ملاحظات مهمة بشأن حوار الزميل جلال النداوي مع الشخصية الأردنية محمد داوودية

حامد شهاب

أتابع بإهتمام بالغ منذ أشهر كل الحوارات التلفزيونية ضمن برنامج (صفحات مطوية) للزميل والإعلامي المتألق في الحوارات التلفزيونية وصديق العمر الأستاذ جلال النداوي .. حيث يبث برنامجه من خلال قناة التغيير الفضائية الساعة العاشرة من ليلة كل يوم جمعة ويتابعه الكثيرون ..

ومن أهم الملاحظات المهمة جدا والتي وددت تسجيلها عن حلقة هذا البرنامج ليوم الجمعة 14 تشرين الاول 2022 ، مايلي :

1. أكتسب الحوار أهميته القصوى ، لكون الشخصية الأردنية الإعلامية والسياسية المهمة معالي الوزير السابق محمد داوودية ، وقد تقلد مهاما إعلامية وفي الديوان الملكي الأردني ، وكان شخصية إعلامية قريبة من جلال الملك حسين رحمه الله، ولهذا تكون المعلومات التي يدلي بها بشأن تطورات العلاقات الأردنية العراقية وما شهدته من تطور وتقدم أو تراجع وإنتكاسات هي في غأية الأهمية .

2. السيد محمد داوودية هو أحد الشخصيات الأردنية المتعمقة بموضوعة العلاقات الأردنية العراقية ، وما شهدته من حالات تقدم وتدهور والمراحل المتوترة والايجابية ، كونه أحد شخوصها المهمة والمطلعين على خفاياها وأسرارها، وهي تستحق إهتماما كبيرا من متابعيها ، لما رواه من أسرار خطيرة وغاية في الأهمية في حوار تلفزيوني كان من أنجح الحوارات التي تحدثت عن أسرار وخفايا ، ربما كان يجهل أسرارها الكثيرون ، وهو ما أوصل الحوار الى تلك المرحلة من النجاح المتألق والقدرة على تقديم معلومات كانت بالنسبة للكثير من العراقيين والأردنيين وحتى على صعيد عربي وعالمي من ألاهمية بمكان.

3. من القضايا الكبرى المثارة ضمن البرنامج هي تطور العلاقات العراقية الاردنية مابعد العهد الملكي وبداية العهد الجمهوري العراقي وبخاصة في فترة الستينات وحتى عام 2003 ، ومنها قضية ما أثير عن تدخل عسكري عراقي سوري في أحداث ايلول في الاردن عام 1970 ، وكيف استطاع الاردن مواجهة هذا التدخل والمحنة التي أعقبته، والعلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية وتحريك الجهات العراقية لمنظمات فلسطينية نهاية الستينات وبداية السبعينات للتدخل في شؤون الاردن، واحداث الحرب مع ايران ، وكيف وقف الاردن الى جانب العراق ودعمه بكل وسائل الدعم والإسناد ، ومن ثم أحداث دخول الكويت وتطوراتها، وكيف كان الأردن يسعى لإيجاد مخرج لتلك الإزمة ، ورفضه اي تدخل دولي وإصراره على الحل العربي، لكن جهود الأردن قوبلت بنكران الجميل من كثيرين، من الاشقاء العرب كما يقول، بالإضافة الى قضية هروب حسين كامل الى الاردن ، وكيف وقف الملك حسين رحمه الله في موضوعة إيواء بنات الرئيس السابق صدام حسين، وهو لم يكن ليسمح له بدخول الاردن لولا وجود بنات الرئيس معه في الموكب الذي دخل الاردن فجأة ، واعتبرهم ضيوفا على الاردن، ولولا إن صدر عفو عنهم من القيادة العراقية العليا أنذاك كما يقول لما أعادهم الاردن الى العراق..وتطورات أخرى غاية في الأهمية .

4. إن الحوار مع الشخصية الأردنية الوزير السابق محمد داوودية بقدر ما هو شيق وجميل ورائع ، لكن تخللته فقرات مؤلمة في تاريخ العلاقات العراقية الاردنية.. وحقيقة إننا اطلعنا علي معلومات غاية في الأهمية عن خفايا تلك العلاقات والأزمات التي رافقتها وحالات ايجابية اخري رافقتها.

5. كان الحوار في قمة الصراحة والمسؤولية.. وشخصيا كنت مترددا في رؤية هذا الحوار.. لكن الزميل العزيز جلال النداوي وبحنكته المعروفة في إدارة الحوارات التلفزيونية شوقني لمتابعته بشغف واهتمام كبيرين.. لانه عرف كيف يمسك بملف تلك العلاقات ومراحل تطورها أو تدهورها.. لكن ملاحظتي كانت بشأن مقدمة البرنامج التعريفية فقط ، حيث كان يفترض أن يشير في أول تقديم له أنه يمثل غوصا متعمقا في خفايا وأسرار العلاقات العراقية الأردنية من خلال شخصية أردنية مهمة.. وإن تقديمه له كان كشخصية أردنية فقط.. تقلدت مهاما اعلامية وديوانية ملكية ، وكان للمتابع لأول وهلة أن يغادر الحوار ، لانه كان يتوقع ان الحوار لايخصه عراقيا، لولا دخوله الثاني الناجح ، بعد أن أعاد النداوي للاثارة المطلوبة دورها للفت الانظار..

6. كان حوارا حقا ، ليس ككل الحوارات.. ويحسب له نجاح إختيار تلك الشخصية وكيف دخل معه في خفايا تلك العلاقات.. وكان حوارا منتجا ومثيرا وناجحا وتعرفنا من خلاله علي خفايا تلك العلاقات واسرارها قديمها وحديثها.

7. ومن الملاحظات المهمة التي وددت الإشارة اليها وأن أعيد تكرارها ، بشأن مقدمة الحوار هو أنه كان من المفترض بمقدمة الحوار أن تبحث عن أية إثارات او لقطات مهمة عما سيتضمنه الحوار من موضوعات مهمة ، وبخاصة أن الموضوع بدا لأول وهلة وكأنه غريبا بعض الشيء لإختياره شخصية أردنية.. وقد أطال في مقدمته الحديث عن مهامها ومسؤوليتها ، ومن وجهة نظري فأن الأهمية الكبرى هي ما أفشت عنه من أسرار ومعلومات مهمة جدا ، يتم الكشف عن خفاياها ربما ، لأول مرة.. وكان من الأفضل إعطاء البارت الاول لتلك الإشارات والاثارات القوية للمشاهد من أول مدخل عند الحديث عما تقدمه تلك الشخصية من أسرار وخفايا تعرض لأول وهلة ، لكي يرغم مشاهديه على متابعة حواره منذ بداية مقدمة البرنامج.. لكن الأخ جلال النداوي إستطاع بعد دقائق من مقدمته التعريفية أن يدخل موضوعها المهم ويثير المشاهد رغما عنه للاندماج مع الحوار والإستماع لكل كلمة وتفاصيل لأحداث وتطورات كانت غاية في الأهمية.. وفي كل الأحوال كان الحوار ناجحا ولافتا للأنظار وانتقالة نوعية موفقة في تاريخ علاقات البلدين..

أمنياتنا للزميل العزيز جلال النداوي بالتألق المستمر ، وأن يواصل حواراته المثيرة مع (صفحات مطوية) أكثر إثارة ، كتلك التي شاهدناها في حواره الاخير مع معالي الوزير الأردني السابق محمد داوودية ، وقبلها مع الأستاذ حسن العلوي وآخرين من شخصيات عراقية رفيعة المستوى ، معبرين عن شكرنا وتقديرنا له وللقائمين على برنامجه (صفحات مطوية) ..مع الأمنيات بالتوفيق الدائم..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here