الضحايا فتيات اتباع اهل البيت في افغانستان: الانحراف عن الصراط المستقيم في القرآن الكريم (ح 2)

الدكتور فاضل حسن شريف

ان المؤمن الذي لا انحراف في ايمانه هو الذي عاقبته على الطريق الحسن وليس السيء “ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤءَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ” (الروم 10) والافغانيون قتلة الابرياء والذين يرضون عليهم من الافغانيين وحتى المتعاطفين معهم قلبيا هؤلاء هم اهل السوء مهما كانت عبادتهم. فبلدهم في أسوأ حال من الفقر والجوع والمرض والتخلف والجهل وزراعة المخدرات. هذا في الدنيا وفي الاخرة عذاب اليم. واحد اسباب الانحراف العناد والاعتزاز والاصرار على الاثم حيث يتصور القتلة الافغانيين انهم اتق الناس ولكن حقيقتهم الكراهية وعدم التسامح والبغضاء والشحناء، يرفعون علم فيه كلمة رب العباد واشرف الرسل نفاقا كما رفع اتباع امامهم معاوية بن ابي سفيان المصاحف “وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ” (البقرة 206). ورد أن من سياقات الانحراف في القرآن هي قبول الولاية الباطلة كولاية معاوية ويزيد رافعي رؤوس قتلاهم على الرماح، والوهابية التكفيرية كما قال الله تبارك وتعالى “أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ” (الحج 4). وهناك المئات من الآيات الكريمة التي تناولت معالم الفساد والانحراف في العقائد والسلوك والاجتهادات كما هو انحراف الافغانيين قتلة الابرياء، وتحدثت عن مفردات الهوى وزخارف الدنيا وآثارها في الحياة الإنسانية حيث يتصور هؤلاء المغضوب عليهم الأفغانيين القتلة انهم افضل البشر، وهم اسوء خلق الله.

الهداية الالهية ضرورة لوقف النفس عن اهوائها وشهواتها “وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ” (محمد 17) نسأل الله تعالى ان يهدي الافغانيين القتلة والمتعاطفين معهم كلاما وقلبا من الافغانيين وان يرجعوا الى رشدهم ويتركوا الابرياء و البسطاء و الفقراء وشأنهم لا ان يجعلوا اجسادهم تتمزق. ورد ان الصراط هو الخط الاقرب بين نقطتين، اي بتعبير اخر خط مستقيم غير معوج “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ” (الفاتحة 6) ان الافغانيين القتلة اشد بعدا عن الصراط المستقيم ان صراطهم الزلازل والغرق في الدنيا والنار في الاخرة. والخط الاعوج يكون اطول “وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (الانعام 153). اما اذا كان منحرفا فقد لايصل الى النقطة الثانية أو الهدف المطلوب الوصول اليه. كل ذلك نتيجة وساوس الشيطان فيزين للعبد ان طريقه صحيحا “قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ” (الاعراف 16-18) انهم عبيد الشيطان الذي يوسوس في عقولهم بقتل الابرياء.

