من غرائب الصدف والمحار الخالي والعقرب الاسود المزورك والشيعي واخيرا عراقي ؟؟؟

د. سمير ناجي الجنابي

في عام 2008 أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسلم مهمة السيطرة على الأمن تدريجيا إلى القوات العراقية. لكن الغضب على أمريكا ظل شديدا. وحاول المالكي في مؤتمر صحفي الدفاع عن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بدفع حذاء قذفه أحد الصحفيين العراقيين به.

أصبح المالكي معزولا سياسيا في 2010، بسبب شكوى السنة والأكراد من احتكاره السلطة. وعقب اندلاع التمرد الذي قاده مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في الشمال في 2014 واجه المالكي ضغطا متزايدا للتنحي عن منصبه.

*^*^*^نوري كامل العلي ..جواد المالكي . أول يهودي يحكم العراق أصل نسب نوري كامل المالكي اليهودية

الدليل على ان نوري المالكي يهودي الأصل*

**نوري كامل العلي، رئيس وزراء العراق، ( السابق   \\\||| مختار العصر وولي الرمم وملك الفقاعات والطركاعة والطراكيات والطائفي وصنيعة الامريكان ولافط الكيكة ) والمكلف عن كتلة الإئتلاف الشيعي الموحد، ولد في محافظة كربلاء قضاء الهندية – طوريج – قرية جناجه، عام 1950. غادر نوري كامل العلي العراق إلى جمهورية إيران وثم الى دمشق، وعاش فيها جل حياته وعاد إلى العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين على يد الاحتلال** *

ينحدر نوري كامل العلي من عائلة يهودية تشيعت حديثا. فهو بالإضافة إلى عائلته، هناك أربعة عوائل يهودية تشيعت حديثا وبقيت تقيم وتسكن في محافظة كربلاء – قضاء الهندية – ولم تهاجر إلى اسرائيل. حالها في ذلك كحال عشيرة ( الكريظات)، والتي تنتمي اليها هذه العوائل. و ( الكريظات)، نسبة إلى قبيلة بني قريظة اليهودية، والتي هاجرت من الجزيرة العربية إلى العراق وبلاد الشام واستوطنت في العراق،في المنطقة المحصورة ما بين مدينة الشوملي، التابعة إداريا الى محافظة بابل، وقضاء عفك التابع إداريا إلى محافظة

القادسية.. ثم توسعوا في نزوحهم شمالاً حتى وصلوا إلى مدينة الكفل، حيث مرقد نبيهم، نبي الله ذا الكفل)1).

حدثت منازعات بينهم وبين الأكثرية المسلمة، المقيمة في هذه المدينة التاريخية، والتابعه إداريا إلى محافظة بابل. ورفع أمر هذه المنازعات إلى مقام دولة الباب العالي في إستنبول. والذي أمر بعائدية بعض الأضرحة إلى الأقلية اليهودية، والبعض الآخر إلى الأكثرية المسلمة فحدثت غصة في قلوب الأكثرية المسلمة، من نتائج هذا التحكيم،باعتباره أنه كان متحيزا لصالح الأقلية اليهودية.. فحدثت مناوشات بين الطرفين، وحدثت نزاعات في شوارع وأزقة المدينة الضيقة. مما اضطر الأقلية اليهودية إلى الهجرة إلى المدن العراقية الأخرى، كبغداد والحلة والموصل. واتجهت مجموعة صغيرة منهم للإقامة في مدينة – طوريج – قضاء الهندية، الملاصق إداريا وجغرافيا من الناحية الشمالية الشرقية لمدينة الكفل..

ثم دارت دائرة الأحداث السياسية في العراق والمنطقة العربية بسرعة مذهلة.. فسقطت دولة الباب العالي في إستنبول وجاء دور الإنكليز، كقوة جديدة في المنطقة. وجاء معهم وعد بلفور، ثم قامت دولة اسرائيل عام 1948 م. وليهاجر بعد ذلك، أوهُجر اليها ، معظم يهود العراق.

