المرجع الخالصي يؤكد على ضرورة التغيير الجوهري والكلي للعملية السياسية من خلال تشكيل حكومة مهنية من قبل الكفاءات

قال المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 12 صفر الخير 1444هـ الموافق لـ 9 أيلول 2022م: ان زيارة أربعين الامام الحسين (ع) لها الدور المهم في تصعيد روح الفداء والايمان وخصوصاً فيما يتعلق بالقضايا المقدسة الكبرى كقضية فلسطين وقضية تحرير العراق من سيطرة القوى الظالمة والفاسدة المفروضة على هذا الشعب، فلقد ثار الحسين (ع) على يزيد لفسقه وفجوره وعدم التزامه بالحق، فكيف يسكت البعض او يداهن او يعايش الجهات التي تدعو إلى الكفر والالحاد، ولقد غزانا الكفر والالحاد والفساد والانحراف والشذوذ وغير ذلك من القضايا.

وأضاف: ان الهدف من احياء قضية الامام الحسين (ع) والتأكيد على ثوابت ثورته العظيمة هو هدف ديني وايماني واضح، ولكنه في نفس الوقت يصب سياسياً في مصلحة الامة كله، داعياً الى ان تكون زيارة أربعين الإمام الحسين (ع) زيارة ذات بعد فكري وعقائدي وايماني سليم.

وبيّن ان من اهم مظاهر زيارة الأربعين هو التحشيد والاجتماع العالمي وتعاون المسلمين حول مبادئ الإسلام الكبرى ومنها قضية احياء ثورة الإمام الحسين (ع) لتحقيق الهدف الذي يوصلهم إلى العزة وإلى النهوض.

وأكد على ان الترحيب بالزائرين الوافدين خلق انساني نبيل وشعبي معروف عند أهلنا في العراق في كل الظروف والأحوال وخصوصاً في هذه المناسبات المباركة مع مراعاة كل الظروف الأخرى التنظيمية والأمنية والخدمية وغيرها، داعياً أصحاب الاصوات التي تُثير التعصب او التمييز في زيارة الأربعين إلى ان تكون أكثر انضباطا ووعياً إذا كانت تنتمي إلى هذه الامة، لافتاً إلى ان الاصوات التي تدعو إلى الترحيب بهم يجب ان تكون أكثر انفتاحاً باعتبار ان هذا العمل عملاً يمس الامة الإسلامية ككل والإنسانية بشكل عام. فيما حذّر سماحته من اتخاذ هذه المناسبات منطلقاً لثارات قد تتسم بالطائفية أو الفئوية او بمحاولة استغلال المناسبة لتحقيق نتائج او نقاط في الصراعات التي تجري في المنطقة السياسية وغيرها.

وفي السياق ذاته دعا سماحته زوّار الأربعين إلى زيادة الاندماج والانضباط والوعي الكامل في خطة عمل واحدة لكي لا تكون هنالك آراء واجتهادات من هنا وهناك، وخصوصاً إخواننا وابناءنا في موكب شباب الخالصي؛ فعليهم ان يذهبوا إلى زيارة الأربعين مع الالتزام بخطة العمل الواضحة التي اكدنا عليها سابقاً ونؤكد عليها اليوم خصوصاً المساهمة في خدمة الزوار في مراكز الإيواء والمشاركة الفاعلة في نشاط الموكب الكبير في نهار يوم الأربعين.

على الشعب العراقي وشعوب المنطقة ان تندمج مع بعضها وتتواصل وتتقارب وتواجه الخطة المعادية التي يراد فيها الحرب على هذا الدين وعلى هذا البلد.

وفي الشأن السياسي الداخلي قال المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله): انطلاقاً من ثورة الامام الحسين (ع) التي ارادها ان تكون ثورة إسلامية وأن تكون منطلق النهضة لإعادة العمل بالإسلام وإقامة حكم الإسلام على نهج النبوة كما فعل النبي (ص)، فعلى الشعب العراقي وشعوب المنطقة ان يخطو هذه الخطوة بشكل صادق ومؤكد وصريح؛ وان يؤكدوا بأن احياء ذكرى ثورة الحسين (ع) هو لتطبيق احكام الإسلام في الأرض وفي بلادنا، وانهم يرفضون كل الاحكام الجائرة او المستوردة التي جاءت من قوى الشرك والكفر والعدوان.

ولفت سماحته إلى من أصدق هذه القضايا قضية الدستور المفروض الذي يذكر فيه ان الدين الرسمي للدولة هو الإسلام والدولة لا تخالف احكام الإسلام، ولكن في نفس الوقت وتحت شعار الديمقراطية التي وردت يسمحون بنشر الفجور وفتح حانات الخمور ومراكز القمار إضافة إلى الفساد الذي يدمر المجتمع من الداخل والسلب والنهب والسرقات التي أضحت حديث الناس وأصبحت مكشوفة للجميع.

وأكد على ان لا حل لما يمر به البلد إلا بإحداث التغيير الجوهري او التغيير الكلي، ويبدأ هذا التغيير بتشكيل قوى او مركز اداري يدير هذا الصراع ينتج منه فرع مهم ليتبنى ما يأتي:

1)    تشكيل حكومة مهنية من قبل الكفاءات (حكومة انقاذ وطني) لإدارة المرحلة الانتقالية حتى تحقيق الانتخابات القادمة مع تغيير مفوضية الانتخابات وقانونها.

2)    إيقاف العمل بالدستور الذي وُضِع في غفلة من الزمن ورغم انف الشعب العراقي، وكتابة دستور جديد من اهل الاختصاص وبأيادي عراقية ودون أي تدخل خارجي.

3)    الإعلان وبشكل رسمي عن وفاة البرلمان لأنه منحل اصلاً ولا دور له.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here