الاجراءات والبروتوكولات في العلاقات الخارجية

أ.د عبودي جواد حسن
بروفسور في جامعة عجمان سابقا

مما لايخفى على احد انه على صعيد العلاقات الخارجية بين الدول هناك اعراف وبروتوكولات يتوجب على ممثلي الدول كل حسب مقامه الالتزام بها في المناسبات . ويعتبر الخروج عليها انتهاكا لقواعد متعارف عليها يستوجب في معظم الاحيان اتخاذ اجراءات ردعية من قبل الحكومات لمنع تكراره.
وضعت هذه الاجراءات الموحدة لضرورة تلافي اختلاف ثقافات الدول والقوميات وضرورة احترام متطلبات الاديان وتوفير الاحترام والتوقير لممثلي الدول من قبل اقرانهم عند الاستضافة.
وبعض هذه المتطلبات يتوجب استكشافها قبل بدء الفعالية الدولية واطلاع الممثل على ما يتوجب عليها مراعاته منذ بداية عمله في العلاقات الخارجية والتذكير بها قبل بدء الفعالية بوقت مناسب.
الالتزام بهذه المتطلبات ضرورة اولا لوجود وسائل الاعلام التقليدية والان شيوع استعمال وسائل التواصل الاجتماعي وثانيا خوفا من ظاهرة التعميم على طباع من ينوب المسؤول عنهم ( Stereotyping)
وثالثا اي سلوك منافي دليل على تدني مستوى ثقافة المسئول ونفسيته وتدني درجة ذوقه ورابعا عدم احترامه للتقاليد المرتبطة بالمناسبة وعدم اكتراثه بالحضور والمناسبة وخامسا قلة احترام هذا المسؤول لدولته والاستهانة بحكومته والتمادي بعدم الاهتمام بالمستلزمات وربما هناك اسباب اخرى دفعت بهذا المسؤول للقيام بهذا العمل غير اللائق قد تكون احيانا مادية او معنوية او كليهما او مرتبط بعادة درج عليها هذا المسؤول كما حدث للرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسن الذي اعتاد على احتساء الخمور بافراط حتى بالناسبات الرسمية وذلك عندما نعت الاعلاميين ب”أنتم الكارثة” (You are the disaster )عندما كان في مؤتمر صحفي مع الرئيس الامريكي الاسبق كلنتون عندما سئل عن فشل المحادثات بينهما مما اثار ضحك كلنتون.
اعمال كهذه لها نتائج غير طيبة بالنسبة لمن ينوب عنهم وبمثلهم هذا المسؤول الذي لايحترم مسؤولياته. اذ تعطي انطباعا عن اهتمامه بذاته اكبر من اهتمامه بوطنه (Egoistic ) كما حصل مع دبلوماسي عربي اهمل الاستماع والانتباه الى كلمات ممثلي الدول في الامم المتحدة وبدأ يشاهد مباراة لكرة القدم على شاشة حاسوبه امام مرئ الجميع او كما فعل موظف جوزات في مطار دولي باستنساخ جواز سفر رئيس دول عظمى ونشره في الاعلام لاغراض قد تكون مادية. وقيام دبلوماس عربي باقامة حفلات كبيرة بدعوة وتمويل من سفارة بلده تكريما لنجوم تحبهم اسرته هو يظهر فيها المحتفلون بازياء واوضاع غير مقبولة لابناء بلد الذي يمثلونه وتقاليده. وفوق كل هذا قيامه بالتبرع من المال العام لهؤلاء النجوم في حين افراد من شعب بلاده يبحثون عن طعام في المزابل. هذه افعال تقشعر لها الابدان وتستنهض الضمائر الحية. وهذه اعمال لها علاقة بسمعة البلد والمال العام.
واعمال كهذه قد تعطي انطباعا عن تغلب وتغليب العواطف على البرتوكول فطريا كما حدث مع ميشيل اوباما عند زيارة الرئيس الامريكي الاسبق لملكة بريطانيا حيث من متطلبات اللقاء عدم لمس اعضاء جسم الملكة كوضع اليد على الظهر. وذلك عندما قامت ميشيل اوباما بوضع يدها على كتف الملكة. ومن الامثلة ايضا خروقات الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وزوجته عند زيارته للمملكة المتحدة وكان ابرزها تقدمه في السير على الملكة عند تفتيش حرس الشرف
وهذه افعال الاخيرة يمكن تقويمها وتصويبها واضرارها اقل من سابقتها.
المسؤول الذي يمثل شعبه في الخارج يتطلب منه التدرب على هذه المهمة والابتعاد عن خروقتها او على الدولة المرسلة (Sending State )القيام بعملية التدريب والالتزام بمتطلبات العمل الرسمي في الخارج او قيام حكومة الدولة المرسلة بانتقاء من بامكانهم تمثيل البلد اذا تطلبت السرعة او الطلب من الدولة المستقبلة (Receiving State ) ابداء الراي على الاسم المقترح قبل الارسال.
خلاصة ما اردنا فوله ان حكومات الدول القوية بضوابطها وصرامتها بالتعامل وباستشاراتها وتحديد مسؤوليات من يمثلون الشعب بالخارج تستيطع التحكم بزمام الامور ويشتمل ذلك على الاجراءات الردعية بوجه خاص ومتى ما لزم الامر لان سمعة البلد في الخارج من اولويات الحكم وادارة الدولة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here