مجلة نيوزويك: واشنطن قلقة إزاء الهجمات الإيرانية والتركية على الأراضي العراقية

ترجمة / حامد أحمد

بينما يشجب مسؤولون اميركان بشدة سلسلة الضربات والهجمات الإيرانية التي تشنها على مجاميع إيرانية كردية معارضة في شمالي العراق، فان واشنطن عبرت عن قلقها أيضا إزاء حملة تركية منفصلة ضد مواقع حزب العمال الكردستاني (بكاكا) في نفس المنطقة.

وفي اعقاب الجولة الرابعة والأخيرة من الضربات ضد اهداف لجماعات حزب، كوملة، الإيراني الكردي المعارض و الحزب الديمقراطي لكردستان ايران وحزب الحرية الكردستاني الإيراني، اثنى قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد باكبور على نتائج الهجمات ضد 40 هدفا باستخدام اكثر من 70 صاروخا وعشرات من الطائرات المسيرة الانتحارية، مشيرا الى ان هذه العمليات ستستمر لحين نزع السلاح من هذه الجماعات.

وجوبهت الحملة الإيرانية بانتقادات ليس من حكومة الإقليم وحكومة بغداد المركزية فقط، بل من واشنطن أيضا حيث قال كل من المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، ومستشار الامن الوطني للبيت الأبيض، جيك سوليفان، انهما “يستنكران بشدة” ما اسموه اعتداء على سيادة العراق.

وبينما استقطبت الهجمات الإيرانية انتباه العالم، فان تركيا استمرت بحملتها الأخرى عبر الحدود مستهدفة مواقع حزب العمال الكردستاني البكاكا المتواجدة في مكان آخر داخل إقليم كردستان.

متحدث باسم الخارجية الأميركية قال لمجلة نيوزويك “نحن دائما ما نعبر عن قلقنا إزاء العمليات العسكرية التركية في العراق مشددين على الحكومة التركية بضرورة التنسيق أكثر مع السلطات العراقية فيما يتعلق بالعمليات التي تنفذها عبر الحدود ضد اهداف إرهابية”.

ولكن بينما تعتبر واشنطن، وقسم آخر من بلدان إقليمية ودولية، حزب العمال الكردستاني البكاكا على انهم مجموعة إرهابية، فان واشنطن لا تعتبر المجاميع التي تقوم ايران بقصفها داخل العراق مجاميع إرهابية.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية “لقد صنفت الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني البكاكا على انه منظمة إرهابية اجنبية دولية. ولكننا لا نعتبر حزب كوملة الكردستاني الإيراني والحزب الكردستاني الإيراني الديمقراطي وحزب الحرية الكردستاني الإيراني على انهم مجاميع إرهابية”.

يذكر ان هذه الأحزاب الإيرانية المعارضة لها تاريخ طويل من حرب العصابات ضد إيران التي تتهمهم بشن هجمات على عناصرها الأمنية. واتهمت طهران مؤخرا هذه المجاميع بالعمل على تأجيج احتجاجات عمت البلاد ردا على وفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، التي توفيت الشهر الماضي بينما كانت في الحجز. وقال الجنرال الإيراني باكبور ومسؤولون إيرانيون آخرون بأن السلطات العراقية لم تفعل شيئا لمحاربة وجود هؤلاء على ارضها.

من جانبها، تقوم تركيا بعمليات متكررة ضد مجاميع حزب العمال الكردستاني داخل العراق وسوريا وازدادت حدة في السنوات الأخيرة وكانت آخرها عمليات، قفل المخلب، التي شنتها في شهر نيسان الماضي في العراق.

وقال وزير الدفاع التركي في تغريدة له الاثنين “صراعنا سيستمر لحين تحييد آخر إرهابي. أينما يكون الإرهاب سيكون هدفا لنا”.

وأصدر مؤخرا مكتب المفتش العام لوزارة الخارجية الأميركية تقريره الشامل حول الخطط المستقبلية لعمليات الطوارئ للسنة المالية 2023 الذي تضمن انتقادا للهجمات العسكرية التركية في العراق وسوريا. وبين التقرير ان الهجمات التركية على القوات الديمقراطية السورية الكردية التي تقاتل داعش تتسبب بزعزعة الوضع الأمني عند مراكز احتجاز مسلحي داعش التي تشرف عليها هذه القوات.

وذكر التقرير أيضا بان الصراع المستمر بين تركيا وفصائل حزب العمال الكردستاني البكاكا والعمليات العسكرية التي تشنها تركيا ضدهم تساهم في عدم استقرار الوضع وزعزعة الامن في مناطق سكنية في شمالي العراق.

واستنكرت كل من بغداد واربيل مؤخرا ضربات تركية تم شنها في شهر تموز تسببت بمقتل تسعة اشخاص في منتجع يقع قرب مدينة زاخو. انقرة نفت تورطها بالحادث وألقت باللائمة على حزب العمال الكردستاني (بكاكا)، في حين استنكرت واشنطن الهجوم دون ان تذكر المتسبب. وأشارت مجلة نيوزويك الى انه خلال زيارته الأخيرة لأربيل ولقائه بالمسؤولين في إقليم كردستان، تباحث رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ضمن أمور أخرى، بالتطورات الأمنية الأخيرة وقضية استهداف مناطق في إقليم كردستان، حيث اكدا على ضرورة احترام سيادة العراق ورفض تحويل العراق الى ساحة لتصفية حسابات ومؤكدين على التزام العراق بعلاقات جوار حسنة وان الأراضي العراقية هي ليست مصدر تهديد للبلدان المجاورة.

• عن مجلة نيوزويك الأميركية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here