دور الكفاءات في الدول المتطورة

دولة مثل الصين على سبيل المثال أعادت معظم علماءها في الدول المتقدمة مثل أميركا وبريطانيا واوربا وروسيا ودفعت لهم اموالا طائلة واستثمرتهم بشكل مثير في الصين نفسها، كما عملت على توظيف علماء آخرين من غير الصينيين لدعم تطورها السريع ، وبهذا تحولت الصين من بلد طارد لكفاءاته إلى بلد حاضن لهم وبسرعة فائقة تحولت من دولة متخلفة وفقيرة الى دولة عظمى ثرية .

بينما جميع البلدان التي تطرد كفاءاتها العلمية وكوادرها المتخصصة واثرياءها والموجودين خارچ اوطانهم هي في خانة البلدان المتخلفة ، مثل العراق ومصر وليبيا ودول الخليج وتركيا وسوريا على سبيل المثال .

العراق مثلا يسمي كفاءاته العلمية المتواجدة في الدول المتقدمة بمزدوجي الجنسية ويرفض التعامل معهم او حتى عودتهم إلى وطنهم.

اكثر من خمسة آلاف طبيب موجودون ويعملون باخلاص وكفاءة عالية في بريطانيا وحدها على سبيل المثال ، وعدد هائل يضاف لهم من المهندسين والاداريين من ذوي الاختصاصات الدقيقة ، لا يوجد أي سبيل أو ستراتيجية أو رؤى سياسية لدعم عودتهم للتفاعل والاندماج في وطنهم وهذا الكلام ينطبق على إقليم كردستان أيضا.

ان استبدال كوادر الكفاءات الداخلية أو الخارجية في منظومة الحكم بأشخاص فاسدين أو مزورين أو عديمي الخبرة والكفاءة هو دليل على الانحدار السريع للدولة وتفككها وانحلال القيم والاخلاق فيها بشكل مخيف .

أن مقارنة شخصيات اكاديمية غير فعالة أو من تشويهم صفات الجشع والاحتيال وحتى تزوير شهاداتهم أو خضوعهم لتيارات دينية متخلفة أو مؤدجلة بشكل مشوه لا تمثل طموح الدول التي ترغب بالنهوض .

عدم عودة الكفاءات النوعية المتخصصة عامل مهم من كثير من العوامل الاخرى التي تديم أو تزيد أو تسارع من تخلف وتراجع الدولة بشكل كبير وسريع.

د. ضياء السورملي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here