لكن بقيت هناك بعض العوائل اليهودية، مقيمة في بعض المدن العراقية. مدينة طوريج – قضاء الهندية – لم تهاجر. ومن أشهر هذه العوائل هي عائلة السيد عبد الصاحب، والتي أنجبت المذيع والإعلامي اللامع، ورئيس قسم الأخبار في لتلفزيون العراقي، إبان فترة الثمانينات، الراحل رشدي عبد الصاحب. والعائلة الثانية، هي عائلة العلي، والتي أنجبت الملحن العراقي الشهير، صالح الكويتي، والذي هاجر، في خمسينيات القرن الماضي، إلى دولة الكويت. وأقام فيها فترة من الزمن، ثم حمل إسمها (الكويتي )، وعاد محملاً به إلى بلده العراق، ليصبح له فيما بعد إسماً ولقباً وشهرة. ثم زار مدينتة (طوريج) الزيارة الأخيرة، وودع أهله وذويه، وبعضا من معارفه واصدقائه. ومن هناك طار إلى إسرائيل، ليقضي فيها بقية حياته ويموت هناك… وصالح الكويتي هذا هو صاحب أجمل وأعذب الألحان العراقية التراثية. والتي تكاد لعذوبتها أن تكتب بماء الذهب. ومن أشهر هذه الأغاني هي أغنية – خدري الجاي خدريه – واغنية الأفندي الأفندي عيوني الأفندي وكذلك أغنية يا صياد السمج صدلي بنيه – والتي غنتها المطربة العراقية الراحلة صديقة الملاية.

وحقيقة أن إسمي العلمين – نوري وكامل – قليلا الإستعمال بين أهالي منطقة طوريج الريفية. والتي يغلب على أهلها الطابع الريفي في التسمي والتلقب. لكن هذين الإسمين، ينتشر إستعمالهما بكثرة بين أتباع ; الديانة الموسوية، وأتباع الأقليات العراقية الأخرى. فاليهود في العراق، حالهم كحال بقية الأقليات الإثنية العراقية الأخرى، كانوا ولا يزالون يتحاشون التسمي والتلقب بالأسماء والالقاب الإسلامية، لما لها من معنى ايديولوجي لديهم. فيما لو إستثنينا الأقلية اليزيدية المقيمة في شمال العراق.

حاليا لهذه العوائل اليهودية الخمسة المقيمة في قضاء الهندية ثقل اقتصادي، وسياسي كبير في القضاء والنواحي التابعة له. فمعامل الثلج ومعامل المعكرونة والشعرية تعود ملكيتها لهم. من الناحية السياسية، لديهم ثلاث ضباط كبار في الجيش العراقي.. وكان لديهم كذلك القيادي الكبير في حزب البعث العربي الإشتراكي – ضياء يحيى العلي – محافظ تكريت السابق، في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وشغل هذا العلي منصبا قياديا آخر، وهو أمين سر الفرع لحزب البعث في محافظة كربلاء، وقبلها كان يشغل أمانة سر الفرع لحزب البعث العربي الإشتراكي، فرع محافظة القادسية. أخيرا عمل في أمانة سر القطر لحزب البعث، أميناً عاماً للجنة الأمنية فيها.

ولست أدري لماذا لم تشمله قوانين لجنة إجتثاث البعث بقوانينها الإقصائية المجحفة، أسوة بالعرب السنة الآخرين. أهو ماضي يهوديته الذي شفع له عند الحاكم الإيراني في بغداد. أم هي سلسلة أواصر القربى والمحسوبية والطائفية، التي تربطه بنوري كامل العلي، نائب رئيس لجنة إجتثاث البعث السابق، ورئيس وزراء العراق الجديد.

