لا يزال الأطفال الأيزيديون يعيشون في خوف بعد ثمان سنوات من الإبادة الجماعية


قالت منظمة إنقاذ الطفل في أربيل، اليوم المصادف لتاريخ 22 أيلول، يجب ألا ينسى المجتمع الدولي الأطفال الأيزيديين الذين دمرت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في شمال العراق قبل ثماني سنوات (داعش) حياتهم، بل ويجب أن يدعم المجتمع الدولي حقهم في التعليم ويساعد على تحقيق آمالهم في مستقبل أفضل.

لقد تم أسر أو قتل حوالي 400 ألف يزيدي – وهم أقلية عرقية ودينية أو إجبارهم على النزوح من موطن أجدادهم في سنجار في آب 2014 بعد عبور داعش الحدود من سوريا. حيث اعترفت الأمم المتحدة ما تعرض له اليزيديين على أنها إبادة جماعية.[1]

هذا وتم اختطاف قرابة 3000 امرأة وفتاة، اللواتي تعرضن للاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي، ولا يزال العديد منهن في عداد المفقودين. وكذلك تم فصل الصبية الصغار عن عائلاتهم وتجنيدهم قسرا في صفوف داعش.

وبعد ثماني سنوات، لا يزال العديد من الأطفال اليزيديين نازحين من مجتمعاتهم. يعيش الكثير منهم في بيئات غير آمنة، في محيط يذكّرهم بالعنف الذي تعرضوا له على أيدي داعش، مثل المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة.

لفهم تأثير الإبادة الجماعية على الأطفال الصغار، تحدثت منظمة إنقاذ الطفل إلى 117 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و 17 سنة، الذين كانوا صغاراً جداً أو مجرد أطفال رضع عندما فقدوا أمهاتهم وآباءهم وإخوتهم وبقية أفراد أسرهم بسبب العنف، وكذلك تحدثت المنظمة إلى 33 من مقدمي الرعاية.

خلال المقابلات، أخبر الأطفال من جميع الأعمار منظمة إنقاذ الطفل عن مخاوفهم وانعدام الأمن والأمان في حياتهم اليومية. حيث ذكر 39 من 40 مراهقاً مشاركاً في الدراسة إنهم لا يشعرون بالأمان في المكان الذي يعيشون فيه، وأنهم قلقون بشأن عمليات الاختطاف والعنف الجنسي والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة وفقدان الأسرة أو الانفصال عنهم بالإضافة إلى أمور أخرى.

وقد قال صبي يدعى خالد *، والذي يترواح عمره بين 7-10 ولم يتم ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية: “كل يوم نرى أطفالاً يقل أعمارهم عن 18 عاماً وهم يحملون أسلحة ويعملون مع قوات الأمن – الجماعات المسلحة.

وتمت الإشارة إلى الحواجز اللغوية على وجه الخصوص على أنها تحديات تجعل التواصل الأطفال مع عائلاتهم وإعادة الاندماج في مجتمعاتهم أمراً صعباً، حيث نسي بعض الأطفال اللغة الكورمانجية أو ولدوا خلال فترة الأسر ولم يتعلموها أبداً.

وشملت آثار الصحة العقلية على الناجيات من الفتيات اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، بالإضافة إلى نتائج خطيرة أخرى تتعلق بالصحة البدنية والعقلية.

حيث ذكر كل من الأطفال ومقدمي الرعاية أن الخدمات والبرامج المتاحة لا تلبي الاحتياجات الطارئة والعاجلة للفتيات والفتيان الذين تعرضوا للعنف الجنسي، أو أولئك الذين تم تجنيدهم قسراً من قبل داعش أو الأطفال المولودين خلال فترة الأسر.

قال الأطفال اليزيديون للباحثين إنهم يريدون التعلم وأنهم بعد ثماني سنوات من النزوح، ما زالوا محرومين من حقهم في التعليم. فأقرب المدراس إلى الكثير من الأطفال اليزيديين إما خالية أو مدمرة بسبب القصف وهم يخشون السفر لمسافات طويلة، وكذلك نقص المواد والكتب المدرسية ونقص الموظفين يعيق تعليمهم.

وقال سوزان *، إحدى مقدمات الرعاية: “نخاف أن نرسل أبنائنا وبناتنا إلى مدارس بعيدة خوفاً من الاختطاف”.

