بمناسبة زيارة اربعين الحسين عليه السلام: الفرق بين النظام السابق والحالي (ح 3)

الدكتور فاضل حسن شريف

تصريح الشيخ الطنطاوي شيخ الأزهر حين أجاب عن رأيه بالحسين عليه السلام حيث أجاب الطنطاوي مستغربا (من أنا حتى أقيَم الحسين وقد أجمع كل المسلمين على الحديث النبوي الشريف (حسين مني وأنا من حسين)، أما ثانيا فامه فاطمة ولدته عنده المغرب وتوضأت وصلت العشاء وهي الموصوفة بالبتول لأنها طاهر مطهره، أما ثالثا فجده النبي وجدته خديجة الكبرى وأبوه علي ابن ابي طالب، وهناك ما اود ذكره في هذا المقام وهي احدى الكرامات العظيمة التي حصلت في مصر وعند مقام رأس سيدنا الحسين حيث شوهد رجل وهو يقبل الشباك فسؤل عن تصرفه هذا لأنه في غير المحبب والمستهجن لدى الكثير من الناس في مصر فقال إني فاعل كما فعل الرسول الان حيث وجدته يقبل الشباك). يقول الباحث السيد أنطوان بارا، في بحثه (الحسين في الفكر المسيحي) ما خلاصته: (لم يسجل التاريخ شبيها لاستشهاد الحسين في كربلاء). السيد أنطوان بارا يؤكد حقيقة تجلت له، جسدها بقوله: (فقد كان الحسين عليه السلام شمعة الإسلام، أضاءت ممثلة ضمير الأديان الى أبد الدهور).

روى الواقدي وابن اسحاق وغيرهما من المؤرخين: أن جماعة من أهل المدينة وفدوا على يزيد سنة اثنتين وستين بعد ما قتل الحسين عليه السلام فرأوه يشرب الخمر ويلعب بالطنابير و الكلاب فلما عادوا الى المدينة أظهروا سبه وخلعوه و طردوا عامله عثمان بن محمد بن أبي سفيان وقالوا لأهل المدينة: قدمنا من عند رجل لا دين له يسكر ويدع الصلاة و ينكح الأمهات وبايعوا عبد الله بن حنظلة الغسيل فكان حنظلة يقول: يا قوم والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء فأرسل اليهم يزيد المجرم مسلم بن عقبة المري فدخل المدينة وأباحها لجيشه ثلاثة أيام يسفكون الدماء ويعبثون بالإماء فأفتض فيها ألف عذراء من بنات المهاجرين والأنصار كما نص على ذلك السيوطي في تاريخ الخلفاء والشبراوي في الاتحاف، وقتل يومئذُ من المهاجرين والانصار وأبناؤهم وسائر المسلمين أكثر من عشرة آلاف كما في الامامة والسياسة لأبن قتيبة الدينوري وغيره من التواريخ. فروي: (وقتل من النساء و الصبيان عدد كثير وكان الجندي يأخذ برجل الرضيع فيجذبه من أمه ويضرب به الحائط فينشر دماءه على الأرض وأمه تنظر إليه)، فهل شهد التاريخ مثل هذه الوحشية؟. أما لهوه واستهتاره فينقل ابن الطقطقي في الآداب السلطانية فصل 1 ص 38 والفخري في تاريخه ص 45 هذه الرواية: (كان يزيد بن معاوية كلفاً بالصيد لاهياً به و كان يلبس في الصيد الاساور من الذهب و الجلاجل المنسوجة منه و يهب لكل كلب عبداً يخدمه). وقال الذهبي في سيرة النبلاء: (كان يزيد بن معاوية ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً يتناول المسكر ويفعل المنكر أفتتح دولته بقتل الحسين الشهيد وختمها بوقعة الحرة فمقته الناس ولم يبارك في عمره).