أخيرا، لديهم أستاذ مدرس ثانوي موهوب، ومن عجائب الصدف، أن هذا الأستاذ كان قد درسني، في فترة الثمانينات، مادتي العلوم والرياضيات. وحقيقة كان هذا الأستاذ مثالا في الأدب والعلم والمثابرة. لكنه كثيرا ما

كان يخرج عن صلب الموضوع ويقصفنا بعبارته الشهيرة والتي يقول فيها ((أنتم العرب أغبياء.. لكن أجدادكم كانو أذكياء  — همزين انت موعربي  بل يهودي كابالي )). أخيرا أصبح لديهم رئيس وزراء، وحكم العراق أربعة أعوام، وربما يجدد له بأربعة أخرى، ولم لا فهذا هو حال الديمقراطية أو الديمقراطائفية في العراق.

هذا هو رجل القانون والدولة وزعيم دولة القانون والأمين العام لـ”حزب الدعوة الإسلامي.” ظهر بهيئة هزيلة ومضحكة. ظهر بهيئة زعيم عصابة يتجول حاملاً سلاحه. تقول الصورة أيضاً: ” لو ألعب لو أخرّب الملعب”. هذا هو نوري المالكي.

في التسجيلات المسربة للمالكي، أوضح علاقته بإيران والحرس الثوري الإيراني. وصف الحشد الشعبي وقادتهم “بأمة الجبناء” ووصف الطائفة الشيعية بـ”أراذل”. أفصح عن أهم مفرداته التي عاش بها واعتاش عليها: الحقد والضغينة من الطائفة السنية. “ما ننطيها” من أهم شعاراته التي كان يجاهر بها، ومفادها: لا يريد للآخرين مشاركته السلطة، أي بقية الطوائف: عليهم الانصياع والإذعان لما تشتهي نفسه المأزومة المتلذذة بإثارة النعرات والنزاعات وتهديد أمن الناس والسلم المجتمعي. لكن ما وراء كلامه وهن وضعف وتخبط: يريد أن يحتمي بالعشائر بعدما مدّها بالسلاح والجاهزية لندائه، ينوي تسليح مرتزقة تحميه من أي خطر يلوح بالأفق. هذا بعدما كانت الفصائل تسبّح بحمده، وبعدما كانت القوة العسكرية العراقية “الفرقة الذهبية” تسمى جيش المالكي.

في إطلالته الأخيرة، بعد التسريبات الصوتية، وبعد دخول أنصار مقتدى الصدر إلى المنطقة الخضراء في المرة الأولى قبل أيام، خرج المالكي في شوارع “الخضراء” برفقة مسلّحين حاملاً رشاشاً آلياً.

تقول الصورة: هذا هو رجل القانون والدولة وزعيم دولة القانون والأمين العام لـ”حزب الدعوة الإسلامي.” ظهر بهيئة هزيلة ومضحكة.

 

نوري المالكي الذي استثمر طويلاً في محاولة الظهور كزعيم وطني في بلد منقسم دموياً، كان قد سرّب ما في عقله مراراً وفشل في إخفاء هوسه بتاريخ العنف الديني وعقيدته المأسورة بالملاحم والفتن.

على مدى سنوات، احتاط نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، من شرب فنجان قهوة عندما يستضيفه زعيم سياسي حليف خشية الاغتيال بالسمّ، فكيف تخلّصَ اليوم من “وسواسه القهري” أمام مجموعة مجهولة تسجل حديثاً نادراً عن صنع صواريخ عابرة للقارات، وتستعد لثورةٍ تقلب موازين العراق؟

التسجيل الصوتي المسرّب على دفعات والذي انتشر في الأسابيع الماضية قبل أن يُطلق كاملاً بـ 48 دقيقة، سرّب عقل المالكي كاملاً إلى الفضاء العام،  وأكمل ملامح زعيم بنى مجده بضرب “جيش المهدي”، الميليشيا التابعة لمقتدى الصدر، عام 2008، ليخسر رصيده السياسي بعد 3 دورات برلمانية قضاها زعيم الدعوة الإسلامية في مصارعة الجميع ليقضي صريعاً على يد التيار الصدري.

