الموت ضحكا : قصة قصيرة

الموت ضحكا : قصة قصيرة

بقلم مهدي قاسم ــ صحيفة صوت العراق

أينما التفت ووجّه أنظاره و التفت ، يراهم متواجدين هنا و هناك .. بصورهم الضخمة و الانيقة بذوق رديء وغالية تصميم جدا ومزدان بأقوال ” مقدسة ” ، تحدق في وجهه بعجرفة و تحد ِ استفزازي ، من فوق واجهات أبنية و بيوت عالية .. و عند أعالي أعمدة كهرباء .. وعلى أوتاد طويلة مزروعة وسط قمامة و زبالة متراكمة بفوضى عجيبة عند محاذاة برك مياه آسنة تعج بجحافل ذباب و جراثيم ، كان هؤلاء الخرافيون يحتلون كل المكان تقريبا بسحنتهم الصارمة و المتجهمة القاسية و نظراتهم الباردة ، كعيون ثعابين ، بجبينهم المبقع بدمغة نفاق صارخ و ورع كاذب ، و حضورهم المقيت ورتبهم وملابسهم العسكرية المضحكة و المتنافرة مع خرقة الرأس الملوية .. الأدميرال العظيم و قاهر البحار هههه !!.. حيث بد له كل هذا الحضور المتزاحم العجيب ضربا من كاريكاتير مضحك جدا، و…فجأة وجد نفسه يضحك بنوبات هستيرية من ضحكات عميقة وطويلة مجلجلة : ههههههه .. ( ليقول بين ضحكة و أخرى : تصوروا هؤلاء هم مِمَن يتحكمون الآن بمصائرنا ) …ههههههه ..هههههه ..( نعم هذه الكائنات الخرافية تقرر لنا أنه لماذا نعيش وكيف نفكر ..بل وكيف نعيش في أتعس بؤس ، و مذلة رغما على أنوفنا ، و إلا فإن رصاصتهم جاهزة لقتلنا ) .. ههههههه ..( يا إلهي هل معقول كل هذا ؟ ) …هههههههه …( حقا شر البلية ما يضحك ..فيا لها من تراجيكوميديا رهيبة ولكن المضحكة جدا جدا ! )
..ههههههععع ..ههههه ..ههه ..هه…ه ……..
و …………..
فجأة ينهار مرتطما بالأرض
قال أحد المارة مستغربا أنه مات ضحكا .. شيء عجيب !..
علق الآخر بأسى : بل مات أسى و حسرة ..
فقد كان ” ضحكه كالبكاء ” ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here