الغزو

تعلمنا من التاريخ دروسا عن ويلات الحروب وقساوة الغزوات التي دمرت وقتلت ونهبت وفتكت بالشعوب التي مرت عليها .

ومنها على سبيل المثال غزوات المسلمين وحروبهم التي وصلت إلى السند والهند شرقا وإلى أسبانيا غربا والتي يحلوا للمسلمين أن يسمونها بالفتوحات الإسلامية.

ومثال آخر يقابله بنفس الهمجية هو الحروب الصليبية المدمرة التي فتكت بالكثير من الارواح في الدول التي استباحتها ودمرتها من بلدان المسلمين وغير المسلمين.

ولا يمكن أن يفوتنا غزو المغول التتر بقيادة كل من هولاكو وجنكيزخان واتباعهم وتدمير ونهب كل ما وقع تحت سلطانهم من ثروات.

بعد هذه المقدمة نريد أن نتحول إلى التاريخ الحديث حيث غزت كل من روسيا واميركا أفغانستان وتركت هذا الشعب يعاني من الجوع والحرمان والتخلف وخرجت الدولتان مهزومتين شر هزيمة.

ولا ننسى غزو العراق للكويت وهزيمة زعيم الغزو صدام حسين التكريتي الذي ترك خلفه بعد إعدامه مع أفراد من عائلته آلاف القتلى والجرحى والتدمير الشامل للعراق .

كما تورطت المملكة العربية السعودية قبل عدة سنوات بغزو اليمن الذي كان شعبه عاملا مهما في بناء مملكة آل سعود ، واستطاعت القوات الغازية السعودية من خلال الغزو تدمير الكثير من البنى التحتية فيها وتشريد الشعب اليماني الذي كان يعاني من الفقر والتخلف أساسا.

واخيرا ما قامت به روسيا خلال الأشهر السابقة من حماقة كبيرة لا مبرر لها حيث غزت واحتلت اوكرانيا والاستيلاء على مساحة كبيرة منها .

بطل هذه الحماقة هو الرئيس الروسي فلاديمير بيوتن . ضحايا وقتلى وتشريد للسكان الاوكرانيين وتدهور عالمي للاقتصاد وانهيار في مستويات المعيشة للعديد من سكان الدول وتهديد مصالح بلدان العالم من خلال التلويح بالحرب النووية.

لا يهمنا من تسبب بالغزو ولا تهمنا تبريراتها ،
كل ما نفهمه وما علمنا التاريخ من تجارب ودروس أن الحروب والغزوات قاسية ، مفجعة ومدمرة وليس فيها اي طرف رابح .

د. ضياء السورملي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here