التذكرة لدبي بـ5 آلاف دولار.. الهروب الكبير من روسيا بعد إعلان التعبئة

روسيا أصدرت قرارا بـ “تعبئة جزئية” للجيش

في أكبر تصعيد للحرب في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي يوم 24 فبراير، زاد الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، صراحة من احتمالات الصراع النووي، وأقر خطة قد تفضي لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا تصل لما يوازي حجم المجر، واستدعى نحو 300 ألف من جنود الاحتياط.

وقال بوتين في خطاب بثه التلفزيون الروسي: “إذا تعرضت وحدة أراضينا للتهديد، سنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا، هذا ليس خداعا”.

وأضاف أن “الغرب تجاوز كل الخطوط في سياسته العدوانية المناهضة لروسيا … هذا ليس خداعا. ومن يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية عليهم أن يعلموا أن الأمر يمكن أن ينقلب عليهم”.

وأثار الخطاب، الذي جاء بعد هزيمة لروسيا في ميدان المعركة في شمال شرق أوكرانيا، تكهنات بشأن مسار الحرب ومستقبل بوتين (69 عاما) وأظهر أن الرئيس الروسي يضاعف من رهاناته على ما وصفها بأنها “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.

ويراهن بوتين بالأساس على أن زيادة مخاطر اندلاع مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي، التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، وروسيا بما قد يشكل خطوة إضافية صوب اندلاع حرب عالمية ثالثة، سيدفع الغرب لمراجعة موقفه من دعم أوكرانيا وهو أمر لم يظهر الغرب أي مؤشر عليه حتى الآن.

وتسببت الحرب، التي أدت لأسوأ مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، في مقتل عشرات الآلاف وأطلقت العنان لتضخم جامح أثر بشدة على الاقتصاد العالمي.

“مؤشر ضعف”

وتوالت ردود الفعل من قبل دول ومسؤولين غربيين بعد خطاب بوتين الذي أعلن من خلاله “التعبئة الجزئية” لجيش البلاد.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا، بريدجت برينك، الأربعاء، إن التعبئة الجزئية التي أعلنها بوتين تشكل “مؤشر ضعف”.

وكتبت السفيرة في تغريدة “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي” مؤكدة ان بلادها ستستمر في “دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة”.

وفي هذا السياق، يناقش الاتحاد الأوروبي العمل المشترك استجابة للتطورات الأخيرة في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، حسبما أفاد متحدث باسم الكتلة.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، في إفادة صحفية، إن “الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عقدت بالفعل اجتماعًا تنسيقيًا حيث جرت مناقشات بشأن رد الاتحاد الأوروبي على استمرار الحرب العدوانية ضد أوكرانيا”، محذرا موسكو من أنه ستكون هناك “عواقب من جانبنا”.

وتابع: “هذا يشمل كل جوانب العدوان والجرائم التي ارتكبت والاستفتاءات واكتشاف مواقع المقابر الجماعية”.

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الفنلندي، أنتي كاكونين، الأربعاء، إن فنلندا تراقب عن كثب الوضع في روسيا المجاورة بعد أمر الرئيس بوتين بالتعبئة العسكرية.

وأضاف: “فيما يتعلق بمحيط فنلندا، يمكنني القول إن الوضع العسكري مستقر وهادئ … قواتنا الدفاعية مستعدة جيدا والوضع مراقب عن كثب”، وفقا لرويترز.

من جانبه، سخر مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخائيلو بودولياك، من إعلان الكرملين، مذكّرا بفشل الروس في تحقيق هدفهم بالحرب الخاطفة في الأراضي الأوكرانية ونفي موسكو إخفاقاتها العسكرية في أوكرانيا.

وجاء في تغريدة لبودولياك أن “الروس الذين أرادوا تدمير أوكرانيا انتهى بهم الأمر إلى التعبئة وحدود مغلقة مع حسابات مصرفية مجمّدة وحبس بسبب الفرار (من الخدمة). الأمور كلها ما زالت تسير وفقا للخطة. أليس كذلك؟” متحدثا عن “سخرية القدر”.

