صنع الشاي والقهوة …..

ولا تختلف تجربة نانا واتراي من اليابان عن تجربة رافات.

تقول نانا: “كانت أمي تعمل في مكتب شركة أغذية كبرى، وأثناء فترة عملها كان الموظفون الذكور يأمرون النساء ببساطة بصنع الشاي أو القهوة، وكان ذلك يعتبر أمرا طبيعيا”.

كان لدى كل فرد في المكتب قدح معين وكان من المتوقع أن تعرف النساء كل قدح وصاحبه، وكُلفت النساء بعمل الشاي إلى جانب وظيفتهن اليومية.

وتقول نانا:”كانت أمي والموظفات الأخريات يتناوبات على عمل الشاي والقهوة في الصباح، لقد أصبح ذلك جزءا من وردية عملهن، كانت وظيفتهن الأولى في الصباح”.

وكان استماع نانا إلى تجارب والدتها قد ألهمها السعي للقيام بالأدوار القيادية.

وعندما دخلت نانا سوق العمل منذ حوالي 30 عاما لاحظت قيام النساء بـ”الأدوار الثانوية”.

وتوضح قائلة: “حصل الرجال على المواقع المهمة مثل المبيعات والإدارة والتسويق وما إلى ذلك، وكانت النساء يحصلن فقط على أدوار مساعدة في المكاتب وأعمال كتابية ومواقع ثانوية، ولم يكن لدى معظم الشركات امرأة على مستوى المديرين والمديرين التنفيذيين”.

ومن ثم قررت نانا العمل بشكل حر كمنسقة فعاليات ومترجمة، وتقول إنها تخلت عن تكوين أسرة من أجل التركيز على حياتها المهنية.

وتقول نانا إن الأمور بحاجة إلى التحسن، على الرغم من اعترافها بأن الأمور قد تحسنت عن زمن والدتها.

فعلى سبيل المثال، أقرت الحكومة اليابانية قانون تكافؤ فرص العمل في عام 1986 والذي يحظر التمييز ضد المرأة في التدريب المهني، والمزايا الإضافية، والتقاعد والفصل، كما ينص على معاملة النساء والرجال على قدم المساواة فيما يتعلق بالتوظيف، والمهام الوظيفية، والترقية.

وتأمل نانا أن تؤدي هذه التغييرات التي تحدث في ثقافة العمل اليابانية إلى تجنيب الجيل القادم من النساء الاختيار بين الاحتفاظ بالعمل وتكوين الأسرة.

“نحتاج قرنين لسد الفجوة”

يقول تقرير جديد عن التكافؤ العالمي بين الجنسين إن الأمر سيستغرق 132 عاما بالوتيرة الحالية للوصول إلى المساواة الكاملة.

ويوضح تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في يوليو/تموز 2022 إن أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة لا تساعد النساء، وتؤثر بشكل غير متناسب عليهن.

ويوجد في جنوب آسيا فجوة أوسع وسيستغرق تحقيق المساواة حوالي قرنين.

ويقول التقرير إن كوفيد 19 قد أعاد التكافؤ بين الجنسين إلى الوراء بمقدار جيل، ويوجد في جنوب آسيا الفجوة الأوسع حيث تشير التقديرات إلى أن تجاوزها سيستغرق حوالي قرنين.

وتقول ليز فيسترلوند، أستاذة الاقتصاد بجامعة بيتسبرغ، إن هذه الفجوة ستزداد اتساعا إذا استمرت النساء في القيام بـ “الأعمال المنزلية في مكان العمل”.

وتعاونت البروفيسور ليز فيسترلوند مع 3 من صديقاتها في تأليف كتاب بعنوان “نادي لا” لوضع حد لقيام المرأة بالمهام التي لا تؤدي للترقية في مكان العمل.

وتجادل قائلة: “إذا كنت تقومين بالكثير من الأعمال التي لا تؤدي للترقية فستواجهين أيضا الكثير من الضغط العاطفي والإرهاق لأنك لا تستخدمين المهارات المهنية”.

كيف تقولين لا بنجاح؟

تشعر ماريا، السكرتيرة من الأرجنتين التي ذكرناها سابقا والتي تقوم بالكثير من “الأعمال المنزلية في مكان العمل” لرئيسها، بالحرج بسبب وضعها.

وتقول: “نعرف بعضنا البعض منذ فترة طويلة، وهي الآن مثل علاقة الأب والابنة، كان بإمكاني أن أقول لا بطريقة مهذبة دون مواجهته، لكنني لم أقل لا أبدا، لا أعرف لماذا”.

