ليس مقتدى الصدر فاسدا ولكن أتباعه فاسدون

المختصر المفيد.

ليس مقتدى الصدر فاسدا ولكن أتباعه فاسدون

غير الفقراء والمحرومون والمغرر بهم ……!

احمد صادق.

يبدو أن ظاهرة مقتدى الصدر الغريبة وتياره الصدري تنتهي شيئا فشيئا، ربما (بفعل فاعل) خارجي شرقي وغربي، مع عودة البرلمان لعقد جلساته بعد انقطاع بسبب مهاجمته واحتلاله من قبل الصدريين، رغم بعض المنغصات الصاروخية التي اطلقت باتجاه المنطقة الخضراء في وقت انعقاد البرلمان! هذه الظاهرة، ظاهرة مقتدى الصدر وتياره، التي امتدت لسنوات واحدثت، إلى جانب الأحداث السياسية والأمنية والفساد الذي رافقها بعد السقوط في 2003، ما لن يُنسى في تاريخ السياسة العراقية المعاصر. ومع بداية نهاية هذه الظاهرة، كما تبدو لنا من الأحداث المتلاحقة، نستطيع أن نقول كلمة وداعية يمكن أن تكون تحليلا متواضعا لظاهرة مقتدى الصدر وتياره الصدري …..

….. ليس مقتدى الصدر فاسدا ولكن اتباعه في التيار فاسدون، غير الفقراء ولا المحرومين ولا المغرر بهم في هذا التيار. مقتدى الصدر سكت وغضَّ الطرف في احيان كثيرة عن اتباعه المقربين الفاسدين في التيار لسنوات وهم يُفسدون في الحكومة عن طريق الوزراء التابعين له فيها، وسكت وغضَّ الطرف في أحيان كثيرة عن ميليشياته خارج الحكومة وهي تعتدي على الناس وتستعرض في الشوارع لإظهار قوتها وسطوتها وتهجِّر العوائل من مناطقهم وتأخذ الإتاوات من المحلات التجارية بل وتعتقل وتسجن وتعذب وتقتل ايضا إذا تطلب الأمر. سكت عنها وغضَّ الطرف مقابل حمايته وحماية زعامته من أي خطر يتعرض له ومن أجل أن يحافظ هو على تأثيره ونفوذه وحصته في تشكيل الحكومات المتعاقبة كما قال مرة: لا تشكل حكومة إلا بموافقتي! هو اتفاق ضمني، وربما كان اتفاقا شفهيا سريا، بين مقتدى الصدر وأتباعه: حمايتك وحماية زعامتك السياسية ونفوذك وما يصلك من نصيب الوزارات التي يشغلها جماعتك مقابل أن تطلق أيدينا أمنيا نفعل ما هو ضروري …..!

…… ومع نهاية ظاهرة الصدر وتياره، إذا بقيت الأمور تسير كما تسير اليوم، يمكن القول ان العراق قد يشهد فترة استقرار سياسي وأمني تبعا لذلك ولكن لا ضمانة أن هذا الإستقرار السياسي والأمني، إن حدث، يمكن أن يستمر ويثبت وينتهي العراقيون من هذه المعاناة الطويلة والقاسية إلا إذا انتهى العراق من حكم الإسلام السياسي وتحول إلى الحكم المدني فلا يبقى تيار صدري ولا إطار مالكي ……!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here