ما سمعه الجمهور من المالكي في التسريب لم يكن خارج نطاق المألوف من أحاديثه على مدار عقدين، لكن انفلات أعصابه كشف حجم الانهيار النفسي الذي أصابه، إلى درجة أن فكرة مجنونة كاحتلال النجف باستخدام مجموعة مسلحة، بدت على لسان المالكي “منطقية وحاسمة”.

في واحدة من أبرز العبارات التي تفسّر المقامرات والمخاطرات التي طبعت سيرة المالكي السياسية، وهو يُفرط في جعل التاريخ دليلاً على أوهامه، يقول لجلّاسه المجهولين: “أشعر بالطمأنينة حين استمع لشباب يضعون اليد على السلاح وفي عقولهم وعي لما يحاك (…) الإمام علي حين حمل السلاح وذبح 20 ألف شخص في معركة صفّين(المواجهة المسلّحة بين علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان) كان واعياً”.

وقبل التسريب، كان وعي المالكي متحفزاً لفكرة العودة إلى السلطة، واستعادة المجد، استغلالا لفرصة ذهبية منحها له الصدر باستقالة 75 نائباً من البرلمان. بيئة المالكي كانت تبشر بانتهاء مواسم الخسارة وأن الوقت حان لتصحيح المسار. لقد بدا العراق منذ الإطاحة بالمالكي بلداً يتخلص من أعباء “محور المقاومة” في الشرق الأوسط، وهو بالنسبة للمالكي خطيئة لا تصحح إلّا بـ”صفين” ثانية.

نوري المالكي الذي استثمر طويلاً في محاولة الظهور كزعيم وطني في بلد منقسم دموياً، كان قد سرّب ما في عقله مراراً وفشل في إخفاء هوسه بتاريخ العنف الديني وعقيدته المأسورة بالملاحم والفتن.

تسرب وعي المالكي أمام الجمهور حين غلبه إياد علاوي بمقعدين فقط في برلمان 2010، وبعد أقل من سنتين، لم يجد طريقة للاحتفال بجلاء الجيش الأميركي من العراق إلا بمحاولة إعدام نائب الرئيس السني طارق الهاشمي بتهمة الإرهاب. ولم يمر عام واحد حتى حاصر رافع العيساوي، وزير المالية يومذاك وهو قيادي سني بارز، من دون أن يجد تبريراً لهذه الصراعات إلا بتسريب ولعه بتاريخ الملاحم والفتن، وقال حينها، إنها “مواجهة بين معسكر الحسين ومعسكر يزيد بن معاوية”.

لكن وعي “صفين” يختفي حين يصل الحوار بين الجلساء المجهولين إلى طلب التمويل. يقول أحدهم للمالكي: “يا حاج.. لدينا القدرة على صنع الصواريخ العابرة للقارات (…) مشروعنا يتجاوز العراق إلى العالم، لكننا بحاجة إلى نثرية (مصاريف) وغطاء”.

المال هو الذروة السردية في التسريب، يتطابق مع وصف شائع للمالكي وهو خارج السلطة، بأن ما تبقى من قوته يتمثّل في أنه الأكثر ثراء بين الفاسدين في العراق، وخطورته تكمن في قدرته على تضخيم سوق الخارجين عن القانون والسلاح المؤجر.

بعد عقدين من المصارعة، يعثر الصدر على السطر الأخير في سيرة المالكي؛ زعيم التيار يخاطب المحكمة العليا، سببان لسحب أهلية الحكم من المالكي: لا يتولى أمر بغداد رجل يخدعه فصيل مجهول، ولا من يرى في الاعتدال السياسي خيانة وجبناً.

 

https://youtu.be/7KnLnDaF8G8

يبدو أن الحديث عن جرائم نوري المالكي يفتح سجلًا قد لا يغلق. أليس هو الذي قال:”أنا لست طائفيًا، لأنني ضربت المكون الشيعي مثلما ضربت المكون السني”. تصريح شهير لنوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق، يبين فيه “اعتداله” بتساوي كفتي ميزان القتل عنده، فلا طرق له للاعتدال ونفي الطائفية عنده غير القتل وافتعال الأزمات، على الرغم من أنه أراد بذلك احتكار تمثيل الطائفة الشيعية وفرض النظام الطائفي الأكثري على العراق بالقوة، راضيًا بوجود سياسيين سنة على أن يسلموا بهذا النظام. بحسب ما يقول المفكر عزمي بشارة في كتابه الطوئف المتخيلة.

