اصطدم النظام الايراني بالواقع الذي غفله كثيرا

عماد علي

ما يظهر على العلن من مواقف شجاعة عند الشعب الايراني بكل قومياته و فئاته كان موجودا في ثنايا سلوكان متدوالا و الموضع كان موجودا و لكن لم يبجث و كان مخفيا لجين بروز الظروف الموضوعية و الذاتية لابرزاها.

انة ما حصل لم يكن مفاجئا و الشيء المفاجيء الوحيد هو ان النظام الايراني لم يتعظ مما مرٌ به من قبل نتيجة سيطرة الايديولوجية و متطلبات المذهب و السياسة اكثر من اهتمامه بحياة الناس و معيشتهم الاهم لدى الفرد العادي، لذلك تراه دائما يسير معتمدا على الخداع اليومي و تكتيك سياسي في التعاملات الداخلية من اجل تغطية ماهو المكمون من المبان الواضح لدى الفرد الايراني، انه يصطدم يوميا بمواقف يعلم بانها نابعة من عمق ايمان هذا الشعب الذي يؤمن بحريته و ما تتطلبه الحياة التقدمية لديه و لكنه يغفل عن الموجود، ويعلم جيدا ان هذا الشعب لازال يملك ما توارثه من نتاجات الحضارات العريقة التي تتسم بها ايران بما كسبه من تاريخه الطويل و لكنه يعتمد على تضليل الذات و التعامل كالنعامة التي تخفي راسها كي لا يراه الاتي، انه يحاول تغطية الموجود بامور خيالية عاطفية مستندة على الدين و المذهب . انها الارضية بذاتها التي دفعت الى ما حصل من ردود الافعال من استشهاد البطلة زينا اميني و ان ما يحصل ليس بمجرد رد فعل لمقتل شخص و اعتراض على فعل اجرامي و انما ما يعيش فيه الشعب من الغليان كسبب موضوعي يفرض ما يحصل بشكل عام. النظام يعيش تحت مؤثرات الحصار الاقتصادي و العقوبات و فوضى عارمة في الحياة الاقتصادية و تذبذب سعر العملة مع انخفاضها اخيرا لحد غير محتمل و انتشار الفقر المعدم و لازال النظام كما هو دون تغيير في التعامل مع الواقع لايجاد المناسب الملائم مع المتغيرات التي تفرض نفسها على الواقع في اي موقع كان في البلاد. يبدو ان ذاكرة النظام ليس بقوية و ينسى كثيرا ما حدث فقط بشرارة بسيطة و استفخل الامر ابان ما سميت بثورات الربيع العربي التي بدات بمجرد انتحار البوعزيزي نتيجة الظلم الذي تعرض له وبه شرع باب التظاهرات و لم تتمكن اي قوة ما ان تقف بوجهها فيما بعد و لسنا هنا على تقيم ما حصل مهما كانت نتائجها .

النظام على ماهو عليه منذ 43 عاما هو كما هو في عمقه و لم اقصد التغييرات السطحية التي شهده هنا و هناك، لم تتغير ظروف الفرد قيد انملة منذ ثورة الجميني و لحد الساعة و لم يلمس الشعب باي راحة نفسية ذاتية طوال هذه السنين. و الئشيء الايجابي الذي فرزه النظام الملالي طوال مدة حكمهم هو بيان حقيقة النظام الاسلامي على الارض و توضيح ما هو جوهره كما هو و ما تاكد منه الجيمه بما فيهم الفرد الايراني بنفسه هو انه نظام و مرتبط بمصالح ضيقة لا يختلف عن ماهو غيره لا بل اسوأ من غيره في جوانب عدة و هو يفرض نفسه على عقول الناس باسم الاخلاق و الدين و المذهب و كل ماهو ليس الا نظام سياسي مجرد من اي صفة مفارقة يدعيها الملالي قبل النظام و لا يختلف عما يقوله غيرهم في البلدان الاخرى الان. الواحة الراكدة و ما تحويه من تراكمات ما فرضته الافرازات السلبية الصادرة من نظام اسلامي مماثل لما كان قبله قبل مثات السنبن، لا بل افضح.

لا يمكن ان نتنبا بالنتائج الا ان رد الفعل لما حدث اليوم مختلف ايضا. التطورات طبيعية و نظام شمولي معتمد على النار و القوة في اخماد اي اعتراض لا يمكن ان يقف مكتوفة الايدي عندما تتعرض مصالحه

للخطر و يتوقف مصيره على التعامل مع هذه التغييرات. الا ان هذا النظام لا يمكن ان لا يفكر بعد الان مهما كانت النتائج و ردود الافعال اوضح لديه بانه ليس كما كان قبل عدة سنوات وهو يدرك جيدا ان الجيل الذي ترعرع في ظل ظروف الحداثة لا يمكن ان تكون لديه العقلية ذاتها التي كانت الشباب تملكها من قبل و ان المؤثرات العالمية اثرت على عقلية و حياة الجيل الجديد و لا يمكن ان يتقبلوا بعقلية و ادواة الجيل المنتهية صلاحيته. ان نجحوا اليوم ام لم ينجحوا فغد قريب.

الخطا الكبير هو في نظرة النظام الايراني الى قدرات الشعب و امكانياته و استعلاء نظرته و غروره، فلم يقدر قدرته و ما يمكن ان يفعله في تضحياته من اجل مستقبله، و هذا ما بيٌنه خلال اليومين السابقين و ما تعجٌبنا منه هو وحدة الفكر و التوجه و التعاون بين الجميع و استجابة الجميع لما هو المفروض ان يتجاوب معه اي فرد ايراني لصالج العام قبل نفسه و الكورد اصبحوا كما كانوا الطليعة في العملية التي تحدث.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here