ألعراق زائل:

ألعراق مع أكثر من 10 دول أخرى ستزول من الخارطة كحقائق علمية و تأريخية و منطقية .. و ليس هذا مجرد كلام أكاديمي من غرف الدراسات بل يأتي وفقاً السنن الكونية و القوانين العلميّة التي تؤكد زوال الدول و الحكومات و كما نشهده في الوضع العراقي فأنّ العراق مرشح الآن لذلك بكل المواصفات و بات حتمياً زواله لأسباب علمية و شرعية و تأريخية, و قد نبهنا منذ سقوط صدام بل قبله لهذه النتيجة المرّة .. لكن إنخفاض الثقافة و الوعي الفكري و ضموره هو السبب الذي أوصل العراق لهذه النتيجة بحسب القوانين ألعلمية – الكونية..

فقوانين المحصلات الفيزيائية تبرهن بأنّ القوى المتعاكسة حاصلها صفر أو يقترب من الصفر .. و هذا مشهود في المكونات و القوميات و المذاهب و الأحزاب التي تتبناها القوى في الساحة العراقية كما بعض البلدان الأخرى المرشحة للزوال بحسب دراسات و تحقيقات معمقة!

و قوانين نيوتن أيضا التي تخص الحركة و الأستمرارية تؤكد ذلك .. فآلكرة العراقية السياسية إنطلقت بقوة بضربة أمريكية هادفة و تدحرجت حتى بدأت سرعتها تقل لتصل الآن إلى آلصفر .. لتؤكد زوال العراق ..

و هكذا من الناحية التأريخية و التجارب التي أكدها العلماء و منهم إبن خلدون و ول ديورانت و أمثالهم بكون الدول تتعاظم و تصبح إمبراطوريات ثم تنهدم بحسب السنن التأريخية ..

سبقهم جميعا بذلك الأمام علي (ع) الذي أشار لأسباب إنهيار و سقوط الدول .. منذ 15 قرناً لأربعة أسباب و كما بينا التفاصيل في فلسفتنا الكونية صعود الأراذل و تأخير الأفاضل والعمل بآلفروع و ترك الأصول, و كذلك ما ورد عن آلرّسول محمد(ص) بشأن تصدي المفلسين للحكم و كما حدث في العراق .. قوله(ص) بهذا الشأن:
[ ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قط وفيهم مَنْ هو أعلم منه إلّا لَم يَزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا ].
المصدر : بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ١٠ – الصفحة ١٤٣, و أكدّ صحة سنده آية الله ألرّيشهري وغيره.

و هكذا الشرع يؤكّد بوضوح معادلة الزوال الحتميّ للدّول و الحكومات المتحاصصة و الدكتاتورية الظالمة و حتى للأمم التي لا تعتبر و لا تعطي الأولوية للعلم و التأريخ و الشرع و العدالة في الحكم .. خصوصاً حين يتقدم ألأراذل و الجّهلاء و المتحاصصون لتحقيق المنفعة السريعة و الحصول على المناصب و المقاعد و السلطات و تأخير الأفاضل و أهل العلم و الفلاسفة, و تلك أسباب طبيعي لزوال الدول .. و هذا ما نشهده في العراق تفصيلاً .. فآلذين تصدوا لرئاسة الحكومة و البرلمان و الجمهورية و توابعها من الوزارات و المسؤوليين و المحافظين و المدراء لم يكونوا ليس فقط مؤهلين بل كانوا فاسدين و تسببوا بسرقة الناس و إيصال العراق لنقطة الصفر بل دون الصفر ..

فعلى وفق قانون الاستمرارية لنيوتن عندما نقوم بركل كرة بقوة فإنها تستمر بالتحرك و بسرعة ثم تأخذ بالتناقص التدريجي حتى تنخفض سرعتها الى الصفر أخيراً, و هكذا الأحداث و الوقائع الطبيعية.

فعند قيام الامريكان بدفع و ضرب نظام الحكم البعثي في العراق بقوة ؛ فقد بقي مستمراً بالتناقص مع الزمن ، حتى وصل بعد عقدين تقريباً الى نقطة الصفر وهو أساسا أي النظام كان يعاني الزوال لأسباب ذاتيه و معرفية أكملت حلقة البلاء عليه.

