علاء كرم الله
يترقب العراقيين وبفارغ الصبر يوم السبت الموافق 1/10 / 2022 ، حيث موعد أنطلاقة تشرين ثانية التي حددتها الزعامات الشبابية التشرينية ( المشكلة في شباب تشرين ولحد الآن هو ليس فيهم قائد أو قيادة جماعية واضحة ، وهذه أحد أسباب فشل تشرين الأولى!)، حيث سينطلقون متحدين الطبقة السياسية الحاكمة التي تنتظر هي الأخرى موعد أنطلاقة تظاهرات تشرين الثانية بحذر وخوف وبحسابات كثيرة! 0وهنا لا بد من العودة بالذاكرة الى قبل 3 سنوات حيث أنطلاقة تشرين الأولى عام 2019 ، لنطرح السؤال الذي يفرض نفسه! ، وهو ماذا حققت تشرين الأولى ؟ وهل نجحت فعلا فيما طالبت وتظاهرة وأعتصمت وخرجت وضحت من أجله، في الحقيقة ومن وجهة نظري كمراقب للأحداث السياسية التي تجري بالعراق ، أقول وبتجرد ، أن تشرين الأولى فشلت في تحقيق ما خرجت من أجله وخرجت عليه وأرى وقد يكون كلامي قاسيا على شبابها ! أن دماء الضحايا الذين سقطوا والجرحى والمعوقين ذهبت هباء بلا أية نتيجة ! ، فالطبقة السياسية وأحزابها بقت كما هي ، والفساد أستشرى أكثر بل صار أقوى والمحاصصة السياسية والطائفية بين الأحزاب السياسية والتي أسسها السيء الذكر( بول بريمر) كأساس للعملية السياسية بالعراق صمدت ولم تهتز لها شعرة وظلت هي التي تحكم صورة المشهد السياسي ، وأنفلت السلاح أكثر وأكثر ومعه تدهور الوضع الأمني نحو الأسوء وأزداد شعور المواطن بالخوف والغربة داخل وطنه! ، ولم يتم استرجاع الوطن الذي ضحى من أجله أكثر من 800 شاب عراقي ، بل ضاع الوطن أكثر وأكثر ، وصار بعيد المنال وحلم أستعادته أصبح مستحيلا! 0 الواقع يقول أن تشرين الأولى لم تغير أي شيء أبدا لا سياسيا ولا أقتصاديا ولا أمنيا ولا أجتماعيا ولا ولا ولا! ، فكل شيء بقى كما هو قبل الأنتفاضة ، بل ازداد سوءا وأزددنا تراجعا وتخلفا! ، أليست هذه هي الحقيقة يا شباب تشرين؟0 أرى ومن وجهة نظري أن عدم وجود قيادة واضحة لشباب تشرين كانت أحد أسباب تخبطها ومن ثم أختراقها وفشلها ، ثم جاءت أطلاقة الرحمة من السماء! (أنتشار وباء كورونا) ، لتنهي الأنتفاضة وتسكتها وكأن حكمة الله أرادت لها ذلك ! 0 السؤال الآن ماذا ستحقق تشرين الثانية ؟ التي لا زالت ترفع نفس مطالب تشرين الأولى!؟ والتي لا زالت عديمة ومجهولة القيادة لحد الان؟ (وهذا جوهر فشلها من بدايتها الأولى في 2019؟ كما ذكرنا آنفا) ، فلا يعرف قائد وزعيم ثوري لها؟، وأذا كانت تشرين الأولى ، قد أستحلت ساحة التحرير ونصبت الخيام تحت نصب الحرية الذي أتخذت منه رمزا لأنتفاضتها ، وأمتدت الى نفق الباب الشرقي وأحتلت المطعم التركي واطلقت عليه أسم ( جبل أحد) وراحت بعيدا وأمتدت الى السنك وشارع الرشيد وبقية المناطق المحاذية والقريبة الى ساحة التحرير، فلا أعتقد أن تشرين الثانية ستحقق ولوجزء بسيط مما عملته تشرين الأولى في هذا المجال ؟؟! 0 أن الحكومة والطبقة السياسة وأحزابها الحاكمة تعتبرأنتفاضة تشرين الأولى عدوتها اللدودة حيث تشكك بعدم وطنيتها وتتهمها بأنها ممولة من الخارج وطالما وصفتهم (بالجوكرية وأبناء السفارات) ، ومن الطبيعي أن هذا الوصف سيسري على تشرين الثانية بلا شك!0 وهنا لابد من الأشارة ، ورغم كل شيء ألا أن تشرين الأولى وحراكها الجماهيري الكبير وصداها الواسع أستطاعت أن تهز وتخيف الحكومة وأحزابها بشكل حقيقي وصادق! ، بحيث أجبرت رئيس الحكومة السابق ( الدكتور عادل عبد المهدي على تقديم أستقالته) ، ولكن الآن وبعد مرور 3 سنوات أرى ومن وجهة نظري كمتابع لما يجري ، أن الحكومة وأحزابها السياسية ، سوف لم ولن تسمح بأعادة وتكرار تشرين أخرى ان كانت ثانية وثالثة وغيرها! ، فقط ستسمح لهم بالتظاهر وبالهتاف وبالشعارات التي يرفعونها وهذا ما نص عليه الدستور!، أما غير ذلك فسيتم مجابهته بقوة وعنف! ، حتى وأن أصطف أعداء الأمس مع شباب تشرين الثانية (أقصد هنا أتباع السيد الصدر)! 0 قد يرى البعض ولربما الكثيرين بأن مقالي هذا فيه أحباط لعزيمة وهمة شباب تشرين وأنتفاظتهم التي سينطلقون بها يوم 1/10 ، ولكن هذه وجهة نظري وحقيقة ما أرى وألمس عبر الأحداث التي تجري بالعراق والمنطقة منذ 20 سنة ولحد الآن فلا أستطيع المجاملة ، والنفخ بقربة مثقوبة!0 أن محور الشر الأمريكي البريطاني ، الذي يحكم العالم لايريد للعراق أن ينهض من جديد! بل يريد له المزيد من الخراب والدمار ونزيف الدم ، وبالتالي سوف لم ولن يسمح لأية تشرين أخرى أن تنجح أو أية أنتفاضة جماهيرية أن تقوم وتتمدد وتكون مزارا للعالمين0 وليعذرني ثوار تشرين عما أقوله! فالحقيقة مرة دائمة ، فلم يحن الوقت بعد لتغيير الوضع في العراق ضمن المعطيات الدولية والأقليمية 0 ولننظر ونرى0
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط