حتى لا ننسى

حسن حاتم المذكور

1 ــ تباين الأراء, حول موقف التشرينيين, من ازمة تشكيل الحكومة, وعبثية الصراعات, داخل مستنقع الفرقاء, ظاهرة صحية, التشرينيون ظاهرة وطنية عراقية, عبرت هتافاتها وشعاراتها, عن ملامح المشروع الوطني, وبالضرورة, يجب الا يكونوا خارج اطار الحراك الشعبي, كحاضنة مجتمعية لا غنى عنها, وهم بحاجة ماسة, الى وقفة لأعادة تقييم الذات وكامل التجربة, فالحراك الشعبي, الموحد حول برنامج وطني ناضج, وشكل تنظيمي متماسك, عابر للأطر المناطقية, وحده القادر على انجاز المتغيرات الكبرى, لهذا فالموقف السليم, من صراع اللصوص, على المتبقي من الجسد العراقي, يجب ان يستقطب حوله, اغلب الحراك الشعبي, الممثل لكافة المكونات المجتمعية.

2 ــ الحراك التشريني, لا يمكن ان يضع اقدامه, خلف خطوات المحتال مقتدى الصدر, او خلف الخطوات الدموية للتنسيقي, فالتحولات الوطنية, لا يمكن ان تتحقق, قبل الأجتثاث الكامل, لحكومات الفساد والأرهاب, فليس بينها من لم تتلوث سمعتها, بالتبعية والخيانة, او لم تتلطخ سيرتها, بأستنزاف الثروات الوطنية, والدم العراقي, فهل هناك حتى ولو نصف عاقل, من يقنعنا بالمقارنة, بين قطيع مقتدى الصدر, و ولائيي الأطار التنسيقي, او المراهنة على التحالف الكردي, او تحالف الحلبوصي ــ الخنجر, فجميع الفرقاء, قد اكملوا مرحلتهم, وهم على ابواب نهايتهم, ثم الحذر الشديد, من ان تفاجئنا امريكا, ببديلها الأسوأ.

3 ــ المتغيرات الكونية, القادمة علينا من الحرب في اوكرانيا, او الصدامات المؤجلة في تايوان, ستدق ابواب العالم, الذي كان الثالث, ستسأل عن عراق التاريح وتعدد الحضارات, ليأخذ دوره الطليعي, في بناء العالم الجديد, وسوف لن تسأل عن حثالات, قد تسقط من “سكراب” امريكا, عندما يضيق بها الوقت, كما حدث لها في افغانستان, فالمفاجئات العراقية العنيفة, التي غابت عن ذاكرة المحبطين, ستكسر ابواب الهزيمة وتطلق الأنتصار, وسيتذكر الذين نسوا اوائلهم, وصافحوا القناص السياف, ان العراق سيخرج من تحت جلد الأرض, وفي راحتيه فجر تموزي تشريني.

4 ــ حتى لا ننسى, علينا ان نتذكر تاريج المجزرة العراقية, التي اشعلها الأمريكان, في الثامن من شباط / 1963 الأسود, حطبها وزيتها كانت, حثالات القوميين والبعثيين, فاكملها الأسلامويون, بعد ان اضافوا اليها, مجزرة العقل العراقي, حتى اصبح عدد القناصين والسيافين, وكذلك المؤذنين والخطباء والمشعوذين, اصحاب حوانيت المتعة, حول اضرحة الأئمة (ع), اكثر من الأرامل والأيتام, رغم وفرتها, وهناك سليطي اللسان ومفبركي الأشاعات المسيئة, لسمعة الشهيدات والشهداء, على يقين, ان الذين يسيؤن لأعراض الناس, لا يمكن ان يكونوا, الا مثقوبي الأخلاق والضمير والعرض ايضاً, ولو رفع الغطاء, عن اسرار عورات مقدسهم, لظهرت (بالوعات) فضائحهم مرعبة.

29 / 08 / 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here