وهذه حقيقة لا تخفى على كل مراقب للعملية السياسية في العراق فهي الان في مرحلة الاحتضار فلا الحوار ولا مجلس النواب ولا الميليشيات ولا الجارة الشرقية و لا الغربية قادرة على ايقاف التدهور .. و منع وصول الحال الى حد الصفر .

حيث ان الشعب اصيب بخيبة امل كبيرة بنظام الحكم الديموقراطي الملون إسلامياً و الذي كان يصبوا اليه ، عندما تمّ تفريغه من محتواه نتيجة تحريف الدستور و شراء الرؤوس بآلأموال و الرواتب الخيالية، وتشريع القوانين التي تخدم سلطة الاحزاب الفاسدة . ونهب خيرات البلد.. و بعد تقاسم موارد العراق الضخمة تمّ القضاء على الصناعة ثم التعليم والصحة و الأستثمار و إفلاس الخزينة.

و إضعاف الدولة حدّ تمكين الدول من التدخل بالشؤون الداخلية بسهولة و يسر و إحتلال أراضينا و مائنا حتى فقد العراق استقلاله وسيادته.

إنها عملية ممنهجة لتدمير الدولة والبنى التحتية لها و إعاقة الشعب كله بشتى الوسائل المتاحة الطبيعية و الصناعية، مما جعل قطاعات واسعة منه تحت خط الفقر, حيث وصل عددهم لأكثر من 10 مليون بآلاضافة إلى 3 مليون بحاجة إلى إسعاف فوري، مع تفشي الأمية الفكرية و الثقافية و العلمية والبطالة ، و مارافقها من تعاطي المخدرات وانتشار العصابات المنظمة والقضاء على الثقافة والعلوم والفنون, و كذلك اهمال مصادر الثروة المائية حتى تجاسرت دول الجوار على قطع الانهار والجداول .

وعمت الفوضى بعد تكريس البعد و الحس الطائفي و القومي و العشائري والحزبي واتباع سياسة تكميم الأفواه ومصادرة حرية التعبير ، واغتيال المعارضين وقمع الاحتجاجات، مع عجز القضاء على توفير الحماية و العدالة و تنفيذ الأحكام, بحيث أصبح الفساد و السقوط الأخلاقي جزءًا لا يتجزأ من النظام السياسي في ظاهرة غير مسبوقة ، ممّا جعل آلعراق من بين أكثر دول العالم فساداً و تخلفاً.

فالطبقة السياسية تحولت الى مجاميع من المافيات تحرسها ميليشيات خاصة تتولى عمليات النهب المنظم , اما الخلافات الحزبية فقد
وصلت حدّ كسر العظم واصبح النظام على حافة الهاوية ، بعد ان انهارت كل محاولات اصلاح النظام من الداخل وانتهت الترقيعات والفتاوى والقرارات القضائية و حتى الشرعية لم تعد لها مكانة في قلوب المقلدين بعد ما رؤوا تسيس ألدّين من قبل حماته للمنافع الخاصة و المذهبية حتى إنقسم الشعب برمته لعدة تيارات ولائية و قومية ، وانكشفت ألاعيب قادة الأحزاب و مرتزقتهم و بعض مراجعهم فأخذوا يدورون في حلقة مفرغة لا نهاية لها ، ولم نجد فيهم رجل مؤمن رشيد يقدّم مصلحة الأمة على مصالحه الخاصة و الحزبية و حتى العائلية لتدارك الوضع وانتشال الوطن من بؤر الفساد والتخلف والعمالة, لهذا فأن زوال العراق بات حتمياً .. هذا إن لم يكن قد أزيل ثقافياً و حضارياً و من الجذور منذ أن سنت الأحزاب و الكتل الدساتير الوضعية و القوانين النفعية لصالح كتلهم و أحزابهم و عشائرهم دون مصلحة الشعب و الأمة و النفع العام, و الحلّ في تطبيق مبادئ الفلسفة الكونية العزيزية التي بيّنا تفاصيلها بسلاسة و وضوح عبر مجموعة من المؤلفات الكونية للعارف الحكيم عزيز حميد مجيد على الرابط أدناه:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A-pdf

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here