نفط العرب للعرب

سامي جواد كاظم

هل سيكون ابن سلمان نسخة ثانية من عبد الله بن حمود الطريقي ؟ هل سيجدد ذكراه اليوم ؟ هل سيسير على خطاه في النهوض بالواقع النفطي للسعودية خاصة وللعرب عامة ؟ للسعودية ثقل نفطي امر لا يقبل الجدل ولها مواقف سابقة بعثرت السياسة الامريكية والصهيونية . واليوم تظهر بوادر وكانها تعيد تلك الحقبة . قد تكون السعودية صحت مؤخرا وهو افضل من ان تبقى نائمة ، كل هذا نقوله حسب ما نراه ونسمعه ظاهرا ولان السياسة خبيثة ودسيسة فالله العالم خلف الكواليس .

قبل ان اتطرق للدور العربي اعرفكم بشخصية عبد الله بن حمود الطريقي ( 1919 ـ 1997) ، فهو اول وزير نفط للسعودية منذ اكتشاف النفط وهو من شارك في تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مع الوزير الفنزولي خوان بابلو بيريز الفونسو. وهو صاحب شعار نفط العرب للعرب .

اليوم جن جنون بايدن من قرار خفض انتاج النفط لـ (اوبك + ) مليوني برميل يوميا ، واوربا تعيش ازمة الطاقة وهذا التخفيض ادى الى ارتفاع اسعار البترول وخصوصا في امريكا وهي المقبلة على انتخابات للنواب وهذا يعني خسارة وشيكة لحزب بايدن .

لنعيش واقعنا العربي عامة والعراقي خاصة ، نعلم ان مشاكل العرب والمسلمين والعالم هو الكيان الصهيوني ، والمتخاذلون يشعرون بالجبن في المواجهة ، ولكن الاقتصاد وخصوصا النفط فانه يغنيكم عن استيراد الاسلحة المتطورة للحروب بل تستطيع السعودية من ان تجعل المقاومة في استراحة اذا تلاعبت بالنفط ومن معها من الدول التي تتعرض للابتزاز الامريكي . الان بدا المحللون السياسيون والاقتصاديون بالتوقعات الغريبة وهي ارتخاء امريكا امام فنزويلا وايران في عقوباتها من اجل النفط ولا اعتقد ان هاتين الدولتين ستخدعهما امريكا فان لهما تاريخ عريق مع الخبث الامريكي ، انها فرصة من ذهب هذه الحرب الروسية الاوكرانية وعلى الدول المنتجة للنفط لاسيما الخليجية وايران التي تتمتع باعلى احتياطي للنفط (السعودية ثانيا , ايران رابعا , العراق خامسا , الكويت سادسا والإمارات سابعا ) هذه الدول لو قامت بتجميد خلافاتها واسكات وسائلها الاعلامية خلال هذه الفترة فانها ستتلاعب بالعالم اكثر من الشياطين الخمسة في مجلس الامن ، الدلائل تشير الى ذلك وليس تمني وتفاؤل .

في الثمانينات عندما اعلن الكيان الصهيوني بان القدس المحتلة عاصمة له اتفق العراق والسعودية على قطع الامداد النفطي عن كل دولة تنقل سفارتها للقدس ، ماهي الا ايام وفشل المسعى الصهيوني .

واما ما يخص العراق فان وضعه السياسي المتهرئ يجعلنا نعيش امل المعجزة وهاهي الظروف جاءتهم على طبق من ذهب للنهوض بالواقع العراقي ، اننا نعيش على حافة الهاوية وهذا ليس تشاؤم فالاقتصاد العراقي يعتمد كليا على المستورد واي ازمة غذائية او ركود اقتصادي فاننا سنعيش بحق ظروف حالكة خانقة ، لا يوجد رصيد غذائي محلي ، لا توجد منشاءات صناعية عراقية صرفة ، لا يوجد اي تصدير لاي منتوج عراقي زراعي او صناعي فقط النفط .

واخشى من ان يخضع العراق سرا للبيت الابيض ويقوم بزيادة ضخ النفط لعيون بايدن حتى ينقذ وجهه الاسود امام الحزب الديمقراطي وامام شعبه ، الشعب العراقي برمته لا يثق بالكاظمي الذي لا يستطيع ان يتعاقد او يفعل عقد النفط مع سيمنز ويتحمل عناء السفر للحدود العراقية الاردنية لوضع گلگ الاساس لاستيراد الكرهباء الاردني يا لسخرية القدر .

نامل ان تكون خطوة السعودية بشرط النوايا الصادقة فاتحة خير على العرب والمسلمين وسنتشبث بها اكثر مما نتشبث بمجهول الكاظمي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here