أحداث عاشوراء من زاوية أخرى
بقلم صبيح الكعبي
سويعات حرجه مرت بالعراق ببطيء كأنها دهر بقوة خطاها ودموية فعلها وتزاحم المتربصين لإشعالها والانقضاض على تجربته بأي ثمن , هذه اللحظات محسوبة بتنظيم دقيق خطوة بخطوة على أيادي خبيثة من الداخل والخارج لا تريد للوطن والشعب خيرا , ساهمت في اشعال فتيلة نيرانه صخور الأذى والظلم الذي وقع على كاهل الشعب نتيجة للسياسات الخاطئة والبعيدة عن الانسانية ,وساهمت بشكل فعال لأضعاف وطنيته وسريرية موته البطيء على يدي الفساد والاستحواذ والانتقام بشتى الوسائل , اغماط الحق والعمد فيه شيء لا يطاق خاصة وان تجربتنا الديمقراطية في مهدها لازالت تراوح بين المد والجزر لحسابات علمها عند ربي , واحدة من ممارساتها هي الانتخابات الاخيرة, أفرزت فوز التيار الصدري ب(73) مقعد مهد له ان يتصدر الموقف بجداره , حق مشروع لو توفرت له القاعدة والجمهور والمؤيدين بتسمية رئيس الوزراء , وفق الاليات الدستورية والاتفاق مع الكتلة الشيعية كونها الاكبر الا ان قناعات سماحة السيد الصدر حالت دون ذلك بذهابه الى الكتلتين السنية والكردية بمسمى الا غلبية , اثار حفيظة البقية من الكتل الشيعية لتقف حائلا دون تحقيق ذلك بمسمى الثلث المعطل واستمرت المناكفات دون بصيص امل حتى وصلنا الى ما يسمى بالانسداد السياسي , تحشيد الشارع وكثرة الانتقادات وصيحات الرفض واصوات الاستنكار حفزت صاحب القرار بالإصرار على ما يراه حقا واستحقاقا لكلا الطرفين ,لم تفلح الوساطات مع موقف السيد المتشدد بعدم الاتفاق مع ما أسماهم بالفاسدين منسحبا من المشهد السياسي فارضا رأيه على تابعيه بالاستقالة ,كان عليه ان يصمد بقوة مطاوله وصمود قرار, رأي الكثير خطأ تأريخي ومتسرع يتحمله السيد تجاه حقه وحق محبيه باعتباره جاء بتفويض من الشعب بأصواتهم الحرة, برغم الاستقالة والانسحاب الصورة بقت رمادية ولم يستغلها الإطار في ترتيب أوراقه والتحاور مع الشركاء بقى يراوح في مكانه ولم يتقدم خطوه , هذا الموقف دفع الجمهور الصدري ان ينتفض ويعبر عن مأساته في عدم حصوله على حقه من جهة وذهاب اصواته لغيره من جهة اخرى, عوامل مساعده وحوافز مؤثره واندفاع عاطفي لامثيل له ساهم لخروج الالاف مستنكرين ناقمين متوعدين بتعطيل الدولة بدأ من المجلس النيابي كهيئة تشريعية وصولا الى مجلس القضاء حتى وصلت للقصر الرئاسي ومجلس الوزراء وهلم جرى , ما يعيب على الاطار عجزه وتلكؤه بتحقيق هدفه بتشكيل الحكومة أولا وخروج جمهوره منددا ثانيا وتسمية محمد السوداني رئيسا للوزراء ثالثا . التظاهر على بوابات الخضراء من قبل الاطار غير مدروسة وبعيدة عن الواقع فهي لا تحمل مشروع ولم تحدد هدف سوى ردة فعل غير محسوبة, ان الاطار بجميع مكوناته صاحب خبره ومتمرس بالعمل السياسي يحسب له , فبدلا من تهدئة الوضع ووضع حلول وتقديم تنازلات لطرف قدم الكثير في سبيل انجاح العملية السياسية منذ عام 2003 ولهذه اللحظة صعد الموقف , انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية تضحية للأخرين لتشكل الحكومة. من المستغرب جاء خطاب السيد المالكي باهتا ولم يشر بكلمة لسماحته شاكرا , ان مواقف الرجال تحسب وكلمات الاطراء لا تغث وهي انموذج في بناء علاقات جديدة مبنية على الاحترام وحفظ حقوق الآخرين , دعوتنا ان تتجهون لسماحته شاكرين موقفه الوطني المسؤول . ومن الله التوفيق
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط