السفير الإيطالي من ذي قار: مهتمون باستعادة العراق لآثاره المهرّبة

ذي قار/ حسين العامل

كشفت السفارة الإيطالية عن مشاركة 30 بعثة تنقيب في العمل بمواقع اثارية عراقية بعد عام 2003، وفيما تعهدت بتقديم المساعدة الدولية لاستعادة الاثار المنهوبة، وذكر مراسل (المدى)، أن “السفير الإيطالي في العراق ماوريتسيو كريكانتي أجرى مع ووفد من وزارة الثقافة في بلاده زيارة إلى مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار”.

وقال كريكانتي، إن “السفارة تقوم مع وفد من وزارة الثقافة الايطالية بزيارة لمنطقة اثرية لما لها من اهميتها التاريخية”.

وأضاف، أن “إيطاليا ترى ان عراقة الحضارة هي التي تمثل الهوية الثقافية للعراق وان المشتركات الحضارية هي ما يجمع العراق وايطاليا في هذا المجال”.

وأشار كريكانتي، إلى أن “لإيطاليا تجربة غنية في التنقيب الآثاري وقد شاركت بثلاثين بعثة تنقيبية في العراق منذ عام 2003 لغاية الوقت الحاضر”.

ولفت، إلى “تواصل العمل والتنسيق مع ادارة المتحف الوطني في بغداد للعمل في جميع مناطق العراق ومن بينها ذي قار”، وانتهى إلى أن “إيطاليا تعمل بجد على مساعدة العراق في استعادة آثاره الحضارية”. وتضم محافظة ذي قار نحو 1200 موقعا آثاريا يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المدن العراقية بالمواقع الآثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يُعد أقدم محكمة في التاريخ.

وبدوره، قال معاون محافظ ذي قار فيصل الشريفي ان “المواقع الاثرية في مدينة اور الاثرية شهدت اهتماماً دولياً كبيراً بعد زيارة بابا الفاتيكان”.

وتابع الشريفي، أن “ذلك فتح افاقاً عالمية اوسع اذ شهدت مدينة اور الاثرية زيارات متعددة من سفراء ومسؤولين كبار من مختلف دول العالم ناهيك عن الوفود السياحية والدينية”. وكشف، “عن طرح مشاريع استثمارية في محيط مدينة اور الاثرية وغيرها امام الدول والمنظمات المهتمة بالآثار العراقية”، لافتا الى ان “ذلك يأتي ضمن إطار التعاون المشترك مع الجانب الإيطالي”.

ويرى الشريفي ان “القطاع السياحي والآثاري في محافظة ذي قار هو قطاع سخي وواسع يتطلب امكانيات كبيرة لتغطيته وتطويره وهذه الامكانيات تفوق الامكانيات المحلية المتاحة”. ولفت، إلى أن “الحكومة المحلية في ذي قار تلقت العديد من الوعود بتفعيل عمل الشركات الاستثمارية الاجنبية في القطاع السياحي وتوظيف خبراتها الكبيرة في هذا المجال ولاسيما في مدينة اور”. وكان الحبر الاعظم بابا الفاتيكان فرنسيس قد أقام في (6 آذار 2021)، قداساً دينياً وصلاة مشتركة لاتباع الديانات العراقية في بيت النبي ابراهيم الخليل ورعى لقاء الاديان في مدينة أور الاثرية (18 كم) جنوب غرب مدينة الناصرية.

ومن جانبه رحب مدير آثار مدينة اور الأثرية علي كاظم غانم بزيارة الوفد الإيطالي، وأفاد بأن “هذه الزيارة تشكل منطلقا لتوثيق وديمومة التعاون بين الجانبين”.

وأضاف غانم، أن “زيارة السفير الايطالي ومسؤولين ايطاليين مهتمين بالشأن الثقافي والآثاري يعد فرصة لبحث افاق التعاون المشترك ولاسيما في مجال تطوير مدينة اور التي تعتبر جزءا من الارث الانساني العالمي”. وتَجمع محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) ما بين السياحة الدينية والآثارية والطبيعية لما تمتلكه من مواقع اثرية ودينية فضلاً عن مناطق الاهوار التي تشكل خمس مساحة المحافظة والتي تواجه حاليا مخاطر الجفاف بسبب ازمة المياه.

وكانت ادارة محافظة ذي قار كشفت نهاية الشهر الماضي عن خطة طموحة من أربع مراحل لتطوير مدينة أور السياحية الجديدة، وفيما اكدت استكمال مرحلتي تخصيص الاراضي واعداد التصاميم ضمن اعمال المرحلتين الاولى والثانية، اشارت الى مشاريع اخرى لتطوير البنى التحتية يتواصل العمل فيها على حساب صندوق اعمار ذي قار.

وكان وفد من الاقليات العراقية أطلق في نيسان من العام الماضي حملة غصن الزيتون للتعايش السلمي من مدينة اور الاثرية جنوب غرب الناصرية، وفيما اشاروا الى ان انطلاق الحملة يأتي تيمنا بزيارة بابا الفاتيكان لمقام النبي ابراهيم الخليل في المدينة، شددوا على اهمية تكريس اور كمركز للديانات التوحيدية وحوار الاديان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here