إيران بين المطالبات الحقة والفوضى

لقد اثبتت القيادة الايرانية قدرتها الفائقة في التحرك بالاوقات المناسبة وفي نجاحها لتعزيز وجودها ودورها في مواجهة التحديات والانتصار عليها، واستطاعت القيادة في إيران من تثبيت قوتها في اختيار سياستها كنموذج في كثير من دول المنطقة عبر دعمها لنضال الشعوب في تحررها من كل الضغوط ، ومن هنا كانت القاعدة لانطلاق الثورات في المنطقة والعالم ضد الغطرسة الامريكية والاسرائلية وبدء التحرك الفعلي للقوى الشعبية المقاومة للمشاريع الصهيوأمريكية بالمنطقة،واصبحت بالفعل هدف لمؤامرات قوى الشر وهي على دراية كاملة ، لهذا فهي في خضم الأحداث الاخيرة كانت تراقب الأوضاع بكثب ولازالت والاحتجاج حق للشعب عندما يخرج للمطالبة بحقه و لا علاقة له بأعمال الشغب حيث ان المواطنين خرجوا الى الشوارع وسجلوا مطالبهم في مراحل كثيرة بعيداً عن اعمال الفوضى،

والحكومة لا تقبل أن تتعرض ايران للتهديد بالقرب من حدودها ولها الحق الطبيعي لرد اي عدوان يمس استقلالها وترفض المواقف الصادرة عن بعض الدول وعادتها المألوفة والمؤسفة في انتهاج سلوك انتقائي قائم على التمييز وفي نفس الوقت تطلق التصريحات الاحادية الجانب من اي من الدول وبما في ذلك ألمانيا وأمريكا بشأن هجوم القوات المسلحة الإيرانية على مقار الزمر الإرهابية التي نفذت عمليات إرهابية على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية من إقليم كوردستان العراق و استناداً إلى قواعد القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، تحتفظ بحقها في الدفاع عن أمنها القومي ضد الإجراءات العدوانية واثارت الاضطرابات الداخلية في إيران ،و تتوقع دائما ان تخترق مثل هذه الاحتجاجات والهجمات الشرسة والتعامل بحزم مع من يريدون استغلال مطالب الشعب المتعلقة بالوضع الاقتصادي او الامور التي تغفل عنها لاثارة الفتن والاضطرابات في البلاد.و تتابع تحركات الفوضويين و الارهابيين على الحدود و تصطاد بهدوء عناصرهم في الداخل ، وقد كانت الخطة مكشوفة عندها و خيوط اللعبة لربما في بعض جزئياتها كانت بيدها لكشف رؤوس الفتنة و قياداتها فيما ذهبت الاجهزة الامنية بكل صنوفها بعيدا وكانت على علم مسبق بالمخططات التي تحاك ضدها من على الأراضي الالبانية ، ان الاعداء في ظل هذه الظروف لا يدخرون جهدا للاطاحة بالنظام الاسلامي بالاعتماد على عملائه في الداخل ومن هنا تتحرك الاجهزة الامنية وعلى علم بالاسلحة التي هربها العدو بهدف اثارة اعمال الشغب في البلاد وتم ضبطها عند مثيري الشغب خلال الاحداث وقبل الاحداث ايضاً وليس فقط ان يطلعوا على احصاءات القتلى في هذه الاحداث التي تسعى قدر الامكان الى توعية الشعب امنيا ومعلوماتيا واطلاعه على مخططات العدو، وهي تتابع تحركات الفوضويين و الارهابيين في الداخل وعلى الحدود و تصطاد بهدوء عناصرهم و وتعتقل بعض الاخر من الجماعة المختلفة الارهابية التي يدعمها الموساد الاسرائيلي والمخابرات الامريكية والتي تم العمل عليها منذ سنوات و هي ضمن سلسلة من الخطط التي يتم الاعداد لها من مراكز تدار في دبي بواسطة المخابرات الصهيونية ،وجعلت من منطقة كوردستان منطلقاً للوصول الى اهدافها البائسة والفاشلة وقد اعترفت على صفحات وسائل الاعلام الاسرائيلية بكل صراحة بفشل الخطة و نجاح الحكومة الايرانية في اطفاء “موجة الفتنة ولم تنفع في شيئ سوى تخريب اموال الناس”

عبد الخالق الفلاح- باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here