وتضيف قائلة: “أعلم أنني مؤهلة أكثر من اللازم لهذه الوظيفة، وفي كثير من الأحيان أسأل نفسي.. لماذا أفعل ذلك؟”.

وتعترف ليز بأن قول “لا” ليس بالأمر السهل وتنصح النساء بالتفاوض. وتقول:”بدلا من مجرد قول نعم، قولي سأقوم بهذه المهمة ،ولكن إذا توليت هذه المهمة، فلن أقضي وقتا كافيا في إطلاق المنتج.. إلخ”.

وتضيف قائلة: “إن تحويل الأمر إلى قضية عمل هو أفضل طريقة، لأن ذلك يضر في نهاية اليوم بالمنظمة نفسها”.

وتقول إن التغييرات لن تأتي إلا عندما يدرك المديرون أن مثل تلك المهام الإضافية ستؤثر على مستوى العمل الفعلي.

وتخطط ماريا، التي تدرس للحصول على درجة الدكتوراه، لترك وظيفتها الحالية لكنها تتعهد بأن تقول لا في أي مناصب تتولاها في المستقبل.

وقالت رافات من نيجيريا لبي بي سي إنه على الرغم من أنه غالبا ما يكون مجال التفاوض المتاح للنساء ضئيل في بعض الأوساط الاجتماعية والثقافية، إلا أنها توافق على المقاومة وقول لا للمهام التي لا تؤدي للترقية، وأعطتنا مثالا حدث لها هي شخصيا خلال قيامها بعمل تطوعي.

وتقول رافات:”كنت المرأة الوحيدة في اجتماع، وكنت الأكثر خبرة ومع ذلك طُلب مني تدوين ملاحظات، نظرت إليهم وأخبرتهم أنهم بحاجة إلى الحصول على سكرتيرة لتدوين الملاحظات”.

وتخيل ماذا حدث؟ لقد فعلوا ذلك.

وتضيف قائلة: “إن تحويل الأمر إلى قضية عمل هو أفضل طريقة، لأن ذلك يضر في نهاية اليوم بالمنظمة نفسها”.

وتقول إن التغييرات لن تأتي إلا عندما يدرك المديرون أن مثل تلك المهام الإضافية ستؤثر على مستوى العمل الفعلي.

وتخطط ماريا، التي تدرس للحصول على درجة الدكتوراه، لترك وظيفتها الحالية لكنها تتعهد بأن تقول لا في أي مناصب تتولاها في المستقبل.

وقالت رافات من نيجيريا لبي بي سي إنه على الرغم من أنه غالبا ما يكون مجال التفاوض المتاح للنساء ضئيل في بعض الأوساط الاجتماعية والثقافية، إلا أنها توافق على المقاومة وقول لا للمهام التي لا تؤدي للترقية، وأعطتنا مثالا حدث لها هي شخصيا خلال قيامها بعمل تطوعي.

وتقول رافات:”كنت المرأة الوحيدة في اجتماع، وكنت الأكثر خبرة ومع ذلك طُلب مني تدوين ملاحظات، نظرت إليهم وأخبرتهم أنهم بحاجة إلى الحصول على سكرتيرة لتدوين الملاحظات”.

وتخيل ماذا حدث؟ لقد فعلوا ذلك.

أمثلة على “الأعمال المنزلية في مكان العمل”
شاركت بعض النساء تجاربهن مع بي بي سي موندو (الإسبانية).

تقول إيديث من المكسيك: “طلب مني مديري تحديد موعد له لتجديد رخصة القيادة الخاصة به فقدمت شكوى إلى قسم الموارد البشرية، ولكن تم فصلي بعد 3 أسابيع لأن الشركة قالت إنني لم أحترم سلطة مديري والعمل في فريق”.

وتقول غابرييلا من الأرجنتين: “يشمل عمل السكرتيرة / المساعدة في العديد من مكاتب المحاماة عمل القهوة، وشراء وجبات الغداء، وتنظيف الأطباق وغسلها، وتنظيف طاولة غرفة الاجتماعات، وأكثر من ذلك بكثير، وذلك بخلاف الأعمال الإدارية، وكل ذلك مقابل رواتب منخفضة سخيفة”.

وتقول سيلفيا (اسم مستعار) من تشيلي: “كنت أعمل في شركة تعبئة دولية كبيرة، وذات يوم أحضر لنا المدير كعكة، وفي ذلك الوقت كانت نسبة الإناث إلى الذكور في الشركة حوالي 1 إلى 4 ورغم ذلك، التفت إلي المدير وطلب مني قطع الكعكة وتوزيعها، فتجمدت في مكاني”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here