على أثر اعتقال ” منحرفون دينيا ” : قوات الحشد تقوم بمهام وصلاحيات الشرطة الجنائية ؟!!..

على أثر اعتقال ” منحرفون دينيا ” : قوات الحشد تقوم بمهام وصلاحيات الشرطة الجنائية ؟!!..

بقلم مهدي قاسم

بذريعة ” حماية عرض وشرف العراقيين ” !! جرت عملية تأسيس قوات الحشد الشعبي ، كرد فعل مباشر على استيلاء وسيطرة ” داعش ” على عدة محافظات عراقية طبعا ــ نتيجة لتواطؤ سافر وصريح من قبل أمراء الوية وفصائل في الجيش العراقي وربما بأوامر من جهات عليا ايضا ـ كالعادة ـ في البداية حصلت قوات الحشد على ثناء واستحسان الشارع العراقي لدورها في محاربة داعش ، و كان من المفروض أن تُحل هذه قوات الحشد ، أو تتم عملية دمجها على شكل أفراد متفرقين متناثرين بين ألوية و فصائل ووحدات الجيش العراقي ,( انا فضلت الحل الثاني في إحدى مقالاتي لعلمي بمدى رغبة أبناء الجنوب العاطلين عن العمل في التطوع بين صفوف الجيش ، كتقليد شعبي قديم سائد ومقبول اجتماعيا ــ بل ومرغوب وكحل عملي لمشكلة البطالة في الوقت نفسه ) ، ولاسيما بعد تحرير تلك المحافظات وإنهاء وجود داعش الإرهابي أو تهميشه ميدانيا ، غير أنه وبدافع تمويه و تضليل التفاف على هذه المطالب ، جرت عملية إلحاق قوات الحشد إلى مؤسسة الجيش العراقي ــ شكليا ــ نقول شكليا لأنها بقيت على حالها السابقة أي كمؤسسة مستقلة و كجيش رديف ،ولكن أقوى نفوذا وهيمنة وحضورا من الجيش العراقي نفسه ، وهو بذلك قد أصبح أشبه ما يكون بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني ..

و لكن المثير في الأمر هو قيام قوات الحشد بمهام تتجاوز واجباتها خارج الأطر و المهمات العسكرية : مثل إقدامها على اعتقال مواطنين عراقيين بتهمة ” منحرفون دينيا ” ؟!!..

علما أن هذه التهمة أي ” منحرفون دينيا ” تهمة غامضة وفضفاضة جدا ..

ويمكن توجيهها ضد كل من ولد في عائلة مسلمة رضيعا صغيرا بنقطة صفر من وعي و أصبح اتوماتيكيا مسلما ــ طبعا رغم على إرادته ـ الذي لا يمارس فروض وطقوس الدين كالصلاة والصوم مثلا .

وكذلك يمكن توجيه تهمة ” المنحرف دينيا ” ضد كل من لايريد ممارسة هذه الفروض والطقوس الدينية رغم إيمانه الكامل بها .

فالإضافة تهم الانحراف الديني ” يمكن اعتقال وتوقيف المواطنين بتهمة ترويج للمخدرات أو الكحول و غير ذلك من قبل قوات الحشد الشعبي والتي بذلك تكون ليس فقط حافظت على شرف العراقيين و إنما على دينهم أيضا !!….

و لكن بغض النظر عن صحة هذه التهم أو عدمها ، فهي أصلا من مهمات وزارة الداخلية حصرا ــ بل من صلاحيات قسم الجنائيات أو مكافحة الإجرام حصريا ــ إي أنها جرائم ” عادية ” لا تمت بصلة أو علاقة بالإرهاب أو بالدفاع عن سيادة البلاد ضد هجوم أجنبي ..

فيبقى أن نضيف إلى أنه في البداية عندما تنبأ البعض بالنوايا الكامنة خلف تأسيس قوات الحشد لتكون بمثابة أو شبيهة بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني فاعتبرها بعض آخر هذا التصور مبالغة وتهويلا..

..

ولكن ها هي تلك التنبؤات تتحقق فعلا ، كأمر واقع قائم ومفروض رغما وغصبا ، بسبب الاستقواء الطائفي بالنظام الإيراني ذات نفوذ قوي ومنتشر في العراق لحد احتلال غير مباشر ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here