البراعة في القيادة

صادف رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ونستون تشرشل في أحد اللقاءات امرأة غاضبة جدا وقالت له ؛ لو كنت زوجي لاعطيتك كوبا من السم وقتلتك ، بكل هدوء رد عليها تشرشل بعد أن رفع قبعته من رأسه وقال لها بكل احترام ؛ مدام لو كنت زوجتي لاخذت كوب السم من بديك وشربته .

هذه الصفة تعني البراعة أو سرعة البديهة بالرد الذكي المصحوب بالفكاهة أو السخرية وهي إحدى مميزات القادة المشهورين وهذه الصفة تسمى باللغة الانكليزية Witty.

البراعة في القيادة هي سرعة البديهة مع روح النكتة أو الفكاهة، البراعة لا تعني أن تشهر سلاحك وتقتل كل من يخالفك الراي ولا أن تهجم على قناة إعلامية لانك لم تعرف أو لم تستطع الإجابة على سؤال وجه لك من قبل مقدمة البرنامج.

ما نشاهده أو نسمعه من حوارات في القنوات الاعلامية العربية من عراك وشتم وزعل والتلفظ بالعبارات النابية والتهديد بنفوذ العشائر أو الثأر لا تدل على البراعة في القيادة أو الكاريزما وانما العكس هو الصحيح .

البراعة في الرد تتضمن أيضا السكوت أن لزم الأمر أو السكوت مع اشارة تعجب أو استغراب أو سخرية ، وأيضا البراعة في تغبير الموضوع والانتقال إلى نقطة أخرى واحيانا تقديم إجابة لا علاقة لها بالموضوع وتعني التملص من الموضوع أو تشتيت الفكرة لسبب ما هو عدم الافصاح عن معلومات حساسة .

على الرغم من ان البراعة في القيادة هي موهبة أو فطرة إلا أنها أصبحت منهجا يدرس لمعظم الكوادر القيادية في المجتمع ومن ضمنها شروط الحوار واسلوب الانصات وفصاحة وضبط قواعد لغة الخطاب .
ومن الخطابات المهمة هو خطاب باراك أوباما في مصر حيث علق على الخطاب بشكل ساخر الفنان عادل أمام قائلا لقد علمنا أوباما تاريخ مصر باقل من ساعة ولم يبقى سوى أن يعلمنا الرقص الشرقي .

من هنا نستنتج ان براعة الخطاب يكمن أيضا في مضمونه ومحتواه بشكل مركز دقيق وخالي من الاخطاء.

ومن هنا أود ان اذكركم بخطابات السيد ابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق الاسبق والاخطاء التاريخية الجسيمة في خطاباته وكذلك منبع نهر النيل من نهر الفرات الذي صرح به قيس الخزعلي في إحدى خطبه. مثل هذه الاخطاء من الممكن ان تطيح بالقيادة وربما تتسبب بازمات سياسية.

د. ضياء السورملي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here