 

    ارتكب المالكي جرائم كثيرة وتسبب بأخرى منها سبايكر والصقلاوية وانتهاك التظاهرات وتغييب الناشطين وسقوط الموصل وغيرها، لكن بعض الجرائم لم تشهد تسليط ضوء عليها

ولنترك جريمة سبايكر، الصقلاوية، البراميل المتفجرة، انتهاك التظاهرات، تغييب الناشطين، وجريمة سقوط الموصل وما آلت إليه. لنترك كل ذلك فالرجل سجله عامر بالجرائم، حين حول المؤسسة الأمنية إلى أداة طائفية يصفي فيها خصومه، وحكم لمدة ثمان سنوات كادت أن تؤدي إلى حربٍ أهلية، فالرجل لا يعيش إلا على افتعال الأزمات والفتن التي لا يسدها إلا دماء الأبرياء، ولو انتهت كل الأزمات التي هو أساسها لقام بشطر نفسه إلى نصفين، وافتعل أزمة مع نصفه الآخر.

في هذا المقال اخترنا المرور سريعًا على أربعة من جرائم نوري المالكي التي ارتكبت تحت ظل حكومته، وبعلمه وبايعاز منه، بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، والتي لم يسلط الإعلام الضوء الكافي عليها، ربما لخصوصية المرحلة التي حصلت فيها.

1) جريمة سوق الشيوخ

حدثت جريمة “سوق الشيوخ” بتأريخ 19 نيسان/أبريل 2008، في مدينة الناصرية، حيث قام الجيش باعتقال مجموعة يفوق عددهم 34  شخصًا من المنتمين إلى التيار الصدري، بقيادة مقتدى الصدر، وقاموا بضربهم والتمثيل بجثثهم وأخيرًا حرقهم علنًا وأمام الناس، ووضع جثثهم على مقدمات العربات العسكرية والطواف بها، في أرجاء المدينة.

لم تلق الجريمة أي تعليق او استنكار من جهات دينية أو سياسية، باستثناء بيان أصدره مقتدى الصدر، أعلن فيه الحداد لمدة 3 أيام، و”البراءة” من الفاعلين، ورفع دعوى قضائية ضدهم، فيما طلب من البرلمان استنكار مثل هذه الأفعال التي تكون تحت غطاء حكومي دون وضع حلول لها.

بيان الصدر حول حادثة سوق الشيوخ

    طافت العربات العسكرية بجثث العشرات بعد حرقها في سوق الشيوخ بالناصرية عام 2008

2) “آيات ورقية“!

بتأريخ 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2007. قام الفوج الثالث بقيادة الرائد (علي) الذي تربطه صلة قرابة مع نوري المالكي، بحملة مداهمات تستهدف عناصر من “جيش المهدي” الجناح المسلح للتيار الصدري، وحينما دخلوا على أحد البيوت، ولم يعثروا على الشخص المطلوب ولا على السلاح الذي يبحثون عنه، حيث كان رب الاسرة بالعمل، صبوا جام غضبهم على عائلته، حيث تم تهشيم فم زوجته بأخمص البندقية، وإطلاق الرصاص على الطفلة (آيات) والتي تبلغ من العمر 6 سنوات، فاخترقت الرصاصة عينها اليمنى واقتلع غطاء جمجمتها، وفارقت الحياة على الفور، والطفلة (مريم) والتي تبلغ من العمر 3 سنوات حيث ذبحتها الرصاصة من الوريد إلى الوريد.

وأطلق بعض أهالي كربلاء على الرائد علي لقب “حرملة العصر” في إشارة الى شخصية “حرملة بن كاهل الأسدي” الذي قام بذبح رضيع الحسين في كربلاء سنة 61هــــ، وفق رويات تسرد مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب. لم تتم محاسبة الرائد المتهم وفوجه، بل تم تكريمه وترفيعه في العام ذاته وانتخب كـ “أفضل شخصية” لسنة 2007 في مدينة كربلاء.

    قتلت القوات الحكومية طفلتين بعد الاعتداء على والدتهما بالضرب بقيادة ضابط على صلة بالمالكي عام 2007

3) مجزرة “الزركة“!

وقعت مجزرة “الزركة” بتاريخ 29 كانون الثاني/ يناير 2007، حين هاجمت القوات الحكومية وبإسناد من الطيران الأمريكي قرية “الزركة” في مدينة النجف، حيث خلف الهجوم أكثر من 300 قتيل بينهم نساء وأطفال، ودفن أغلبهم تحت أنقاض بيوتهم.

كان معظم القتلى من عشيرتي “الحواتمة” و “الخزعل” أثناء مسيرهم إلى كربلاء، واتهمت حكومة المالكي الضحايا بأنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، لكنها عدلت عن هذا الاتهام،  واتهمتهم بتشكيل جماعة “جند السماء” الجماعة التي يدعي زعيمها المهدوية، مما دفع أهالي القرية إلى التظاهر لتفنيد هذه التهمة، حيث قال أحد شيوخ العشائر لأحدى القنوات التلفزيونية: “إن كل ما نسب إليهم كذب وافتراء، وقتل أبناؤنا عمدًا وهم عزل“.

    ارتكبت القوات الحكومية “مجزرة الزركة” في كربلاء راح ضحيتها أكثر من 300 شخص بإسناد من الطيران الأمريكي

شكلت حكومة المالكي آنذاك، لجنة للتحقيق بمجزرة “الزركة” لكنها لم تخرج بنتائج كالعادة لتطوى هذه الإبادة البشرية طي النسيان.

4) “مجزرة كربلاء“!

حصلت “مجزرة كربلاء” في  2 تموز/يوليو 2014، وراح ضحيتها أكثر من 20 شخصًا بينهم اطفال من أتباع المرجع الديني محمود الحسني الصرخي، على يد القوات الحكومية، إثر انتقاد الصرخي فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، داعيًا إلى التطوع للقتال ضد تنظيم “داعش”، بعد الانهيار العسكري وسقوط مدينة الموصل.

قال الصرخي حينها، إن “هذه الفتوى ستشرعن الطائفية ولها أثار خطيرة على مستقبل العراق”، متقدًا أداء حكومة المالكي، ودعا في الوقت نفسه إلى حل الأمور بالطرق السلمية مع المتظاهرين في المدن السنية، والكف عن قصفها، وتبني دعواتهم لإسقاط حكومة المالكي في عامي 2013 – 2014.

كما أن الصرخي طرح في وقتها مشروع المرجعية العربية، وكأنه يريد بهذا النأي أن يعلن براءته من وجود صلة بين إيران وبين التشيع العراقي العربي. وفي آخر لقاء للصرخي مع صحيفة الوطن المصرية في شباط/ فبراير 2015، أكد “عدم يوجد خطاب ديني مذهبي شيعي عراقي، فالخطاب الديني في العراق هو خطاب إيراني خالص وبامتياز لا علاقة له بالمذهب الشيعي إلا بالمقدار الذي يخدم فيه سياسة السلطة الإيرانية الحاكمة وأمنها القومي التسلطي“.

    وقعت المجزرة الأخيرة في كربلاء أيضًا واستهدفت أتباع المرجع الصرخي بعد انتقاده حكومة المالكي وفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى علي السيستاني

اتهم الصرخي قبل الهجوم بعدة اتهامات من بينها، الفتوى بمحاربة قوات الجيش والشرطة ونية احتلال العتبة الحسينية، وهو ما كذبه الصرخي ببيان حمل عنوان “العتبة الحسينية بين احتلال وافتراء”، جاء فيه: “إن تلك الشائعات هي محض كذب وإفك وافتراء”. فيما وصف القاضي رحيم العكَيلي “مجزرة كربلاء” بـ “المجزرة الكبيرة، التي يشيب منها الولدان، وهي من أبشع جرائم نوري المالكي“.

 

أستبعد خبير قضائي عراقي أن يتم محاسبة زعيم حزب الدعوة نوري المالكي بتهمة “المساس بالأمن القومي العراقي والتحريض على الفتن والاقتتال الطائفي”، بعد التسريبات الصوتية المتداولة التي هدد فيها المالكي بمهاجمة النجف، متحدثا عن حرب طاحنة لا يخرج منها أحد، وأنَّه أعد العدة من خلال تسليح 15 تجمعاً لمواجهة ذلك.

وقال الخبير العراقي المقيم في العاصمة الأردنية عمان، لا يمكن الوثوق بالقضاء العراقي عندما يتعلق الأمر بفساد وجرائم القادة السياسيين منذ عام 2003.

وتساءل الخبير القضائي في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلا عدم ذكر اسمه بسبب حساسية وظيفته الدولية، عن حزمة الجرائم التي ارتكبها المالكي من قبل، من إدارة الحرب على الهوية إلى التفريط بمدن عراقية، حتى هدر أكثر من مئتي مليار دولار من خزينة الدولة بعمليات فساد مكشوفة.

وقال “كلها جرائم كبرى كان على القضاء العراقي أن يقوم بدوره التاريخي المشرف ومحاسبة المالكي، لكن ذلك لم يحدث، فكيف يمكن توقع جر المالكي للمحاكمة على تسريبات صوتية حقيقية تكشف طريقة تفكيره السياسي والطائفي”.

وشدد الخبير القضائي العراقي الذي أصدر 12 مؤلفا في القانون الدولي باللغتين العربية والانجليزية، على أن التوقعات بنظر القضاء العراقي دعوة قدمهما محاميان طالبا فيها بالتحقيق في التسجيل الصوتي المسرب عن حديث المالكي، لأنه يمثل “مساساً بالأمن القومي العراقي والتحريض على الفتن والاقتتال الطائفي” لا يمكن أن يتعدى التصريحات الإعلامية المتداولة.

وقال إن القضاء يمثل أخر حصن لمفهوم الدولة، وهناك دولة منهارة في العراق واقعة تحت سطوة اللادولة، بما فيها القضاء، لذلك من المستبعد جدا أن يقدم المالكي للمحاكمة على جريمته الجديدة وجرائمه السابقة.

وعبر عن توقعه بالقول “لو حصل ذلك فعلا بمسائلة المالكي، لاستعادة القضاء العراقي هيبته المنكسرة، لكن تجارب الجرائم السابقة التي مرت تؤكد لنا أن ذلك الاحتمال غير موجود في العراق الحالي”.

وكانت مصادر صحفية قد نقلت عن مصدر حقوقي عراقي تأكيده على إمكانية “محاسبة المالكي على ضوء أقواله المسجلة خلسة في جلسة خاصة، لأنَّها تحقق شروط الجريمة الإرهابية المنصوص عليها في المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب”.

واستبعد المصدر في الوقت نفسه “إمكانية المحاسبة الواقعية للمالكي عن هذا الفعل، لأنَّ أجهزة العدالة في العراق واقعة تحت تأثير النفوذ السياسي”.

وفي آخر مقطع نشره الناشط العراقي علي فاضل، وردت على لسان المالكي عبارات “إن المرحلة المقبلة مرحلة قتال، بالأمس قلت ذلك لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وقلت لا أعتمد عليك، أو على الجيش والشرطة، إنهم لن يفعلوا شيئاً، العراق مقبل على حرب طاحنة لا يخرج منها أحد، إلا إذا استطعنا إسقاط توجهات الصدر والحلبوسي ومسعود البارزاني”.

وكتب الباحث العراقي في جامعة أريزونا الأمريكية سليم سوزة، أنه “بصرف النظر عن صحة التسريبات الصوتية الأخيرة للمالكي من عدمها، فإن الكلام المنسوب إليه منسجم مع سلوكه وعقليته ونظرته للسياسة”.

ومثلت التسريبات أكبر ضربة سياسية وشعبية للمالكي، لم يستطع صدها أو تمريرها هذه المرة.

وبدى نفيه لصحة التسريبات أشبه بذريعة واهية قوبلت بالتهكم والسخرية من أقرب الأشخاص إليه، ومثلت بداية النهاية الحقيقية لتاريخ المالكي السياسي والشخصي.

وكان بعض المراقبين يعتقدون من قبل أن قيمة المالكي السياسية، تأتي من دفع ثمن المكاسب لحلفائه وخصومه، دون أن يرفَّ لهُ جفن. لأنه يفهم أنَّ مكاسب المال والمنصب لا قيمة لها، أمام احتفاظِه بأن يكون من أهم العرّابين في العملية السياسية بعد 2003، والسبب يوضِّح نجاته من فضيحة سقوط الموصل بيد داعش، وفضيحة شركة المقاولات العسكرية “سالي بورت” التي كشفت عنها صحيفة الـ”ديلي بيست” الأمريكية ودور الرشى التي دفعها المالكي.

إلا أن التسريبات الجديدة أكبر من فضيحة وليس بمقدور المالكي دفع ثمنها السياسي، فضلا عن رفض خصمه اللدود زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر القبول بأي تسوية.

ويبدو المالكي الذي كان يرفع شعار كل شيء أو لا شيء، قبل التسريبات، أضعف مما كان عليه حين انتزع حق كتلة العراقية لإياد علاوي عام 2010، حسب المحلل السياسي جبار المشهداني، فهو يواجه خصما عنيدا مسلحا يمكنه الرهان على ثبات جمهوره، فيما يعيش المالكي حالة من الشك والقلق من أقرب أنصاره، لاسيما بعد أن خذلته الدائرة الأقرب إليه حزبيا وحرسها القديم عام 2014 بترشيح حيدر العبادي بديلا عنه.

وتجمع القراءات السياسية على انقضاء أيام المالكي بعد أن أحرقت هزيمة الموصل عام 2014 كل ما تبقى من أوراقه. أما الرمزية التي يتمتع بها المالكي فهي تعبير عن الخوف من انهيار تحالف الإطار التنسيقي المضطرب من الداخل بسبب تعارض المصالح الاقتصادية والسياسية للقوى الرئيسة فيه. كما أن التدافع في اتجاه إيران لا بد أن يخلق نوعا سيّئا من التنافس. وهو تنافس لم يعد المالكي يملك القدرة على مواجهته. لذلك فإن جلّ ما يأمله المالكي أن يبقى في الواجهة الطائفية ولا يتحوّل إلى رجل الظل المنسيّ.

وسبق وأن قال مصدر سياسي عراقي إن الخلافات بين قوى الإطار أكبر من أن تسيطر عليها إيران، في الوقت الحاضر. لأنها خلافات على الثروة والسلطة.

وكشف المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” أن طهران تجاهلت ثلاث رسائل بعثها المالكي في محاولة للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي.

وقال “إن المالكي كان يأمل في زيارة طهران إضفاء نوع من الشرعية على ترشحه لرئاسة الحكومة بعد انسحاب أعضاء التيار الصدري من البرلمان”.

وأضاف أن رفض طهران استقبال المالكي، يؤكد بشكل واضح احتراق ورقة ما أسماه “أكبر تفاهة سياسية وطائفية في تاريخ العراق المعاصر” فعندما تتخلى عنه طهران يكون قد انتهى سياسيًا في العراق، بعد أن افتضح أمره وقاد أكبر عملية فساد على مدار ثماني أعوام.

وأشار المصدر إلى أن الصدر أرسل في الوقت نفسه مندوبًا إلى طهران، مؤكدًا عدم التجاوب مع أي دور إيراني للتوافق مع المالكي أو بعض قوى الإطار التنسيقي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here