هل خسر مقتدى الصدر الجولة الأولى من المنازلة بينه و بين نوري المالكي ؟

بقلم مهدي قاسم

يبدو تطورات الأحداث الدامية الأخيرة التي جرت في المنطقة الخضراء بين أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر و أنصار ” الإطار ” بقيادة نوري المالكي الخصم السياسي اللدود لمقتدى الصدر ، قد انتهت ـ” كمنازلة “غير مباشرة بين الصدر والمالكي ، نقول قد انتهت لصالح أزلام النظام الإيراني بنقاط و ضربات جزاء دموية تحت الحزام ..

فبقدر ما ازدادت الميليشيات الداعمة للمالكي شراسة ووحشية في إطلاق النار والصواريخ ضد الجماهير الصدرية المتظاهرة داخل المنطقة الخضراء ، تصاعدت بالتزامن ، نسبة أعداد القتلى من بين صفوف أتباع الصدر، إلى حد أخذ كثير منهم يتراجع متقهقرا أو هاربا من كثافة النيران الموجهة ضدهم بقصد القتل والتصفية ، الأمر الذي حدا بمقتدى الصدر إلى إصدار أوامره لأتباعه بالانسحاب الفوري في غضون أقصر وقت ممكن ..

و أن كانت هناك مزاعم أدعت بوجودة مناشدات له من ” شخصيات عامة ” للتدخل وإنقاذ العراق من حرب أهلية ..

ومن المؤكد ــ ضمن هذا هذا السياق ــ أن الجماهير الصدرية المنسحبة هروبا و نازفة مهزومة من المنطقة الخضراء بناء على أمر ” القائد ” قد شعرت بإحباط و بهزيمة وهي تلوذ بالفرار من أمام أنصار والمالكي الذي يبدو أن فصائل ” حشدية ” وميليشيات أخرى متواجدة في المنطقة الخضراء قد اشتركت في إطلاق النار المكثف على أتباع مقتدى الصدر..

وما يؤكد هذا الاستنتاج هو عودة جماعة “الإطار ” إلى ترشيح محمد شياع لتشكيل حكومة عراقية جديدة بالرغم من علمهم الجيد أن مقتدى ضد هذا الترشيح وبقوة ، وإن عملية طرح هذا الترشيح مجددا يدل على شعور المالكي بقوة و بنصف انتصار على الأقل على مقتدى الصدر وأتباعه .

وما لفت نظري هو سكوت أغلبية كتّاب وكتبة من أنصار أحزاب سلطة الفساد وذيول النظام الإيراني عن مجزرة المنطقة الخضراء التي تعرض لها أتباع مقتدى الصدر سكوتا ــ كصمت قبور ــ وأن كان بعضا قليلا منهم قد علق بشكل خجول وباهت مقصود ، في الوقت الذي كتبوا فيه عشرات مقالات ، وأحيانا شبه يومية تحريضا على قتل المتظاهرين التشرينيين، بل و استحسانا بعملية قتلهم ، بالرغم من أن غالبية هؤلاء المتظاهرين كانوا من فقراء أهل الجنوب ، و قد قاموا هؤلاء الكتبة باتهام البعثيين والوهابيين بالوقوف وراء عمليات القتل الجماعية تلك للمتظاهرين ؟!!

..

بالطبع نحن نفهم الموقف المحرج لهؤلاء الكتبة من أصحاب شخابيط رديئة وركيكة ،و الذين وجدوا أنفسهم فيه الآن إذ :

ـــ إذ كيف يمكن اتهام المليشيات الإيرانية وبعض من قوات الحشد الداعمة “للإطار ” ونوري المالكي تحديدا ، بالبعثية والوهابية من جراء قتلهم لأتباع التيار الصدري؟..

وهم يطلقون ذخيرة حيّة وكثيفة على جماهير التيار الصدري ليقتلوا منهم ما يقارب ثلاثين شخصا ، فضلا عن إصابة مئات آخرين أيضا ؟ ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here