الجفاف يبتلع خامس روافد دجلة ويخرجه عن الخدمة.. نهر ديالى وقصة الاحتضار عطشاً (فيديو)

الجفاف يبتلع خامس روافد دجلة ويخرجه عن الخدمة.. نهر ديالى وقصة الاحتضار عطشاً (فيديو)

في 2022، لا أهمية للسياحة في العراق، ولا للاستجمام، لا اهمية للتعليم ولا حتى الصحة، حيث مشاكل الشعب أكبر بكثير من هذه بل أبسط، فالجفاف بات خطرٌ محدق ينتظر الافتكاك من اكبر عدد ممكن.. من أشخاص ومساحات وأنهر بل من حضارة، فخامس روافد نهر دجلة يلفظ انفاسه الأخيرة ويتحول من سر الحياة إلى بؤرة للأمراض والأوبئة.. فماذا أصاب نهر ديالى؟.

**نهر ديالى

يطلق الكرد على هذا النهر تسمية نهر سيروان، ويعتبر من خامس روافد نهر دجلة، ويمر النهر عبر إيران والعراق ويبلغ طوله الإجمالي 445 كم، وينبع من جبال زاكروس، ثم ينساب غرباً صوب العراق، ويشكل النهر الحدود الدولية بين إيران والعراق لمسافة 32 كم، وبمجرد دخوله سهل الرافدين يصبح مساحة مفيضة 29,700 كم²، ويمر عبر سد المقدادية، بمتوسط تدفق 164 م³/ث، ثم يصب في دجلة جنوبي العاصمة بغداد.

*الجفاف ونهر ديالى

سلّطت السومرية الضوء على أبرز المشاكل التي يواجهها نهر ديالى في بغداد وسكان المناطق المطلة عليه، استشعاراً بالخطر المحدق الذي ينتظرهم، حيث يؤكد أحمد عباس وهو أحد ساكني المناطق القريبة من النهر، ان “نهر ديالى يعاني منذ سنوات من الجفاف وبالاصح “يابس” بصورة عامة والموجود داخل النهر مياه مجاري ولا يوجد فيه 1% من المياه الصالحة للاستخدام، عازيا السبب الى القطع المستمر من دول المنبع سواء كانت ايران او غيرها”.

ويضيف عباس، ان “جنوبي بغداد متضرر بشكل كبير من جفاف نهر ديالى من جوانب مختلفة سواء كان التأثير على الثروة الحيوانية الموجودة في المنطقة ومن جانب التلوث البيئي الكارثي نتيجة الجفاف، بالاضافة الى ان مياه الشرب غير صالحة للاستخدام بتاتاً”، داعيا، “الجهات المختصة الى النظر في قضية نهر ديالى لاهميته القصوى للمناطق المجاورة ولما فيه من تداعيات خطيرة ستظهر لاحقاً”.

*الثروة الحيوانية مهددة بالإنقراض

لم يؤثر الجفاف على المواطن فحسب، فهنالك ثروة باتت تحتضر بسبب جفاف نهر ديالى، وهذا ما أكده المواطن حسين علي السيد، الذي قال وهو يكاد ينفجر غضباً ان الثروة الحيوانية انتهت نتيجة جفاف نهر ديالى حيث لا يوجد فيه سوى مياه المجاري الملوثة، بالاضافة الى تصدير الاعلاف والتبن الى دول الجوار وبالتالي فان هذه الثروة مهددة بالانقراض.

وانتقد السيد خلال حديثه للسومرية دور الحكومة قائلا، “الجهات المختصة لم تقدم المساعدة من حيث الاعلاف والتبن حتى وصل سعر طن “النخالة” الى 700 الف دينار عراقي”.

واضاف، “قبل ايام تظاهرنا وتم مقابلة الوزير ووعد بانتهاء الازمة وتبليغ السيطرات الامنية بمساعدتنا لكن للاسف لم نرى شيء الى الان!”، مبينا، “نحن نرى المسؤولين فقط في ايام الدعايات الانتخابية”.

وتابع السيد، “نقوم بشراء مياه الشرب بمبالغ كبيرة تصل الى 40 الف دينار عراقي “للتنكر الواحد”، مطالبا الجهات المختصة ووزير الزراعة بالمساعدة من ناحية الاعلاف والتبن”.

*أمراض واوبئة نتيجة تلوث المياه

تتواصل مسلسل آثار الجفاف، فمن تأثيرها على خزين العراق المائي، إلى تهديدها الثروة الحيوانية، وصلت إلى تلك الآثار إلى حياة المواطنين وبصورة مباشرة، عبر نقل الأمراض والأوبئة واثارة فزع المواطنين، وهذا ما أكده أحد مواطني المناطق القريبة من النهر ، حيث يقول جاسب عباس، ان “جفاف نهر ديالى في بغداد ووجود مياه المجاري فيه تسبب بأمراض خطيرة للأطفال والمستشفيات بدأت تغص بالاطفال وحتى كبار السن دون حلول واقعية”.

ويضيف عباس خلال حديثه مع السومرية، ان “اصحاب الثروة الحيوانية مضطرين الى انزال “الجواميس” الى هذه المياه الملوثة وإلا ستموت، مؤكدا أنه “في حال بقي الأمر على ما عليه فأن الثروة الحيوانية ستنتهي بشكل رسمي والامراض ستتفشى بين الناس”.

*تعليق رسمي

لم تغفل الجهات الحكومية عن الخطر الذي باغت العراقيين وألحق بهم خسائر فادحة، حيث يؤكد مدير ناحية بهرز بمحافظة ديالى، نزار اللهيبي، ان “35 قرية زراعية مهددة بالنزوح بسبب الجفاف وانعدام موارد المياه ونفاذ المياه الجوفية وجفاف الابار بالكامل وامتداد الازمة الى قلب الناحية”.

من جانبه قال مدير بيئة ديالى عبد الله هادي الشمري، ان “أكثر من 130 الف دونم من اخصب اراضي ديالى اغلبها من البساتين مهددة بالتصحر في صيف 2022 بسبب ازمة الجفاف”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here