اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة الاعراف (ح 68)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في خطبة الجمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: مقتضى القاعدة الشرعية ان تكون المساجد والمراقد المقدسة للمعصومين عليهم السلام، وغير المعصومين رضوان الله عليهم ان تكون المساجد والمراقد تحت سيطرة وإشراف الحوزة الشريفة والمرجعية الجليلة وليس لأحد حق ان يتصرف فيها الا بإذنها وتوجيهها لان المسألة بالأساس هي مسألة دينية والدين كله بيد الحوزة جيلا بعد جيل “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” (الاعراف 31) فليس من الانصاف ان يكون بعض الدين بيد الحوزة وبعض الدين خارج عن يد الحوزة. وقد كان ذلك فعلا موجودا منذ زمان المعصومين سلام الله عليهم، الى عصر الشيخ صاحب الجواهر قدس الله روحه، حيث كان العلماء ردحا طويلا من الزمن وعلى مرور قرون، في الحقيقة، هم الذين يعينون السادن او الكليدار الذي هو المسؤول الرئيسي في العتبة، في هذه العتبة او تلك او في هذا المسجد او ذاك ، بيد العلماء صرف ، حتى آل الامر الى مرجعية الشيخ صاحب الجواهر قدس سره، فعين شخصا، فلان يسموه انا لا احفظ الاسماء بالضبط، جعله كيلدار لصحن امير المؤمنين ثم توفي الشيخ صاحب الجواهر قدس سره، وكان المفروض بهذا السادن ان يأخذ الاذن من المرجع الذي بعده او ان يعطيه الحق بعزله ولربما ان الذي جاء بعد الشيخ صاحب الجواهر ما كان راضيا عن تصرفات هذا الرجل واراد تغييره فعصى وبقي على السدنة والكليدارية وتسلسل الامر الى الآن، وخرجت الكليدارية في كل العراق عن الحوزة الشريفة. وانا رأيت اذنا مكتوبا من قبل احد المراجع المتأخرين وهو السيد محسن الحكيم قدس سره الى سادن حرم الكاظمين عليهما السلام في حينه: الشيخ عبد الحميد الكليدار بإجازة التصرف بأموال الضريح وفيها على ما أتذكر الاذن بان يصرف على نفسه واخوته واسرته واعمامه واخواله بمقدار ما يجد فيه المصلحة ثم يصرف الباقي على الفقراء والمحتاجين ولم يطالبه السيد الحكيم قدس سره، بأن يدفع اليه من اموال الضريح ولا فلس واحد، والمهم ان الشيخ عبد الحميد كان متورعا بهذا المقدار في أخذ الاجازة لا أقل من الناحية الشكلية اذا سألوه انه انت بأي حق تتصرف في اموال الضريح يقول بأنه انا آخذ اجازة من المرجع الذي اقلده، ومن المظنون انه إنما كانت اجازة بكل المبلغ لأنه ليس هناك أمل ان يدفع اليه شيئا لو طالبه به بطبيعة الحال. ونحن نعلم ان السادن في بعض الدول المسلمة رجال دين كما في ايران والسعودية وكل واحد حسب مذهبه ولذا كان يعتقد العوام ولعلهم لا زالوا، اليس تجد ان السادن والخدمة انما هم رجال دين كثير هذا الاعتقاد موجود، كأن الحوزة بدرجة عالية تمثل رجال الدين والخدمة والسدنة يمثلون رجال الدين بدرجة ادنى فلذا يعطوهم الحقوق ويسألونهم عن الفتاوى والمشاكل الدينية ونحو ذلك فهل هذا المطلب صحيح؟ أنا هذا الذي اريد ان احذركم منه. الا ان المسألة منذ وفاة الشيخ صاحب الجواهر الى الآن، قد انفصلت عن الحوزة وعن المرجعية الى ان سيطرت عليها وزارة الأوقاف من حوالي ثلاثين سنة، الى الان واصبح السدنة والخدمة مجرد موظفين لا يقيمون وزنا لأي امر ديني او دنيوي الا لوظائفهم الحكومية وأوامر وزارة الاوقاف، وهم منقطعوا الصلة بالمرة عن الحوزة وعن العلماء والحوزة منهم براء وهم ايضا براء من الحوزة. ولو إن الأمر اقتصر على ذلك لكان وجها، وان كان وجه قابل للمناقشة، لكن الى الان مثلا نتنزل بالقبول، إلا ان الأمر زاد على ذلك حتى اننا لو التفتنا اليهم وتعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر، له باب وجواب انا لا اريد ان استغيب الكل، لكن عمومهم ليسوا كذلك، اننا لو تعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر فسقة فجرة شاربي الخمر وزناة ويأكلون المال الحرام ويخدعون الزوار بمختلف انواع الخداع لمجرد الحصول على المزيد من المال، ويعملون امورا لم ترد في الكتاب والسنة اطلاقا كـالدود الذي يوزع، يكسب عليه