إلى السيد مقتدى الصدر : بدلا من المطالبة بالحداد كان يجب المطالبة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق لكشف اللثام عن وجوه القتلة ..

بقلم مهدي قاسم

كتب وزير الزعيم الصدري مقتدى الصدر ، نعني ” الوزير ” الاستثنائي و الفريد !!، محمد صالح العراقي ، مطالبا بإعلان حداد من قبل مجلس النواب على الضحايا الصدريين وغيرهم والذين قتُلوا في المنطقة الخضراء من قبل ” الطرف الثالث ” ، ذلك الطرف الخفي والمجهول حتى الآن ولكن المعروف جيدا في الوقت نفسه ، وهم نفس عناصر ” الطرف الثالث ” والملثم ” السابق ” الذين قتلوا وجرحوا آلافا من المتظاهرين التشرينيين المطالبين بالخبز والعمل ومكافحة الفساد ، وهو الأمر ــ أي طلب الحداد رغم مشروعيته الاجتماعية و الإنسانية ــ قد أثار استغرابي ، وربما استغراب غيري أيضا ، إذ كان يجب أن يكون هذا الطلب مرّكزا و مقتصرا ــ حصريا و بإصرار مستميت ـــ على تشكيل لجنة تقصي الحقائق من قبل لجنة برلمانية محايدة و تحت إشراف رئيس الحكومة نفسه مع مراقب صدري ــ لكشف عن تلك العناصر المسلحة التي أطلقت الذخيرة الحيّة على المتظاهرين ، إضافة إلى إطلاق صواريخ فتاكة و غير ذلك ، من وسائل متفجرات قاتلة ــ طبعا بنوايا معتمدة ــ فضلا عن عملية إعدام جماعية جرت في المنطقة الخضراء ـــ مثلما قرأنا أو سمعنا عن ذلك مرارا في ذلك اليوم الدموي والدامي في آن واحد ..
كتبنا كل هذا تمهيدا وتهيئة لطرح السؤال الواقعي و المشروع التالي :
ــ أليس عدم المطالبة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق من قبل الزعيم الصدري هو ضرب من السكوت أو القبول بمثل هذه المجزرة الرهيبة التي راحت ضحيتها أكثر من ثلاثين قتيلا ؟ ، كأمر واقع ومسلم به رغما …
بل …
ـــ وهل فعلا و إلى هذا الدرجة ، ليس لهؤلاء الضحايا المقتولين و المغدروين من قيمة بشرية تُذكر ، بحيث يُقتلون و يُعدمون هكذا وبكل بساطة ، كما لو كانوا عبارة عن جحافل من ذباب أو بعوض ؟..,
ــــ وإلى متى ستستمر آلة و ماكنة قتل العراقيين أفرادا أو بشكل جماعي ، وعبر سلسلة مجازر بلا نهاية ، كل ذلك من أجل ضمان الكراسي المخملية والزعامة الفخفخة لأصحاب العيون الوسيعة والكروش الضخمة والعريضة لزعماء الصدفة اللعينة ؟!..
علما أن الصدريين يشعرون الآن من خلال مسامات جلودهم المتألمة و قلوبهم المتوجعة ، نفس الإحساس المتفجع و المؤلم الذي شعر به الضحايا التشرينيون وأهاليهم ، عندما تعرضوا لنفس المجازر التي اشترك بها ــ نسبيا ــ مقتدى الصدر نفسه ” بجرة أذن ــ حسب تعبيره و تصريحه التلفزيوني ــ ” والتي نفذها أصحاب القبعات الزرق المسلحين بالأسلحة والسكاكين ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here