اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة الاعراف (ح 71)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب رفع الشبهات عن الانبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: موسى وهارون عليهما السلام: قال تعالى : “وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ” (الاعراف 142). الشبهة هنا لها عدة أقسام وهي: أولا: هارون عليه السلام كان نبيا ً فكيف جاز لموسى عليه السلام ان يوصيه بالإصلاح. وهذا أمر ناتج منه من غير وصية .الا يعد مثل هذا القول لغوا ً منه وحاشا . ثانيا: اتهام موسى لأخيه هارون عليه السلام بالمعصية له قبل الاستفسار منه. ألا يعد هذا اتهاما ً للبريء؟ .ثالثا: اعتداء موسى عليه السلام على نبي أليس فيه سوء خلق ومعاملة ؟. الجواب :بسمه تعالى : أولا ً يمكن أن تكون هذه الآية وصية عامة لكي يعمل بها كل الناس في كل الأجيال. مضافا ًالى أنها تنحو نحو الإثبات. يعني انها لاسماع الآخرين الذين لم يكونوا مدركين للعصمة في هارون عليه السلام. ثانيا ً: يمكن حمله على الاستفهام الاستنكاري .يعني لا يمكن ان تكون قد عصيت أمري، أو حمله على الجانب ألا ثباتي لاراءة الناس إنه لم يعص. بعد أن يسمعوا عذره . ثالثا ً : أن مستوى الأخلاق الاجتماعية في ذلك الحين لم يحكم بكونها أعداء، والمجتمع يومئذ لم يكن يدرك الأخلاق التفصيلية التي ندركها الآن. مضافا ًالى أن النتيجة قد حصلت وهي عبادة العجل. وهي نتيجة مؤسفة حقا . وقد حصلت حال مسؤولية هارون. فلا يكون غيره هو المسؤول عنها ولعل موسى كان يتوقع ان يعمل هارون أعمالا ً إضافية لمنع حصولها ولم يعمل، وكان من الناحية الاخلاقية مسؤولا ً أمامه.

جاء في موقع منتدى جامع الائمة عن خطبة الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: ومن الامور التي يشير إليها النبي صلى الله عليه وآله في خطبته استحباب أن يفطر الفرد صائما وهذا المعنى شامل للصائم وغيره، يعني يُستحب لك أن تفطر صائما سواء كنت صائما ام لم تكن وهذا يدخل في الحقيقة في المنهج الإسلامي العام لقضاء حاجة المحتاجين فليس من العدل والانصاف ان يكون فطور طبقة من الناس من أطايب الطعام والشراب وفطور طبقة اخرى يكون متواضعا جدا او انه لا يجد له افطارا اطلاقا بل مقتضى العدل الاسلامي هو تساوي هاتين الطبقتين مهما امكن وذلك أن الله تعالى امر الاغنياء بالاعطاء الى الفقراء في كثير من تعاليمه الواجبة والمستحبة كالزكاة والخمس والفدية والكفارة والعتق ووجوب إنقاذ المضطر واستحباب الصدقة واستحباب قضاء حاجة المحتاجين واحيانا وجوب قضاء حاجة المحتاجين. ومع ذلك نجد طبقات من الناس الدنيويين يدّعون الاشتراكية بمختلف اتجاهاتها وتفسيرها في حين ان الاسلام بل ان خط الانبياء كله إنما هو على ذلك وعلى الشفقة على الفقراء والمحتاجين مع هذا الفارق الرئيسي بين الجماعتين ، الجماعة الدنيوية والجماعة الدينية وهو أن دعاة الجماعة الاشتراكية الدنيويين يعيشون عيشة مرفهة قد نالوا الشهرة والزعامة والمال بعنوان انهم دعاة الى مسلك معين او مصلحة اجتماعية معينة في حين ان الانبياء والاوصياء والمعصومين عموما يغلب على حياتهم الزهد والتقشف وشظف العيش وأغلبهم كانوا من قبيل الرعاة او الفلاحين. وقال الله تعالى عن موسى عليه السلام: “وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” (الاعراف 143) وقال امير المؤمنين عليه السلام ما مضمونه : كيف ارضى لنفسي ان يقال امير المؤمنين ولا اشاركهم يعني لا اشارك المؤمنين طبعا شظف العيش وقساوة الحياة. ولم يقصر هو في ذلك بل كانت كل حياته عليه السلام مبنية على الزهد المكثف والابتعاد عن الدنيا وما فيها ومن الاحاديث الواردة في فضل الصوم (انه جُنة من النار) يعني مانع وعاصم منها.

جاء في كتاب الصلاة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: الرسالة لها عدة مستويات، كلُّها معنونةٌ بعنوان الإسلام، فالرسالة الظاهرية هي من أجل الإسلام الظاهريِّ الذي يحقن به الدم، ويصان به المال والفرج، ويتفق فيه المسلمون بشهادة التوحيد والرسالة والقرآن الكريم. والرسالة الأخرى هي دعوةٌ إلى الله سبحانه من أجل الإسلام الحقيقي، ومن درجات هذا الإسلام: التسليم والرضا بكلِّ ما قضى الله وقدر، ومن درجاته إيكال التدبير والفعل في الخلق كلِّه لله عزَّ وجل. قال الله تعالى: “وممَنْ خَلَقنَا أُمّةٌ يَهدُونَ بالحَقِّ وَبهِ يَعدِلُونَ” (الاعراف 181) إلى غير ذلك من الآيات الكريمات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here