كيف نمشي وسط النار ونلتذ بالوان اللهب حين نغدو عاشقينا ؟ للشاعر نزار قباني

كيف نمشي وسط النار ونلتذ بالوان اللهب حين نغدو عاشقينا ؟ للشاعر نزار قباني (*) د. رضا العطار

يا إلهي

عندما نعشق ماذا يعترينا ؟

ما الذي يحدث في داخلنا ؟

ما الذي يكسر فينا ؟

كيف نرتد الى دور الطفولة ؟

كيف تغدو قطرةُ الماء محيطا

ويصير النخل اعلى

ومياه البحر احلى

وتصير الشمسُ إسوارا من الماس ثمينا

حين نغدو عاشقينا . .

يا إلهي

عندما يضربنا الحبُ على غير انتظار

ما الذي يذهب منا ؟

ما الذي يولد فينا ؟

كيف نغدو كالتلاميذ الصغار

ابرياء ساذجينا

ولماذا عندما تضحك محبوبتنا ؟

تمطر الدنيا علينا ياسمينا

ولماذا عندما تبكي على ركبتنا

يصبح العالمُ عصفورا حزينا ؟

يا إلهي ما يُسمى ذلك الحبُ الذي ظل قرونا وقرونا

يقتل القتلى ، ويحتل الحصونا

ويذلً الاقوياء القادرينا

ويذيبُ البسطاء الطيبينا

كيف يغدو شَعرُ من نهوى سريرا من ذهب ؟

وفم المحبوب خمرا وعنب

كيف نمشي وسط النار

ونلتذ بالوان اللهب ؟

كيف نغدو – عندما نعشقُ – اسرى

بعدما كنا ملوكا فاتحينا

ما نُسمي ذلك الحب الذي يدخل كالسكين فينا ؟

أنسميه صداعاً ؟

ام نسميه جنوناً ؟

كيف يغدو الكون في ثانية

واحة خضراء . . او ركنا حنونا

حين نغدو عاشقينا . .

ياإلهي

ما الذي يحدث في منطقنا ؟

ما الذي يحدث فينا ؟

كيف تغدو لحظة الشوق سنينا

ويصير الوهمُ في الحب يقينا

كيف تحتل اسابيع السنة ؟

كيف يلغي الحبُ كل الازمنة ؟

فيصير الصيف يأتي في الشتاء

ويصير الوردُ ينمو في بساتين السماء

حين نغدو عاشقينا

يا إلهي

كيف نستسلم للحب ونعطيه مفاتيح الامان

واليه نحمل الشمع ، وعطر الزعفران

كيف ننهار على اقدامه مستغفرينا

كيف نسعى لحِماهُ . . قابلينا

كل ما يفعله فينا

كل ما يفعله فينا

*مقتبس من ديوان الشاعر نزار قباني م 2 ص 494

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here