بسبب الحرق العشوائي للنفايات.. أعمدة الدخان تغطي جنوب ميسان والسكان يستغيثون

مهدي الساعدي

تعاني المناطق الواقعة جنوب محافظة ميسان وخصوصا مناطق قضاء المجر الكبير من تنامي ظاهرة تلوث الهواء الجوي بدخان حرق مكبات النفايات ومناطق الطمر الصحي بشكل عشوائي وما يسببه ذلك من تلوث للهواء بمخلفات تلك المحروقات.

وأبدى أبناء قضاء المجر الكبير، والذي يعد أحد أكبر أقضية المحافظة بعد مدينة العمارة تذمرهم بسبب الروائح التي تخلفها عمليات الحرق العشوائي حيث بين كرار عبد الحسين أحد أبناء القضاء في حديثه لـ (المدى) “كارثة بيئية تحدث في القضاء، وتسبب الأذى للجميع والعديد من الأمراض الخطرة بسبب امتداد أعمدة الدخان المنبعث من حرائق مكبات النفايات وتغطي تلك الأعمدة، وما تخلفه من سموم في أنحاء القضاء كافة، وتبقى أكثر من يوم عالقة في الجو”.

وأضاف كرار الذي أطلق مناشداته عبر مواقع التواصل الاجتماعي “يعتبر مكب النفايات قرب القضاء أحد أكبر المكبات في المحافظة، وتحدث فيه عمليات حرق عشوائية من قبل بعض الباحثين فيها، ويستمر الحرق فيها بشكل دوري”. مطالبا بتحويل المشكلة إلى قضية رأي عام لإيجاد الحلول المناسبة.

من جانبه، بين قائممقام قضاء المجر الكبير أحمد عباس لـ(المدى) “يتسبب حرق النفايات برجوع الدخان على مناطق القضاء خصوصا عندما تكون الرياح جنوبية شرقية أو ما تعرف بـ (الشرجي) كون المكب يقع جنوب القضاء، ويبعد عن مركز القضاء ما يقارب 5 كم. أما عند هبوب الرياح الشمالية، فإن الدخان يذهب بعيدا باتجاه الرياح، وساهمت فرق الإطفاء في القضاء أكثر من مرة في إطفاء تلك الحرائق”.

وعن سبب حدوث تلك الحرائق يقول عباس لـ(المدى) “يقوم بعض الباحثين في النفايات، أو مَن يسمون بـ(النباشة) بحرق بعض النفايات التي تحتوي على النحاس أو الأسلاك البلاستيكية لاستخراجه من أجل بيعه؛ مما يتسبب بانتشار النيران في بقية النفايات ومن ثم تصاعد الدخان في الهواء”. وعن أسباب ترك النفايات مكشوفة بدون طمر والحلول والمعالجات التي اتخذتها حكومة القضاء بين عباس لـ(المدى) “تقوم فرق البلدية في القضاء بطمر دوري لتلك المخلفات كل يومين أو ثلاثة أيام وخلال هذه الفترة تحدث الحرائق، ويجري العمل حاليا وبالتعاون مع بلدية القضاء على إعداد منطقة طمر صحي جديدة تبعد 15 كم عن قضاء المجر”. معنيون بالتلوث البيئي بينوا مخاطر مخلفات حرق النفايات وتأثيراتها السلبية على البيئة، وما تشكله من تأثيرات مستقبلية لا يحمد عقباها عن طريق تكوين مركبات كيميائية ذات سمية عالية وبالتالي ضرورة إيجاد الحلول الناجعة والمعالجات السريعة لتلك الظاهرة.

وبين المهتم بمكافحة التلوث البيئي أستاذ مادة الكيمياء علي خلف لـ(المدى) “تتكون العديد من النواتج الكيميائية الثانوية في الجو بسبب حرق النفايات بطريقة غير صحيحة كما تنتج من مخلفات العمليات الصناعية، وتكمن خطورتها في سميتها وآثارها المسرطنة وتأثيراتها المستقبلية المتمثلة بانتقالها وبسهولة للتربة ومنها للسلسلة الغذائية للإنسان منها مشتقات مركب الديوكسين أو ما تسمى الملوثات العضوية الثابتة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here