جاء في موقع اورينت: سمح دستور الإمبراطورية الدورانية (1747-1828) لكبار قبائل البشتون بقيادة البلاد. كما ساهم الاحتلال البريطاني في التقسيم الحالي برسمه لحدود تعسفية (خط دوراند) تقسم بلاد البشتون، وهي منطقة متواجدة بين باكستان وأفغانستان. في نهاية القرن التاسع عشر، خلال غزو هزاراجات ونورستان من قبل الملك البشتوني عبد الرحمن خان، حدثت عمليات تطهير عرقي بتواطؤ من البريطانيين. أما مرحلة (1996-2001)، فقد كانت عنيفة بشكل خاص بالنسبة للهزارة الشيعة، إذ أدّت هذه الفترة إلى انتقالهم من أهم مجموعة ديمغرافية إلى المرتبة الثالثة، بعد أن تعرض 60% منهم إلى مجازر. يقول مصطفى، وهو صحفي في حي هزارة في داشتي-بارشي في كابول: “نحن الهزارة نحترم النساء، إننا أكثر تفتحا في مواضيع التعليم وحقوق المرأة على عكس البشتون”. في هذا السياق من المطالبة الهوياتية، طرح الجدل الذي حدث مؤخرا بخصوص تحديد الجنسية في بطاقات التعريف مشكلا متجذرا في تاريخ أفغانستان ذاته. ويكمن الجدل في تعريف مفهوم “الأفغاني” الذي يُعتبر مرادفا لـ“البشتوني” ويصعب أن يكون توافقيا عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الهوية الوطنية. يشرح مصطفى بمرارة: “الحكومة بشتونية ولا يسعها في آخر المطاف سوى حماية إخوانها4”. يشعر الهزارة بالخيانة من قبل الحكومة التي وعدتهم بالحد من انعدام الأمن والتمييز الذي يتعرضون إليه، إذ يُعتبر الأمن بالنسبة للعديد منهم الرهان الأهم. يشرح روح الله: “إننا لا نخشى على حياتنا فحسب كل يوم بسبب القصف، ولكننا نتجنب الذهاب إلى بعض المحافظات التي تُعتبر خطرة للهزارة مثلي”. ويضيف مشيرا إلى سلسلة الجبال المكسوّة بالثلوج التي تحيط بكابول: “آخر مرة ذهبت إلى هناك، نحو باغمان، تعرضت للشتم والابتزاز. لن أعود مجددا”. إن الجريمة المنظمة والسرقة والابتزاز تعد مصدر قلق هي أيضا بالنسبة للأفغان، ولاسيما للهزارة الشيعة، إذ هم أول من تستهدفهم هكذا انتهاكات. وقد أدت مجزرة التاسع من مايو/أيار حسب الحكومة إلى سقوط “أكثر من 5 قتيلا ومائة جريح”، أغلبهم من التلاميذ الهزارة. وهكذا تدفع هذه الطائفة باهظا ثمن عجز الدولة على حمايتها. أن المادة 4 من الدستور تذكر كل الأعراق الموجودة، كما تنص المادة 22 بمنع رسمي لأي نوع من التمييز ضد أي مواطن، ويعترف بالإسلام الشيعي وكذلك بالمساواة بين جميع مواطني أفغانستان. ويعني هذا نظريا المساواة في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والفرص المهنية. ولكن على المستوى العملي ووفقا للانتماء العرقي-الديني، فالأوضاع تختلف، ولا يمكن إنكار وجود معاملات تفضيلية. وفي افغانستان تعج بجميع أنواع الإتجار غير الشرعي (البشر، المخدرات، الأسلحة، إلخ.). في بلد يغلب عليه الطابع الزراعي، تدور الاهتمامات بشكل رئيسي حول الحصول على الأراضي، مما يؤدي أحيانا إلى مشاجرات عنيفة خاصة بين الكوشيين -وهم بدو من العرق البشتوني- والهزارة. بالمقابل، يهتم الشباب المتعلم في كابول أكثر بما يخبئه له المستقبل من حيث الفرص المهنية والسلام والأمن.

جاء في موقع صوت العراق عن تكرار استهداف مساجد الشيعة في افغانستان عام 2021 للكاتب نعيم الهاشمي الخفاجي: عمليات القتل التي تستهدف الشيعة لم تكن أعمال فردية أو طارئة وإنما تنطلق من منطلقات عقائدية عبر تاريخ حافل مليء في جرائم وصلت إلى جرائم تطهير عرقي وأبيدت دول شيعية مثل القضاء على دول الفاطميين في مصر في إسلوب الاستئصال، وإبادة دولة الشيعة الأدارسة في شمال أفريقيا، بل تعاون الخليفة العباسي وزعماء السنة في إيران مع التتار إلى ابادة الشيعة الإسماعيلية في إيران في دولة البويهيين، في الدولة العثمانية أصدر مفتي الدولة الإسلامية العثمانية الشيخ نوح الحنفي بفتوى قتل الشيعة وقتل الذي يرفض قتلهم، فعندما أسس الإنجليز الوهابية ارتكتب الوهابية أبشع الجرائم بحق الشيعة والمتصوفة في الجزيرة العربية واليمن والعراق، وبعد الحرب العالمية الأولى عادت الوهابية لحكم الجزيرة العربية وبعد اكتشاف البترول خصص خمس عائدات البترول لنشر الوهابية. لكن عادت مسلسل استهداف الشيعة وبطرق أقسى من السابق، في كل جمعة يتم مهاجمة مسجد للشيعة ويتم قتل أعداد كبيرة في يوم أمس الجمعة المصادف يوم 15/10/2021 تم استهداف مسجد في صلاة الجمعة في ولاية قندهار تم قتل 130 مواطن شيعي وجرح 200 شخص في انفجار استهدف مسجدا شيعيا في مدينة قندهار في جنوب أفغانستان من خلال هجوم انتحاري ووقع الانفجار في وسط المدينة أثناء صلاة الجمعة، وفي الجمعة الماضي وقع انفجار استهدف مسجدا آخر للشيعة في مدينة قندوز في شمال البلاد وأسفر عن مقتل العشرات بل تجاوز عدد الشهداء المائة شهيد. نعم يدفع الشيعة ضريبة تحريض الإعلام والمؤسسات الدينية الوهابية السعودية بسفك دماء الأطفال والنساء، كان يشيع الوهابيين أن الشيعة لا يصلون ولا يصومون رغم أن العمليات الانتحارية تستهدف الشيعة في مساجدهم وهم يؤدون صلاة الجمعة. بكل الأحوال لولا المؤسسة الوهابية السعودية وتكفيرها للشيعة لما حدثت جرائم استهداف الشيعة بعمليات انتحارية، ماحدث في افغانستان يحدث في العراق ولبنان وسوريا واليمن ونيجيريا وفي أي بلد يوجد به شيعة ويوجد به حواضن وهابية.

.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here