كما أن عدم وجود وثائق مدنية يمنع بعض الأطفال الأيزيديين من الذهاب إلى المدرسة. حيث فقد العديد من الأطفال الإيزيديين وثائق هويتهم أثناء الإبادة الجماعية ولم يتم تسجيل الأطفال الأصغر سناً عند الولادة بسبب ظروف النزوح. وبدون هذه الوثائق، لا يمكن للأطفال الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة. هذا وقد يكون الحصول على وثائق جديدة مكلفاً ومعقداً. أما الأطفال الذين ولدوا في الأسر، فهم يواجهون تحديات أكبر حيث يجب إثبات الأبوة في العراق للتسجيل من قبل الوالدين غير المتزوجين. وما عدا ذلك، يتم تسجيل الأطفال كمسلمين، وبذلك يتم إعطاؤهم صفة قانونية وثقافية غير أيزيدية، مما يزيد وصمه بالعار.

قال رزكار الجاف، القائم بأعمال مدير منظمة إنقاذ الطفل في العراق:

“لا يزال الأطفال الأيزيديون يعيشون في خوف مما عاشوه هم وعائلاتهم على يد داعش، ومما يشاهدون في حياتهم اليومية الآن. ولايزال هؤلاء الأطفال محرمون من حقوقهم الأساسية. حيث أنهم بفتقرون إلى حدٍ كبير إلى خدمات الرعاية العاجلة والدعم الذي يحتاجون إليه للمساعدة في معالجة الصدمات والتعافي. ولا يزال العديد من الأطفال في عداد المفقودين. إذا لم يتغير شيء، فإن آثار الإبادة الجماعية على الأطفال الإيزيديين ستزداد عمقًا”.

تدعو منظمة أنقاذ الطفل المجتمع الدولي إلى العمل مع حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان لإنشاء خدمات متخصصة للناجين من الأطفال الأيزيديين لإعادة اندماجهم في مجتمعاتهم والاستثمار في التعليم الجيد والبنية التحتية في المجتمعات الأيزيدية وضمان إعادة التحاق الأطفال الأيزيديين الناجين العنف الجنسي والتجنيد بنظام التعليم وحصولهم على دعم الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.

يجب عليهم أيضاً اتخاذ خطوات لضمان حصول الأطفال الأيزيديين على العدالة والمساءلة والتعويضات عن الانتهاكات الجسيمة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة ضدهم.

كما تدعو منظمة حقوق الطفل حكومة العراق إلى ضمان أن يتمكن جميع الأطفال اليزيديين من الحصول على وثائق مدنية للوصول إلى الاحتياجات والحقوق الأساسية مثل التعليم والصحة وتعديل جميع القوانين العراقية ذات الصلة للسماح لأمهات الأطفال المولودين في الحرب باختيار دين أطفالهم عند التسجيل.

وكذلك تعمل منظمة أنقاذ الطفل في سنجار منذ عام 2017 لدعم العائلات العائدة. نحن نعمل جنباً إلى جنب مع المجتمعات وبالشراكة مع المجموعات المحلية لمساعدة الأشخاص في العثور على عمل وإعادة بناء البنية التحتية للمجتمع وتقديم الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والاستشارات القانونية.

[1] اعتبرت الأمم المتحدة لأول مرة معاملة داعش للإيزيديين على أنها إبادة جماعية في تقرير صدر عام 2016 بعنوان “لقد جاءوا للتدمير: جرائم داعش ضد الإيزيديين” ، قُدم إلى مجلس حقوق الإنسان في حزيران 2016.

Save the Children exists to help every child reach their full potential. In the UK and around the world, we make sure children stay safe, healthy and keep learning, so they can become who they want to be.
This email was sent from Save the Children Fund, a registered charity in England and Wales (213890), Scotland (SC039570), Isle of Man (No. 199) and a registered company limited by guarantee in England and Wales (178159), or from Save the Children (Sales) Ltd, a registered company in England and Wales (875945). For information about how we collect, use and store personal data, go to http://www.savethechildren.org.uk/privacy

Save the Children, 1 St. John’s Lane, London, EC1M 4AR
Telephone +44 (0)20 7012 6400 Fax +44 (0)20 7012 6963
www.savethechildren.org.uk

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here