وزير البيئة يطالب بمساعدة دولية لمواجهة المتغيرات المناخية

ترجمة: حامد احمد

طالب وزير البيئة جاسم الفلاحي بمساعدة دولية لإنقاذ العراق من المتغيرات المناخية، لافتاً إلى أن الجفاف ساعد بظهور مدن قديمة تحت المياه.

وقال الفلاحي، في مقال له نشرته مجلة نيوزويك الاميركية ترجمتها (المدى)، ان “الغبار كان المذنب في هذا الوضع حيث كان منتشرا في كل مكان. في احد ايام شهر، أيار، اعلنت وزارة الصحة حالة طوارئ واغلقت مدارس. واوقف محافظ بغداد العمل واغلب المحافظات اعلنت عطلة لإبقاء الناس سالمين في بيوتهم”.

واشار الى ان العراقيين عايشوا كثيرا من الاحداث الصعبة على مدى خمسة عقود انتهت بالحرب مع تنظيم داعش الارهابي وان تبعات التغير المناخي قد تستمر ايضا لخمسين سنة اخرى.

أوضح الفلاحي، “نحن نعيش حاليا آثار التغير المناخي ونحتاج الى مساعدة للتعامل معه. ووضعت الامم المتحدة العراق ضمن اكثر خمسة بلدان في العالم تأثرا بالتغير المناخي”.

وأورد الفلاحي، “على مدى اسبوعين في هذا الصيف كانت ادنى درجة حرارة 49 درجة مئوية واعلى درجة حرارة وصلت الى ما يقارب 51 درجة مئوية، وكانت اقل درجة حرارة سجلت في احد اوقات الصباح بحدود 38 درجة مئوية”.

ويقول، “نعم نحن اعتدنا على الجو الحار، ولكنه يبدو ان الجو اصبح اكثر سوءا وانه يجعل من البلد الجاف اكثر جفافا، لقد وصل الجفاف هذا العام لمرحلة سيئة جدا بحيث انكشفت عنه مدن قديمة كانت تحت الماء”.

ولفت الفلاحي، إلى أن “العواصف الترابية كانت على مدى طويل تعتبر مشكلة في العراق، ولكنها اصبحت متكررة اكثر وقد تأتي عواصف باكثر شدة. على مدى 20 عاما حذرت وزارة البيئة من ان العراق قد يشهد عواصف ترابية على مدى 272 يوما في السنة. وبحلول عام 2050 قد تصل الى 300 يوم مترب بالسنة”.

ورأى الفلاحي، انه “من السخرية ايضا هو اننا نضيف الى هذا الجو المترب ادخنة وقود يحرق في الجو والانبعاثات الغازية مما يجعل هواءنا اكثر سخونة، والان هناك خطط لضخ مزيد من النفط لتغطية الطلب العالمي وتخفيض سعره”.

وقال، “كبلد نامٍ نحن نستخدم عوائد صناعتنا النفطية لتوفير مستحقات مواطنينا ونحسن مستوى معيشتهم بالغذاء وبنى تحتية وتربية وأمن”.

ويواصل الفلاحي، “نقوم بتطوير توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ونستفيد من وفرة الطاقة الشمسية لدينا، وهناك مشاريع طاقة شمسية يجري تنفيذها بسعة توليد 7.5 غيغاواط”.

وأردف، “نحن نخطط بحلول العام 2030 لان تصل نسبة الطاقة المتجددة بحدود ثلث حجم الطاقة المولدة في العراق”.

واستدرك الفلاحي بالقول، إن “ما يهمنا اكثر الان هو الماء، هذا المورد الثمين بدأ يتراجع لمستويات مقلقة في العراق، واستنادا لوزارة الموارد المائية فان مستويات المياه في العراق انخفضت بنسبة 60% اكثر خلال العام 2022 مقارنة بالعام الماضي”.

وأكد، أن “حوضي نهر دجلة والفرات في العراق، اللذان يمثلان العمود الفقري للعراق، يفقدان كل عام نسبا كبيرة من المياه، وان الوزارة تحذر من ان العراق قد يصبح بحلول عام 2040 ارضا بلا انهر”.

ونوه الفلاحي، إلى أن “شحة المياه هذه تضر بالمزارعين العراقيين وتهدد حياة الملايين من المواطنين. وكاستجابة لهذه التحذيرات تعمل الحكومة على تحديث تقنيات الزراعة وخلق نظام ري اكثر كفاءة. وتعمل ايضا على اتفاقيات مع البلدان المجاورة التي تنبع منها 80% من نسب المياه التي تغذي العراق”.

وتابع الفلاحي، أن “هذا ببساطة ليس كافيا، نحن بحاجة لمساعدة اكثر من الولايات المتحدة وشركاء آخرين في العالم ومؤسسات ومنظمات عالمية اخرى”.

وطالب بـ”المساعدة في تقليل الانبعاثات الغازية ومساعدتنا بتأمين حصصنا المائية والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة هنا في العراق ودعمنا بتنويع مصادر اقتصادنا”.

ومضى الفلاحي، إلى انه “نحن بحاجة لمساعدة عالمية في التعامل مع هذا التهديد الحقيقي الذي نعيشه الان. اما عكس ذلك فان بلاد مهد الحضارة قد تصبح ما سيُعرف بموقد التغير المناخي”.

عن مجلة (نيوزويك) الأميركية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here