في ألمانيا، قال متحدث باسم الحكومة، الأربعاء، إن المستشار الألماني، أولاف شولتس، يعتقد أن التعبئة العسكرية الجزئية التي أعلنتها روسيا بمثابة مؤشرات على أن هجوم موسكو على أوكرانيا لم يكلل بالنجاح.

وفيما يتعلق بخطط الرئيس الروسي إجراء استفتاءات في أربع مناطق محتلة خلال الأيام المقبلة بشأن الانضمام إلى روسيا، قال المتحدث إن “الاستفتاءات الزائفة” الروسية لن يتم الاعتراف بها أبدا.

بدوره، قال نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، الأربعاء، إن أمر بوتين بتعبئة عسكرية جزئية لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا “خطوة سيئة وخاطئة”.

نفاد تذاكر الرحلات الجوية

وفي هذا الصدد، نفدت تذاكر الرحلات الجوية التي ستغادر روسيا سريعا، الأربعاء، بعد إعلان استدعاء 300 ألف جندي لدعم المجهود الحربي للكرملين في غزو أوكرانيا. وأثار إعلان بوتين مخاوف من عدم السماح لبعض الرجال في سن التجنيد بمغادرة البلاد.

وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن الاستدعاء سيقتصر على من لديهم خبرة كجنود محترفين، ولن يتم استدعاء الطلاب أو من خدموا كمجندين فقط.

ومع ذلك، أظهرت بيانات “غوغل تريندس” ارتفاعا حادا في عمليات البحث على “أفياسيل”، وهو الموقع الأكثر شعبية في روسيا لشراء تذاكر الرحلات الجوية.

ونفدت تذاكر الرحلات الجوية المباشرة من موسكو إلى إسطنبول في تركيا ويريفان في أرمينيا، وهما وجهتان تسمحان للروس بالدخول بدون تأشيرة، الأربعاء، وفقا لبيانات شركة “أفياسيل”.

ولم تعد هناك أماكن متوفرة في بعض الرحلات غير المباشرة أيضا، مثل الرحلات من موسكو إلى تبليس، مع وصول تكلفة أرخص الرحلات الجوية من موسكو إلى دبي إلى أكثر من 300 ألف روبل (خمسة آلاف دولار) – وهو خمسة أضعاف متوسط الأجور الشهرية تقريبا.

“مهزلة”

أعلن بوتين دعمه الصريح لاستفتاءات تجرى في الأيام المقبلة في مساحات شاسعة من أوكرانيا تسيطر عليها القوات الروسية فيما ستعد الخطوة الأولى لضم تلك المناطق رسميا لبلاده.

وطلب مسؤولون في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، واللتين اعترف بهما بوتين قبل الغزو مباشرة، ومسؤولون عينتهم روسيا في منطقتي خيرسون وزابوريجيا إجراء تصويت على مستقبل تلك المناطق.

وقال بوتين: “سندعم قرارهم عن مستقبلهم، الذي سيحدده أغلبية السكان في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وفي زابوريجيا وخيرسون”.

وتابع قائلا: “لا يمكننا. لا نملك الحق الأخلاقي في تسليم مقربين منا للجلادين، لا يسعنا سوى أن نستجيب لرغبتهم المخلصة في تقرير مصيرهم بأنفسهم”.

ويمهد ذلك الطريق لضم رسمي محتمل لمناطق تشكل نحو 15 بالمئة من الأراضي الأوكرانية في خطوة مشابه لما حدث عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وقال الغرب وكذلك أوكرانيا إن خطة الاستفتاءات غير قانونية مع التعهد بعدم قبول النتائج. وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن الخطط تعتبر “مهزلة”.

لكن بضم أراض أوكرانية رسميا، يعطي بوتين لنفسه ذريعة محتملة لاستخدام أسلحة نووية من ترسانة روسيا الضخمة التي تضم رؤوسا حربية أكثر ربما مما تمتلكه الولايات المتحدة.

وتتيح العقيدة النووية الروسية استخدام مثل هذه الأسلحة إذا تم استخدام أسلحة دمار شامل ضدها أو إذا كانت الدولة تواجه تهديدا وجوديا من أسلحة تقليدية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here