جاء في موقع شبكة الكفيل العالمية: مسيرة الأربعين وما يعترضها: في كل عام تنطلق المسيرة الحسينية من كل انحاء العراق صوب كربلاء لتجديد العهد مع سيد الشهداء عليه السلام واخيه ابي الفضل العباس عليه السلام بمواصلة الدرب والمسيرة والثبات على ذلك النهج الثائر من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل ومحاربة كل من يريد تزييف الدين وتحريف أحكامه، أو التسلط على رقاب الناس. لذا كانت هذه المسيرة الحسينية الكبرى هدفا للطغاة في محاربتها والوقوف ضدها، ولم نر على مر الدهور طاغوتا حارب تلك المسيرة كما حاربها المقبور صدام, فقد عمل بكل جهده على مدى خمساً وثلاثين عاما من أجل اسدال الستار على تلك المسيرة الخالدة، فاستعمل كافة الوسائل واتبع شتى الطرق، فاشغل الامة بالحروب الجانبية وباستخدامه سياسة تكميم الأفواه وتحويل العراق الى سجن كبير. بل ابتكر في اواخر ايامه ظاهرة الاعراس الجماعية في يوم العاشر من المحرم، في مسعى منه لاسقاط هيبة عاشوراء في قلوب ونفوس الناس. انتفاضة صفر 1977 في كربلاء: ولكن الامة لم تأبى ذلك فجاءت انتفاضة صفر عام 1977 لتكون انتفاضة شعب حسيني ثائر بوجه نظام يزيدي كافر, جاءت تلك الانتفاضة لتجديد الروح العاشورائية والتضحيات الكربلائية فانطلقت الأمة شاهرة سيوفها بوجه الحكم العفلقي الاستبدادي الجائر متجاهلين ذواتهم ومصالحهم ومتخلين عن أهوائهم وشهواتهم, هدفهم إعلاء كلمة الله وإحقاق الحق . فبدأت المواجهة الكبرى مع النظام البعثي الكافر حيث تحدّت الجماهير الحسينية الطائرات والدبابات والحديد والنار, بدروع بشرية ليعلنوا بداية انتفاضة حسينية اسلامية كبرى. فانتفاضة صفر أو انتفاضة الأربعين هي انتفاضة في العراق قام بها الشيعة العراقيون نتيجة منعهم من السير إلى كربلاء في ذكرى الاربعين عام 1977م / 1397 هـ.

في بريطانيا، فإن أول مجلس عزاء حسيني أقيم هناك كان في العام 1962 وذلك في حي ريجنت موسك القديم. ويذكر أن أول من قرأ واقعة الطف هو البريطاني عبد الله لبنس هوبت، الذي كان كولونيلاً في الجيش البريطاني وعاش في العراق لمدة خمس سنوات. وفي أثناء إقامته هناك تعرف على مراسم العزاء الحسيني التي كانت تقام في المدن العراقية. ولاحظ أن كثيراً من الشيعة يذهبون لزيارة المشاهد المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية، مما أثار حب الاستطلاع لديه، الأمر الذي دفعه لدراسة الإسلام، وانتهى إلى اعتناقه على المذهب الأمامي الإثني عشري، ولذلك عندما عاد إلى بريطانيا حرص على إقامة هذه المجالس وكان أول من قرأ رواية مصرع الحسين في العاصمة البريطانية. وتقام في لندن سنوياً مسيرة حسينية في اليوم العاشر من المحرم وتنطلق من الهايد بارك وتنتهي بالمجمع الإسلامي، ترفع خلالها الأعلام والرايات السود التي تعبر عن الحزن في هذه المناسبة. ومن المثير للانتباه قيام احتفالات وطقوس بيوم عاشوراء في جزر الكاريبي. فقد نشر الصحفي بهجت منصور ريبورتاجاً حول يوم عاشوراء هناك.. ففي مدينة بورت أوسباني عاصمة جزيرة ترينداد في البحر الكاريبي قرب كوبا، يقوم المسلمون كل عام بإعداد هودج كبير مطعم بالذهب والفضة وملون بألوان زاهية، ويحملونه في مسيرة كبيرة يوم عاشوراء، حيث يشارك في تلك الاحتفالات كثير من الهنود مع الكاريبيين. ويسير الجمهور المحتشد وراء الهودج تحف بهم الطبول والآلات الموسيقية، وهي تعزف أنغاماً حزينة وتطوف شوارع العاصمة. وينتهي الموكب بهتافات المحتفلين بحياة الحسين ثم إلقاء الهودج في البحر لتحمله الأمواج الصاخبة إلى الأعماق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here