رأيي في دعوة الصدر الى حلفائه الانسحاب من البرلمان

بصرف النظر عن الطريقة التي يدير بها السيد مقتدى لعبة الصراع مع خصومه الاطاريين وكثرة (وتزايد) الطعون والتحفظات حيالها، وتركيزا على نتائج هذه الدعوة (لا على خلفياتها ومقدماتها مثار الجدل) فان خارطة المواقف والحظوظ تشير الى ما يلي:

1

موقف البارتي والسيادة واضح منذ البداية انهما يخضِعان مستقبل البرلمان الى معايير الفائدة التي يجنيانها (هما) من الحل او الاستمرار.. وقد ارسلا (منذ انسحاب الصدريين من المجلس) اشارات واضحة انهما لا يحبذان الحل، وعبرا عن ذلك بطرق تتسم بالمناورة واللعب باعصاب الاطاريين.

2

رفعت دعوة الصدر الجديدة من مناسيب قوة وحظوظ حلفائه الذين يتمسكون باحترام الاتفاقات المبكرة مع التيار الصدري، ولم يغلقوا ابواب الحوار مع الاطاريين.

3

مقابل ذلك اربكت دعوة الصدر (اعلاه) تحالف الاطار التنسيقي، لأنه وقع في كماشة استرضاء البارتي والسيادة معا كطريق وحيد لإنقاذ البرلمان وعقد جلساته وتشكيل الحكومة، ومطلوب منه (الآن) تقديم تنازلات سياسية قاسية (فضلا عن قطرات الحياء) لكل من مسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي، والمشكلة، ان احزاب وزعامات الاطار مختلفون ازاء نوع ومدى وسقف تلك التنازلات.

4

عززت دعوة الصدر هذه الشكوك في ثبات المواقف التي يتخذها، وزادت من تردد الكثير من القوى (وبخاصة المدنية) في الانخراط بمشروعه الاصلاحي الذي يقوم على معارضة التوافقية والمحاصصة.

5

اتوقع فشل محاولات الاطاريين وحلفائهم في استدراج الصدر الى صفقة، والفشل في عقد جلسة البرلمان، والفشل في تشكيل حكومة برئاسة السوداني.. ولكي ينجحوا يحتاجون الى معجزة.

عبدالمنعم الاعسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here