العراق وثنائية الدوله

د.اكرم مطلك

يعيش العراق اليوم مابين حكم جناحي دولتين أحداهما مايسمى بالدوله الرخوه وهي بدون هيبه ولااحترام للقوانين ينتشر فيها الفساد والرشاوي والسرقات في سلطتها التنفيذيه والتشريعيه وتتسم بضعف القضاء ,دوله لايمكنها محاربة السراق والفاسدين بنيتها التعليميه والصحيه والتحتيه منهاره قراراتها مرهونه بتدخلات الجهات الأجنبيه فيها تقييد للحريات وعدم احترام حقوق الأنسان .
الدوله الأخرى هي الدوله العميقه وهي دولة الظل المسيطره والمهيمنه على السلطات التشريعيه والتنفيذيه والها تأثير كبير على قرارات القضاء وتدير الأمور من خلف الكواليس وهي تمثل حكومة الظل موازيه للدوله الرسميه ولهذه الدوله ممثيلها في المؤسسات الأقتصاديه والأعلاميه والعسكريه تعمل على المحافظه على الأوضاع العامه وابقائها تحت سيطرتها , ان احدى أدوات عمل الدوله العميقه هي استمراراها في الهيمنه التامه عن طريق استخدام العنف عن طريق أذرعها المسلحه بدواعي الحفاظ على الأمن القومي والخطر الخارجي وتقوم بقمع وقتل المعارضين ويتم استغلال المؤسسات الدينيه لتبرير أجراءاتها واعطاء طابع شرعي – ديني الأمر الذي يدفع المواطنين بألتزام الصمت .كما ان لهذه الدوله العميقه شبكات اقتصاديه تتحكم بأقتصاد السوق كنوافذ للسرقه وتحصيل الأموال الطائله وتملك ايضا شبكات أعلاميه تعمل على نشر الحيل والخدع والتظليل في اتجاه المحافظه على شكل الدوله والنظام العام الرخو.
ان هذين النمطين من اشكال الدوله هي الحاله التي نعيشها في العراق فنحن مابين دوله رخوه ضعيفه لاتحاسب الفاسدين غير قادره على اتخاذ القرارات الحاسمه ودوله عميقه تتحكم بمفاصل البلاد من جميع جوانبها.
اننا نعيش بين حانه ومانه ويبقى القرار الحاسم هو للشعب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here