرة والتي تعتبر واحدة من أكبر الجهات التي تعمل على غسل أدمغتنا

صدّق أو لا تصدّق أنه في كل يوم يحدث لنا نوع من أنواع اختراق وغسل الدماغ، فحتى لو لم تقم حكوماتنا بغسل أدمغتنا، فإن الإعلام يعمل على ذلك من دون توقف، فقط إجلس قليلاً واسترخي ثم فكّر في كل شيء يدور من حولنا في هذا العالم وكيف تقوم وسائل الإعلام بإيصاله إلينا.

يُعتبر غسل الدماغ هو كل تأثير خارجي ممنهج من قِبَل شخص أو مجموعة من الأشخاص هدفه التعديل والتلاعب في الأفكار والآراء للفئة المستهدفة لتتوافق مع آراء وأفكار ومعتقدات الشخص أو المجموعة التي تسعى إلى ذلك، وتتم هذه العملية عن طريق التلاعب بالعقل البشري من خلال العديد من الأساليب والطرق التي تستخدم في العادة في التعليم وإيصال المعلومات، كما يمكن أن يتم استخدام أساليب وتقنيات الهندسة الاجتماعية والتي تعتبر فن وعلم اختراق العقول.

هذه العملية تتم على فترة طويلة من الزمن وبشكل تدريجي، بحيث يتم تزويدك بالمدخلات المراد ترسيخها في دماغك بشكل تدريجي وإيهامك بأن هذه الأمور هي نفس الفكر الخاص بك، حيث أن الهدف الرئيسي لغاسل الدماغ هو أن لا يدعك تفكّر أبداَ او بمعنى آخر وقف المعالج الموجود في رأسك (دماغك) عن العمل وإعادة برمجته وهندسته.

ومن الأمثلة على نوع من أنواع غسل الأدمغة التي تحدث لنا يومياً بواسطة وسائل الإعلام، هي ما تقوم به شركات الإعلانات والمحطات الإخبارية الكبيرة والتي تعتبر واحدة من أكبر الجهات التي تعمل على غسل أدمغتنا، حيث تعمل هذه المحطات الإخبارية الكبيرة ومن خلال الأخبار التي تقوم بعرضها بشكل مستمر بتغذيتنا وإقناعنا بالآراء التي تسعى إليها، فبإمكانهم مثلا إقناعنا بأن منتجاً معيناً هو أفضل منتج من هذا النوع بالرغم من أننا لم نقم بتجربته حتى نعرف بأن هذا المنتج هو أفضل من غيره أو لا.

أما التقنيات والتكتيكات التي تستخدم في عملية غسل الأدمغة فهي عديدة، إلا أن الجزء المضحك في الموضوع أنك ستجد بأنها تستخدم معك وبشكل يومي، ومن هذه التقنيات:

1- التشجيع على الكسل وعدم التفكير، حيث يعتبر تشجيع الكسل للأشخاص أول وأهم تكتيك من تكتيكات غسل الأدمغة لأنه يمهّد الطريق للتكتيكات الأخرى.

2- التلاعب بالخيارات بحيث تكون النتيجة ما تريد، حيث يتم خلالها إعطاء الفئة المستهدفة مجموعة من الخيارات مع التأكّد بأنه مهما كان الاختيار الذي سيقومون باختياره فإنه سيعطي نفس النتيجة المرادة، وهي طريقة جيّدة لمعرفة ما يجول في أذهان المستهدفين، فمثلاً لو أردنا أن نعرف إذا كان شخص ما مهتماً بالتقنية أم لا ؟ فبدل أن نسأله هل تحب التقنية ؟ سنسأله السؤال بطريقة أخرى،هل تحب استخدام الفيسبوك أو تويتر ؟ هل تحب التعامل مع الأيپاد أو نوت بوك ؟ وهكذا، وعند القيام بهذه العملية بشكل متكرّر فإن الشخص المُستهدف سيعتقد بأن لديه كامل حرية الاختيار ما يمهّد للتكتيك التالي.

3- تكرار العبارات والأفكار بشكل مستمر، حيث يُعتبر التكرار هو المفتاح الرئيس في عملية غسل الأدمغة، فكلما تم تكرار معلومة ما أمامك فإنها ومع مرور الزمن ستتركّز في دماغك لا سيما إذا كان هنالك بوادر ولو بسيطة عندك لذلك، فمثلاً لو تم إخبارك من شخص ما بأنك تبدو شاحباً ويبدو عليك المرض، ففي البداية لن تصدّق ذلك ولكن مع تكرار هذا الأمر فإنك ستبدأ تصديق هذه الفكرة.

4- التركيز على الجانب العاطفي، حيث تعتبر العواطف من أسهل وأبسط الأمور التي يمكن التلاعب بها خصوصاً إذا كانت مرتبطة مع مشاعر الحزن أو الفرح، فمثلاً يمكن أن تشعر الشخص بمشاعر الخوف والرهبة من القيام بأمر ما لا تريده أن يقوم به، ما يؤدّي إلى توجيهه للفكرة التي تسعى إلى تحقيقها.

5- إزالة الوعي الذاتي والمسؤولية، حيث يتم ذلك بأن تجعل الناس يعتقدون بشكل دائم بأن أي شيء يقومون به هو أمر خاطىء ونتائجه خاطئة، وجعلهم يعتقدون بأنهم عاجزون عن القيام بأي شيء من دون الإستعانة وطلب المساعدة من الآخرين، لأن الحرية والاستقلالية تولّد الإرادة والإبداع والتي بدورها تُلهم صاحبها بالتمرّد.

6- استخدام براءة الأطفال والشخصيات العامة في الترويج، حيث يتم استخدام الأطفال في الترويج لفكرة معينة وذلك للإستفادة من براءتهم وكذلك استخدام الشخصيات العامة مثل الرياضيين والممثلين ، وهذا يعتبر من التقنيات الشائعة في غسل الأدمغة.

7- تغذية الأفكار بشكل مكثّف وبسيط، حيث أن عملية تغذية الأشخاص بأفكار معينة تتم بواسطة وضع هذه الأفكار بشكل مجزّأ داخل مجموعة كبيرة من المعلومات، وذلك لتوطيدها لديهم بشكل غير ملاحظ.

8- إشعار المُستهدف بالخوف والقلق، حيث أن إيهام الأشخاص وجعلهم يعتقدون بأن العالم سينفجر وسيتدمّر في أية لحظة من اللحظات هو نوع قوي من أنواع السيطرة على الأشخاص والتحكّم بهم.

هذه التقنيات تستخدم معنا بشكل مستمر ويومي ومن أكثر من جهة، سواء من الحكومات أو المحطات الإخبارية أو شركات الإعلانات وغيرها، وهي في الواقع مخيفة للغاية لأنه وببساطة جميعنا معرضين لأن نكون ضحية للسيطرة على أدمغتنا والتلاعب بها، كما إن عملية حماية أنفسنا من غسل الأدمغة صعبة للغاية وتكاد تكون مستحيلة لأنها تعني ابتعادنا عن كل ما قد يؤدّي إلى ذلك، فمثلاً لو أردنا تجاهل الإعلانات ككل فالأمر سيكون صعباً بل مستحيلاً، لأننا سنحتاج إلى مشاهدة التلفاز للحصول على الأخبار وغيرها بالإضافة إلى أن تعاملنا مع الإنترنت في حياتنا اليومية يحتّم علينا مشاهدة الإعلانات.

ولكن أفضل أمر يمكنك فعله هو التوازن، حيث إذا لاحظت بأنه تم تزويدك بمعلومات معدّلة ومشوّهة ولاحظت أن الهدف منها هو التلاعب بأفكارك، فما عليك سوى أن تقوم بحمع معلومات أخرى مخالفة لها ومحاولة الوصول إلى المعلومة الأكثر حيادية منها، وذلك عن طريق مقارنتها مع بعضها البعض ثم قرّر بنفسك كيف تشعر، وأخيراً فإن السبب الرئيس لحدوث مثل هذه الأمور لك هو العزلة، بمعنى أن إستماعك إلى طرف واحد من دون إستماعك وتعرّضك للبدائل سيؤدّي إلى غسل دماغك والتحكّم بآرائك وأفكارك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here