البعض من أصحاب العمائم يعتبرون الصراع بين الظالم والمظلوم فوضى ويدعون للسكوت على الفساد!

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

عندما يتم استغلال الدين من اجل المصالح الشخصية او الحزبية فأن ذلك الدين يصبح اخطر من العدو الحقيقي. ونفس الحال ينطبق عندما يكون منظري الدين والداعين له من الجهلة والمتطرفين ومحدودي الذكاء. هؤلاء يشكلون خطرا محدقا بالمجتمع خاصة اذا كان هذا المجتمع يستخدم عاطفته وليس عقله عند استماعه لمحاضرات أمثال هذه النماذج الضحلة والتي لا تتمتع بالمسؤولية كما ينبغي تجاه الاخرين وتجاه الدين والوطن. وقد اثبتت الدراسات والتجارب عند جميع الشعوب وفي جميع الأزمنة ان الدين عندما يتم زجه في الأحزاب الدينية تصبح تلك الأحزاب متطرفة وتدعو للتطرف والفساد وقد سميت في اوربا باحزاب اليمين المتطرف واصبح ما يماثلها من أحزاب في البلدان الإسلامية والعربية و في العراق خير مثال على ذلك من الأحزاب الدينية كافة. ولابد هنا من الإشارة الى ان الديانات كلها بما فيها الدين الإسلامي قد جاءت بمفاهيم أخلاقية عبادية لجميع البشر وليس لتكوين أحزاب باسم هذا الدين او ذاك.

قبل اكثر من خمسين سنة لم يكن ميسورا للإنسان ان يطلع بسهولة على المعلومات التي يمكن ان يطلع عليها اليوم بشكل هائل وسريع وهو جالس في بيته او على قاعة الطريق او وهو في رحلة ما وحتى في مكان عمله ونومه وغير ذلك. اصبح الجميع مكشوفون ولم يعد بإمكان شخص يمتهن الدين ان يمرر ما يريد بسهولة كما واصبح الضوء يسلط بسرعة على هؤلاء ويتم عزلهم ان هم فشلوا او اساءوا. وليس هناك فرق بين من يتبوأ ما يسمى بمنزلة تعتبر بنظر العديد مرموقة وبين الذين هم اقل منزلة من الملالي. هؤلاء كلهم قد يسيء للدين والمذهب الذي هو فيه بشكل متعمد او غير متعمد بجهله وتطرفه ومحدودية ذكائه. وقد خرج علينا العديد من هذه النماذج وقسم كبير منهم يتبوؤون مواقع تعتبر (مرموقة) او حتى عليا قد خرجوا بعد الاحداث الأخيرة في العراق ليبرروا السكوت على الظلم والفساد على انه افضل من الفوضى! هؤلاء يعتبرون الخروج ضد الظلم والطغيان والفساد والتبعية وخيانة الوطن والمطالبة باسترداد الحقوق على انها فوضى! وقد يعود السبب الى انهم هم المستفيدون من هذا الفساد فيصورون للناس وبواسطة (العمامة) التي يرتدونها بان الدين والمذهب مع حاكم فاسد وفاشل وحرامي وتابع لدولة أخرى وليس مع الخروج ضد أفعال هذا الحاكم! ومن المعيب انهم يعتبرون الصراع بين الباطل والحق هو فوضى والحرب بين الظالم والمظلوم هو فوضى والمواجهة لاسترداد سيادة الوطن المسلوبة وارادته المقهورة هي فوضى. هكذا هم مع الفساد وضد الفوضى التي هي افسد حسب ما يرونه من وراء العمامة. انهم اخطر على الدين والوطن والمجتمع من العدو المعروف ومن يدري فقد يكونوا قد جندتهم الصهيونية من حيث يشعرون ومن حيث لايشعرون كما جندت قبلهم داعش واخواتها. اليست تلك العمائم (البعض منها طبعا) هي التي استقبلت المجرم بوش وبول بريمر ورحبت بهما ايما ترحيب بل وتعاونت معهم في احتلال العراق واسقاط دولته وتسليمها بيد الاخرين؟ وهؤلاء هم انفسهم كانوا يؤيدون بل ويعملون على احداث الفوضى في العراق أيام النظام السابق ويعتبرونه واجب ديني بل ويسمونه نظام كافر والاسوأ من ذلك انهم كانوا يقاتلون ضد بلدهم مع العدو الفارسي اثناء الحرب وهم الذين جاءوا مع الدبابات الامريكية الصهيونية التي تسببت بمجيء هذا الفساد والفشل والتبعية فهم من جاء بالفساد وهم اليوم يدعون الناس للسكوت عليه فهل فهمت الاشارة؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here