فلوس، إنما هو يشتريه من البزاز ويبيعه على الزائر، ليس فيه اية شرفية ولا بركة اصلا، اعلنها من الآن امامكم جميعا، كالدود والخيوط التي يلفونها حول الضريح الشريف ويلمسون النساء بعنوان التبرك وكثير هذا يحدث ربما يوميه يحدث مع شديد الاسف. وكذلك أغلبهم لا يصلون ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون ، شايف واحد داگ بابك ناطيك خمس ، حق الامام ، اتحدى ذلك منذ مئات السنين وليس الآن ، اما الآن تحت الصفر بكثير من الناحية الدينية ، ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون وكيف شارب الخمر يصلي او يخمس أو يزكي. وهم يسرقون اموال الحرم ، وما يوقفه الزوار يسرقونه بكثافة شديدة وخاصة السدنة والخدمة المهمون ، فمثلا ، مثلا انه أعطي فرد زولية تفرش في الحرم يوم واحد او يومين او ثلاثة ما دام الزائر موجود قبل ان يسافر حتى يشوفه ، بمجرد ان ركب السيارة ودار ظهره وراح تتلفلف والى الابد لا يراها احد وكل الاشياء هكذا ، كل الموقوفات هكذا. واذا ذهبت الى بيوت السدنة واضرابهم تجد التحف والمعلقات والصور والفرش والذهب ، كله من السرقة من المعصومين سلام الله عليهم، وهذا متواتر وقد يصدف انني انا رأيته بعيني ربما كان في سنين قديمة عنده تعزية او كذا واحد منهم نروح له ، فنجد ذلك عيانا وهذا ما يبديه وما عنده مانع اشوفه الناس فكيف ما يخفيه الذي هو اكثر واكثر بطبيعة الحال. ومن هنا ملكوا البيوت الفارهة والسيارات الثمينة والذهب الكثير ، واما الذبائح والغنم وغيرها مما يسحبه الخدم ، يسحبه الخدم من الزوار فحدث عنه ولا حرج وفي كل يوم على الاطلاق يحصل ذلك ولا يعلم الزائر البسيط انه لم تبرأ ذمته وانه وصلت ذبيحته إلى انسان شارب الخمر وتارك الصلاة وغير متورع بل هو من اعداء الله بكل تأكيد حتى اننا نسأل هل ظاهرهم الصلاح؟، كلا ، بل ظاهرهم الفساد وانت بمجرد ان تنظر الى وجوههم وعيونهم والتفاتاتهم تجد فيها الضلال والطمع بالدنيا والبعد عن الآخرة. وكان بعض الخدمة يقوم بقراءة الزيارة لعدد من الزائرين ويأخذ على ذلك مالا وهذا جيد الا ان الامر تقلص وأصبح يأخذ المال بدون مقابل قهرا على الزائرين وبخدعة الزائرين. فالمهم هو الحذر ، الحذر من هذا الوضع الفاسد المنحرف فإن إعطاءهم المال باطل وغير مفرغ للذمة وليس عليه ثواب بل عليه عقاب لأنه تأييد للظلم والإثم ولأعداء الله سبحانه وتعالى ، ويكفي ان يحذر الناس منهم فيقاطعونهم لعلهم يتذكرون او يتفكرون او يتوبون وهيهات ان يتوبوا لانهم غير مستحقين للتوبة.

جاء في كتاب الصوم للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: الله سبحانه غنيٌّ عن العالمين, لا ينفعه قرب القريب ولا يضرُّه بعد البعيد. غير أنَّ ذلك كله في مصلحة المخلوقين, ينال كلُّ واحدٍ منها بمقدار استحقاقه. وقد يكتسب في هذا الصدد المخلوق درجةً عاليةً من الأهمية والرفعة والقرب المعنويِّ إلى الله عزَّ وجلّ، بحيث يكون منسوباً إليه, ومضافاً إلى اسمه الكريم. ولذلك أمثلةٌ عديدةٌ، نطقت بكثيرٍ منها الآيات الكريمة, كقوله تعالى: “عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ” (الاعراف 156).

جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: معاني الشرك ومنها شرك الطاعة، وهو الإعتقاد بلزوم طاعةٍ مستقلةٍ عن طاعة الله عزَّ وجل، أو بتعبيرٍ آخر: طاعة غير الله وغير من أمر الله سبحانه بطاعته. ومن ذلك عبادة الطواغيت والظالمين والشياطين. بمعنى طاعتهم في عصيان الله عزَّ وجل. أو قل : تفضيل طاعتهم على طاعة الله سبحانه.ومن هنا ورد عن عبادة الهوى والشهوة، أي السير على طبق متطلباتها. قال الله سبحانه: “وَاتَّبَعَ هَوَاه” (الاعراف 176). وهذا النوع وإن اعتبرناه من الشرك الجلي. إلا أنه يمكن القول: بأنَّ الدائم والملتزم منه وما يصدر عن قناعةٍ واعتقاد، هو فعلاً من أقسام الشرك الجلي، وأما مع الإلتزام اعتقاداً بطاعة الله، ولكن قد ينـزلق الفرد لطاعة غيره، فهذا من أقسام الشرك الخفيِّ بطبيعة الحال.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here