دولُ الدنيا!!

دولُ الدنيا!!

دوَلُ الدُنيا بغابٍ تَلعَبُ

وأسودٌ لافْتِراسٍ تَذْهَبُ

*

بَعْضُهم فيها هَروبٌ أرْنبُ

وكثيرٌ برُباها ثَعْلبُ

*

وقرودٌ حَوْلَ أسْدٍ إحْتَفَتْ

مِثلُ شيْطانٍ لخيرٍ يَحْجِبُ

*

وعلى الأرضِ ظباءٌ أذْعَنَتْ

لسَبوغٍ لطريدٍ يَغلِبُ

*

بقوانينِ صِراعٍ قد مَضتْ

وتَواصَتْ بقتالٍ يَصْعَبُ

*

لا سَلامٌ بلْ حُروبٌ أوقِدَتْ

وبها نارٌ بنارٍ تُثقَبُ

*

وضَعيفٌ عن ضَعيفٍ إنْتَحى

وقويٌّ بقويٍّ يُرْهَبُ

*

غايةُ الأسْدِ فَرادى صَيْدُها

ولذا التفريقُ فيها مَذهَبُ

*

ولسانٌ جاءَ قولاً خادِعاً

مُسْتَميلاً غافِلاً لا يَشْجِبُ

*

صارَ غُنماً لوحوشٍ أشِرَتْ

يَتثاغى , وقطيعٌ يَهْرَبُ

وعلى الآفاقِ شمْسٌ أشرَقَتْ

وخليقٌ عَنْ حَياةٍ يَغْرِبُ

*

قوّةُ الشرِّ لنَفسٍ أمَّرَتْ

وبها الشرُّ شروراً يُنْجِبُ

*

سُلبَ النصرُ وأضْحى عاهَةً

وهَواناً في زمانٍ يَكْذِبُ

*

فلماذا أمّتي لا تَرْعَوي

وبجَوْرٍ إعْتَراها تُضْرَبُ؟

*

كيفما دارَتْ أصابَتْ كائناً

ونفوساً عَنْ هواها تُعْرِبُ

*

ما لها الدنيا أمانٌ صادقٌ

أيْنما مالتْ إليها تَجْذِبُ

*

سَيْلها الأحْياءُ موْجٌ جارفٌ

وعلى الأكتافِ طيرٌ يَنْعَبُ

*

أكلَ الرأسَ عُذافٌ ناقِمٌ

يَتوشّى بسوادٍ يَكْرِبُ

*

ذابَ عزٌّ بهوانٍ راتعٍ

وأنينُ الويلِ منا يُسْكَبُ

*

أمّة العُربِ أرانا ضدَّنا

كلنا يُرْمى بسهْمٍ يُعْطِبُ

*

نَحْرُنا يُدْمى بطعْنٍ بيْننا

وبهِ صِرْنا ضَحايا تُنكبُ

*

إجْمَعوا شَمْلَ كيانٍ سامِقٍ

واجْعلوا أمّاً بفِعْلٍ تَكْتُبُ

*

حَرْبُها حَرْبٌ شديدٌ وَقعُها

فتمَكَّنْ بسلاحٍ يُرْعِبً

*

أمَمُ الدنيا بشَعْبٍ إقتوتْ

وبعَقلٍ وبرَأسٍ يُرْغَبُ

*

أمّتي هيّا لعِزٍّ فاعِلٍ

ووثوبٍ لعَلاءٍ يُطلَبُ

***

د-صادق السامرائي

9\7\22

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here