خطيب مدرسة الإمام الخالصي يحذر من الوقوع في الفتنة من جديد ويدعو إلى تبني المشروع العراقي الوطني بعيداً عن مشروع الاحتلال

قال الشيخ علي الجبوري عضو الهيئة العلمية لمدرسة الإمام الخالصي خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة بتاريخ 26 صفر 1444هـ الموافق لـ 23 أيلول 2022م: إن من واجبنا كمسلمين مع شديد حزننا لذكرى رحيل رسول الإنسانية والمحبة والسلام محمد (ص) مواصلة المسيرة التي قطعها ضمن منهج الإيمان ورسالة السماء التي أخرجت الناس من الظلمات الى النور بإذن ربه.

وبيّن إن من عظيم ثمار بعثة النبوة التي حمل لواءها النبي الأعظم (ص) كان على المستويين الدنيوي والاخروي، فعلى المستوى الدنيوي نقل العرب ومن آمن بالرسالة من حالة التيه والفرقة والضلالة الى الإيمان بالله الواحد والعزة والسيادة والحياة الكريمة، وعلى المستوى الأخروي كانت ضامنة للفوز بالجنة والرضوان.

وتابع قائلاً ان من دروس القيادة الناجحة التي اعطانا إياها رسول الله (ص) أنه كان يعيش مع الناس كواحد منهم بلا حواجز أو انعزال، فكان يقود المعارك بنفسه ويحاور من يخالفه، ويتشاور مع أصحابه، ويجالس من يريد الحديث معه، ويجوع كما يجوع الناس بل وأكثر منهم.

وقال: لقد رسم هذا الرسول الاعظم (ص) للناس طريق السعادة الحقيقية قبل أن يغادر الدنيا وضمن الوصول إليها من خلال التمسك بأصلين عظيمين لا غنى عنهما في واقع الامة ومصيرها ومسيرته وهما كتاب الله وعترته.

وأضاف: لقد أسس من خلال مسيرته المتواصلة بين رسالة السماء وحاجة الامة لمرجعيتين استفادت الامة منهما بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى وهما المرجعية الفكرية التي ترتبط بالرسالة وأحكام الله، ومرجعية العمل القيادي والاجتماعي التي ترتبط بحاجة الامة ومصيرها.

وقال: إن من نعم الله على هذه الامة ان هاتين المرجعيتين تواصلتا من خلال أئمة اهل البيت عليهما السلام وبذلك حفظوا للدين هيبته واستمراره وللامة عزتها وكرامتها ورفعتها.

وأضاف: دليل المرجعية الفكرية للائمة (ع) قول رسول الله (ص): (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما).

وتابع قائلاً: دليل مرجعية العمل القيادي والاجتماعي حديث رسول الله (ص) في غدير خم وما جرى من تنصيب لأمير المؤمنين (ع)، وهذه المرجعية هي التي تمكنت من اخراج الامة من الازمة التي وقعت بعد وفاة رسول الله (ص).

وفي الشأن السياسي قال سماحة الشيخ علي الجبوري: من الواجب على الساسة اليوم الاستفادة من الدروس والعبر التي رافقت وفاة رسول الله والازمة التي جرت بعده والمواقف التي انقذت الامة ووحدت كلمتها على الرغم من الألم والضرر الذي أصاب مرجعية الفكر ومرجعية القيادة.

وأضاف: ان الشعب العراقي ظلم وسلبت حقوقه، ونحن مع كل من يطالب بهذه الحقوق، فالبعض حاول طلبها في العملية السياسية ولم ينجح، وآخرون كانوا خارج العملية السياسية ودخلوها للمطالبة بها، ولم ينجحوا أيضاً، ولا زالت أصوات الذين لم يدخلوا في العملية السياسية تطالب بهذه الحقوق من خلال الحراك الشعبي بشرط توحيد الصفوف والقيادة والهدف.

وأكد على ضرورة تقديم مصلحة الوطن والمواطن على كل المصالح الأخرى والعمل بجد من أجل اخراج العراق من منزلق المخرجات الفاشلة التي خلفتها العملية السياسية الاحتلالية، وبناء المشروع السياسي على أسس عراقية خالصة تعطي لكل ذي حق حقه.

كما وحذّر من الوقوع في الفتنة من جديد مؤكداً أن الموقف في العراق سيكون أكثر سوءاً في حال الإعلان عن رئيس وزراء وحكومة ضمن مخرجات العملية السياسية الحالية، بل قد تصل الى الصراع المسلح بين الأطراف المتصارعة.

وأكد على ان الحل لكل ما يجري هو المشروع العراقي الوطني بعيداً عن مشروع الاحتلال، والركون للأمر الواقع والاعتراف بالفشل وإعطاء الصوت الوطني مكانه الذي يستحقه لإخراج العراق من مشروع الفتنة الى مشروع الوحدة، ومن التبعية الى الاستقلال والسيادة الحقة.

وفي السياق ذاته أدان سماحة الشيخ علي الجبوري وبأشد العبارات الجريمة النكراء التي اقترفتها القوات الامريكية بقتل المواطنة العراقية (زينب الخزاعي)، مستهجناً من سكوت الاعلام عن هذه الجريمة، والانشغال بحادثة موت امرأة إيرانية منحرفة عقائدياً ومتجاوزة على كل القيم والأعراف الأخلاقية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here